أكتب إليك الآن، رغم البرد القارس، والوجع المتغلغل في قدمي أثر سقوطي، والقلب النازف بيد الحرب الغاشمة، والجنون الذي يلف العالم فيمنع العطاء ويكثر الدماء، الدموع، والسقوط.
تقول لي لا فرق بين كبير وصغير، قارئ أو عامل أجرة، وأقول لك السر في القلب الحاضر، أؤمن أن الله يرسل لنا رسائل كل لحظة، ينبهنا ويرشدنا إلى الطريق الصحيح، ذو القلب الحاضر من يستطيع إلتقاط الإشارات وترجمة الرسائل ناهيك عن إستقبالها.
ياعزيزي: دفء قلبك مسؤليتي، احتواء روحك المتعبة واجبي المقدس، انتشالك من الحزن هدفي، ضمادك كلي وكلي جيشك.
أعلم أنك كنت تجيئني هربا منك في، أعلم تلك الجسور التي أحرقتها لتصل إلي،
والإيجو الذي سحقته من أجلي، وأنت أنت المنيع الصعيب على الجميع، جئتني مشاغبا، فكسرت أشواكك الزائفة ومددت يدي لعقلك الثمين، صافحته، فهمته،أفهمته، وملكته.
أستشعرت انسانيتك المعذبة فيك، المفقودة في عالمك الصاخب، الموؤدة من عالمنا معا، زخم أفكارك يستفزني فأبدع في طرق الأستفادة منه.
تغضب مني حين أردك، ولا تعلم أني أهرول قبلك في نفس طريقك، أهرب منك وأسعى إليك، أجيئك حينما أود الصمت، فتنثر صمتي أشجارا في طريقنا المشتعل بحرارتنا معا.