هذا التعامل الحاد، البعد المقصود عن الناس، والصمت الطويل، ما أعلمه جيدا أنك تقتل نفسك ببطء، تعيد المواقف، وتجتر الذاكرة، لتمضغ حزنك بهوادة، ترتاح حينما تعصف بك أمواج الحزن، أما حينما يهدأ البحر وتقل العواصف يبتلع القلق كلك. لا أعلم هل قلت لي أحبكِ جادا أم متعبا أم كنت تريد مرفأ ترسو عليه سفنك ذات وهم.
أنت تحب أوجاعك، تتفقدها كل لحظة، هل زادت، هل بهتت فتلمعها، هل انطفأت فتشعلها، لم أر إنسان يتقلب على جمر مثلك، متى كان للألم لذة!؟، كيف أصبح الخذلان أسلوب حياة!؟، كيف تعلق عقلك على عتبة الإحتياط؟، وتسلم قلبك للعابرين، بذلت نفسك على موائدهم، ولم تشبعك يوما ما، أنت تعيش دور الضحية ببراعة، الأن أنت تعرف ودائما تقولها"أنتِ قوية" حتى صدقتها آمنت بها، لذلك ومن منطلق البرهان على تلك القوة، أقولها ملئ فمي وداعا، لن أكون جسرا تعبر عليه محملا بأوجاعك كسيزيف الذي يحمل صخرته، ولن أظل حتى أراك تفعل نفس الاشياء ولا تملها، فتعود الألام يرسخها في النفس، نعم أهرب، منك، ومن ألامك ومن صخرتك الأبدية