لم تعد وسادتي تطيق رأسي وهي ملقاة كمثل قنبلة قابلة للانفجار
....ولم تعد ملابسي تتحملني وانا احاول اصلاح هندامي كأني ذاهب لزيارة نعشي في ميدان المقابر
....ولم يعد حذائي مناسبا لقدماي فقد مل زياراتي التي اختلس فيها الهمز واللمز الذي انشره هنا وهناك
....ولم تعد اقلامي تفرح بالاوراق المبعثرة التي احزمها برباط الاحذية كي القيها في خرابة نفسيتي لتتعفن
....ولم يعد البيت يتحمل صوتي فقد شاخت احبالي الصوتية داخل حنجرتي وصرت اتهته كمثل طفل يصرخ بجوار امه التي ماتت
....ولم اعد اقرأ فقد خرجت الاحرف كلها في جنازة حرف الألف الذي مات في كلمة اَه
.....ولم تعد سجادتي تفرح لقدومي فقد ملّت من الزهايمر(فقد الذاكرة) الذي اصابني وبتٌ اقف بين شيطان بلادي العربية والاسلامية غارقا في عاري
.....ولم تعد ضلوعي تعبأ بانفاسي التي تهرول بداخلها كأنهن لصوص يدخلن ويخرجن في بيت بلا صاحب
....ولم اعد انا اشعر بأني انا
....ولم تعد الحياة تغريني بالبقاء
....ووجدتني اركض في تيه هبت نسائمه من تيه موسي في سيناء
.... ما الذي جري !!
ولم تعد وسادتي ولا حذائي ولا اقلامي ولا بيتي ولا كتبي ولا ضلوعي ولا حتي سجادتي يعبأون بوجودي فقد باعوني في سوق العبيد !
....فأنا لا أصلح ان اكون حرا
....كمثل اطفال غزة يقفزون من خيمة الي خيمة ويجرون وراء رخات المطر حتي لا تبتل وسائدهم
....ولا كمثل شيخ هرم تقوده عصاه الي حافلة ترمي اليه رغيفا جافا قادما من وراء الحدود
....ولا كمثل امرأة تلم اشلاء زوجها واولادها في ملابسها لتلقيهم في حفرة خوفا من الكلاب والفئران والهوام
....ولا كمثل رجل ملثم حط ماسورة بندقيته في ثقب حائط مائل للسقوط حتي لا يسقط الوطن !