لو لم أُخلق مصريه لتمنيتُ أن أكون فلسطِينية، أن أكبرُ شُجاعة لا يخيفني الموت، أن أصبحَ عَظيمة ابنةُ أرض عَظيمة، حفيدةُ شهيد قَضى حياتهُ يُحارب لأجلِ أن يَحيا أحفاد أحفادهِ بِخير.
أن أنتظرَ اللحظة التِي تحرر بِها القُدس، أن يفزَ قَلبّي لكلِ إنتصار يتحقق، أن أَزرع وردًا في بَنادقهم، لو لم أكُن تَعزية لتمنيتُ أن يُفنى دَمي لأجلِ تلكَ الأرض المُقدسةُ، حَربُها ليست كَكُلِ الحُروب، حَربها الحرُب الوَحيدة التِي تَستحقُ أن نموتُ لأجلها، أن تُحارب بكلِ ما تملك كَي تنتصر، وأن تعُود حُرة ويُعانقها النَسيم.
كُل من مَاتوا بأرضها شُهداء، ملامحهم تُشعرك بالسلامِ خلفُ ملامحهم قُوة لا تُكسر، خلفها آمال لم تُحبط منذُ سنوات، يشعرُ المرء بالغبطةِ لِمَ لمْ يُخلق فلسطيني ليعشقَ أرضهُ كُل هذا العشق؟
لمَ لمْ ينال شرف رُؤيتها تُقاوم، شَرفُ رؤيتها تَنتصر حتمًا تلكَ الأرض الطَاهرة سَتنتصر.
في أرضي رَائحة المَوت الدَم المُطلخ القَتل الجُوع والإختطاف أيضًا، لكن قَضيتُها أَعمق قَضيتها تُعشق، تتمنى لو أن يَزورك المَوت بها أن يُكتب في شهادةِ وَفاتك فَلسطيني، عن عُمق الكَلمة عن لُطفها الدافئ الذي يَحتوي المَرء.
لعلَّ شمسُ الحُرية تشرقُ في أرضَها قريب، لعلَّ الشمسُ تشرقُ لأجلها يومًا.