يتحدثون عن الفقد،
ماذا عن الوجود؟!
ماذا لو نظرت حولك يوماً فوجدت أنك لا تعرف المحيطين بك؟!
ولا أحد منهم يحتفظ لك بلحظةٍ مميزة؟!
لا أحد يدرك قيمة وجودك حتى يستشعر فقدك للحظة؟!
كأريكةٍ فاخرةٍ في صدر المنزل ضمن أخرى لا تشبهها في منزلٍ تؤدّي واجبها على أكمل وجه
لا يمكنك الدخول دون المرور بها
رغم حساسيتها وفخامتها إلا أنها الأكثر راحة دائماً
رونق البيت هي ودونها شاحبٌ خرب
في النهار وضاءة وفي الليل يصدع بكاؤها الجدران
رغم كل ذلك عابرة، غيابها لا يشق في خافق أحد
لم يقدرها أو يعشق تفاصيلها أو يتركها لمن يفعل
لمن يحملها شرياناً في قلبه أينما ذهب
فلا هو بخير دونها ولا هي ميتة بحياته!
ماذا عن حياةٍ كل ما تعرفه فيها أنك فيها؟!
أن تسير في طريق تداعب الحجر و الشجر
تساعد المريض والمَهيض وتضاحك الطفل والكهل
تشاطر الهواء بث الحياة؛
حتى إذا ما سقطت في هوةٍ لم يلتفت أحد!
لم يخسر أحدهم بسمتك أو يستوحش قلبٌ رفقتك.
أليس الأكثر ألماً من فقد أحدهم أن تفقد نفسك؟!
أن تجرفك الحياة إلى غير أرضك فتجبر نفسك على التأقلم، تنبت وتنمو ولكن بلا هوية.
وليس أسعد ممن أدرك قيمة وجوده قبل فقده، حينها سيحيا حياةً جديرة بالتذكر،
جديرةً بالوجود والافتقاد.