لم تقل لي احبك 

ولم تقل لي انت حبيبي 

لكن نظرة عينيها كأنها احلي قصائد غزل 

....وعندما كانت يديها تعبث بشعري 

...فكأن الملائكة تصلي وتركع فوق رأسي !

...وعندما كانت تحضنني وتودعني 

.....فكأني اترك النور لأذهب واعيش في العتمة 

...كان طعامها وشرابها وكل ما تقدمه لي 

.....كأنه دواء لجسدي وروحي وقلبي وعقلي 

....لم اتصور انها سوف تموت وتتركني وحدي رغم اني كنت اقترب من الثلاثين من عمري 

....ورغم اني تربيت وتعودت في صغري علي الغربة وبعيدا عن بيتنا في القرية ففي العاشرة انتزعت من بيتنا لتكملة الدراسة بمدينة المنصورة وكأني نفيت الي اقصي الارض !

....ثم عدت .....ثم غادرت الي القاهرة لدراسة الطب ثم اصبحت ضابطا بالجيش كي نخلص امنا مصر من وكسة الهزيمة في ١٩٦٧ 

.......

ثم تموت أمي يوم ٢١ مارس يوم عيد الأم وهرولت اليها لألحق عشرة دقائق من اَخر انفاسها وهي ترفع رأسها فغسلت وجهها بدموعي وسرت بجوارها حتي القبر ! 

.....

ولم ارها لسنوات الا بعد تأدية مناسك الحج لها وقمت بعمرة لأبي ونمت بملابسي في مكة ورأيتها مع ابي بملابسهما البيضاء وهما يتطلعان نحوي مبتسمين بلا كلام .....وحمدت الله وشكرته سبحانه 

........

الأم وأي أم ممكن تكوب أب ايضا ! 

...اما الأب فذلك أمر صعب ان يكون اما لأولاده

.....

ربنا سبحانه وتعالي لم يقل لنا ان الشيطان اخرج ابوكم وامكم من الجنة لكنه سبحانه رفع درجتها الي درجة الأب 

(يا بني اَدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ) ٢٧ الاعراف 

.....

والنبي موسي طلب من الله ان يرسل معه اخاه الاكبر هارون لفصاحته لمقابلة فرعون والاخ الاكبر اشبه بالوالد وحبل الاب مفتول برباط العصب والقوة (سنشد عضدك بأخيك) ٣٥ القصص 

ولما ذهب موسي لميعاده مع الله في سيناء وتلقي الواح التوراة اخبره الله ان قومه الذين تركهم مع اخيه عبدوا العجل !

فاسرع اليهم غاضبا والقي الالواح وجر اليه رأس اخيه ولحيته يعاتبه....كيف...وكيف ؟

فقال هارون يستعطفه ان القوم استضعفوني يابن امي ودائما حبل الام مفتول برباط الود والقلب والشجون 

(قال ابن أم ان القوم استضعفوني ) ١٥٠ الاعراف

.....

ولأن الأم تحمل في رحمها كل الذين يدبون علي الارض اصبحت صلة القرابة تنبع من رحمها فأصبح الاقارب اسمهم ذوي الارحام 

.....

تأمل معي القراَن الكريم عندما يتحدث عن الاَيات الواضحة الدلالة التي نرجع اليها عند الاشتباه في المعني والمقصد لاَيات اخري ويرد اليها ما تشابه علينا وهي الاَيات المحكمات .....قال القرأَن الكريم في وصفها انها أم الكتاب

(هو الذي انزل عليك الكتاب منه اَيات محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات )

٧ اَل عمران 

.....

وتأمل معي عندما عظم القراَن الكريم مكة المكرمة سماها ام القري 

(ولتنذر أم القري ومن حولها )

٩٢ الانعام 

....

وحتي لا يغضب الأباء قال حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم 

خسر من ادرك ابويه او احدهما ولم يدخلاه الجنة 

....بورك في جميع الامهات ورحم من منهن عند الله