البطولة الغائبة عادت للقلعة البيضاء
فى دورى الكرة الطائرة موسم ٢٠٢١ / ٢٠٢٢ ، التقى فريق نادى الزمالك بمنافسه فريق النادى الأهلى ، كان النظام بالإقصاء من خلال أفضل ٣ مباريات ، لعب الفريقان ثلاثة مباريات ، وكان لجمهور الزمالك ذكريات قريبة مع المباريات الثلاثة
فى أول المباريات التى خاضوها أمام المنافس فى الدورى تأخر الفريق شوطين ، حتى ظننت أن المباراة انتهت لا محالة ، فبعد خسارة شوطين من المستحيل تدارك الأمر ، كان هذا بالنسبة لنا كجمهور أما أبطال الثنائية فكان لهم رأى آخر ، لقد خرقوا المستحيل وعادوا من بعيد ، ليحصدوا نتيجة المباراة الأولى ، والتى كانت بمثابة وضع قدم فى نهائى الدورى ، فهم بحاجة إلى مباراة أخرى ليكون الزمالك طرفاً فى النهائى ..
كانت أول مباراة أتابعها يجتمع اللاعبون ويحيون بعضهم البعض عند إحراز نقطة ويجتمعون أيضاً داعمين من أضاع نقطة ،، بل حتى فى تتبع الكرة أرهقت أعيننا ترى أين هى ؟ هنا ؟ لا هناك .. خرجت ؟ دخلت ؟ فى الشبكة .. يا الله ..
كانت مباراة شاقة تجاوزت الساعتين ، أنهكنا من الجلوس أمام الشاشة فكيف بمن خاضوها ؟ مجهود بدنى وذهنى كبير يبذله أبطال اللعبة ليتوج الزمالك بالألقاب .. تحية لأبطال الثنائية
وفى المباراة الثانية أمام المنافس ، لحسم التأهل لنهائى الدورى ، شىء غامض صار .. ثلاثة أشواط نظيفة ربحها المنافس ، مما أثار إزعاجنا .. كان الفريق بأكمله على غير حاله الذى شاهدناه بالأمس .. هل استسلموا ؟ هل كان فوز الأمس صدفة بحتة ؟ أيعقل أن يتبخر الحلم ؟ لم لا نجد إصرار على العودة فى الشوطين الثانى والثالث ؟
لقد بدأ الأمل يتلاشى .. قالوا حتى اللحظة النتيجة تعادل الفريقين فى المباريات وستلعب مباراة فاصلة .. لكن هل يعود رجال الطائرة ؟ هل بإمكانهم حقاً العبور إلى النهائى ؟
إن أسوأ ما يعانيه الجمهور تذبذب الرؤية حينما يتفاوت الأداء ، لقد رسخت المباراة الأولى فى أذهاننا أن فريقنا قادر على حصد اللقب وتجاوز المنافس ، لكن المباراة الثانية أعادتنا إلى نقطة البداية ، حيث يقف الفريقين على خط واحد بفرص متساوية ..
فى المباراة الثالثة كان تقدم المنافس مبعث القلق ،، الشوط الأول انتهى لصالحه ولابد من تدارك الأمر قبل أن تبتعد المباراة ويبتعد حلم التتويج ،، ساد فى النفوس شىء من الاطمئنان حينما فاز فريقنا بالشوط الثانى لينال فرصة اللعب حتى الشوط الرابع ،، تابع الأبطال بالفوز بالشوط الثالث ، ليكونوا على وشك العبور إلى الدور النهائى ، الشوط الرابع فاصل فإما أن ينهى الزمالك المباراة أو يعود المنافس ، كنا فى هذا الشوط أكثر حماسة للفوز ، لكننا فوجئنا بالمنافس يعود ، صرخنا فيهم أمام الشاشات ، أليس من الممكن أن يحسموا المباراة دون أن نتعرض لهذا الكم من القلق والضغط ؟
وفى الشوط الفاصل كانت أعيننا تدور مع الكرة ، وقلوبنا تبتهل ، إننا بحاجة إلى نقطة الشوط ، كلما أخطأ أحدهم صرخنا لقد ظفر المنافس بنقطة وبالإرسال ، تتوحد عقولنا داعين أن يتمكنوا من صد إرسال المنافس وتحويله لنقطة لنا .. حتى أننى بدأت أوقن أنهم أسموها الطائرة لأن أعين الجماهير تطير معها هنا وهناك ..كان شوطاً ملىء بالإثارة والترقب ، كانت قلوبنا تقفز مع الكرة بين السعادة والحزن ، فالمفترض أن ينتهى عند النقطة الخامسة عشر لكن السعادة لم تدخل إلى قلوبنا إلا فى النقطة العشرين ..
أخيراً حسمها الأبطال بيد الكابتن محمد مصطفى لعبة .. طاروا فرحاً ،،، لقد عبروا إلى الدور النهائى ليواجهوا فريق الاتحاد السكندرى .. لقد كسروا المستحيل ، ذلك الذى كان الجميع يراهن على عدم حدوثه بأى شكل من الأشكال .. كان الجميع يراهن على أن الفريق سينتهى دوره عند الدور قبل النهائى ، بل وصل التحدى أن راهن البعض على عدم قدرتهم على انتزاع شوط أو مباراة من المنافس ،،، فانتزع أبطالنا البطولتين ..