هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ترامب و الحل النهائي
  • بلطجه القوة،، كبسولة 
  • هل يبيعوها….كما باعها أجدادهم 
  • لسنا ناقصات
  • فذلكة الملحدين
  • الزوجة .. إختاري من تكونين
  • طش يا بابا
  • ايهاب نافع لم يكن طيار الرئيس !
  • مع الأيام نتعلم
  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  • درسي ترامب
  • ردود الأفعال!
  • اليوم العالمي للذين لمسهم السرطان
  • تدي حب
  • تغريد الكروان: الرحيل
  • رساله مفتوحه للشعب الفلسطيني
  • معرض الكتاب جميل هذا العام
  • أبو الأجيال
  • عيد ميلادي
  • البراقع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة م أشرف الكرم
  5. قانون التوازن،، مقال

خلق الله الأرض ولم يتركها كيفما اتفق، بل وضع لها قوانين كونية، تمثل إرادته في الكون، من يتعرف عليها ويسير في اتجاهها، ويتماشى معها مسايرًا محدداتها، ينجح ويتفوق ويكتشف وينتصر ويفوز،

ومن يتبرع بوضع محددات أخرى لنفسه، لا تساير تلك القوانين الكونية، ويتصادم معها ويتضاد، فلن يصل إلى شيء مهما ادعى بأنه العارف بالله أو بأنه صاحب السطوة العليا دينيًا، أو أنه المتقرب إلى الله بالعبادة والصلوات.

وفي رحلتنا نحو الوعي، سألت الأخ الدكتور عماد الحكيم -استشاري الصحة النفسية والأسرية والإرشاد النفسي- عن هذه القوانين الكونية، حيث بادرني بأنها قوانين ثابته ومستمرة، لا تتغير من زمنٍ إلى زمن آخر، وشمولية فلا تتبدل من منطقة إلى أخرى وتشمل كل الناس، وهي حيادية أي لا تجامل أحدًا على حساب الآخرين، كما أنها حتمية لا تتوقف، فهي لازمة الحدوث لانها تمثل إرادة الخالق في كونه.

وعلى الفور، سألته عن القانون الكوني الذي يمثل "قانون التوازن" فقال: إن هذا القانون يؤدي إلى الاتزان في هذه الحياة، ودوما نجد معه الثنائيات بين الشيء وضده لتكون أنت في الاعتدال بينهما.

 الاتزان هو الذي يصل بنا إلى الميزان المنضبط في علاقاتنا وفي تعاملاتنا مع أنفسنا ومع الناس، ويرشدنا إلى التوازن مع البيئة والطبيعة، فقانون التوازن هو ميزان السير في الحياة، ليكون الإنسان في المنطقة الوسطية بين الإفراط والتفريط، لتنضبط تردداتك الداخلية، وكمثال، أن يظل الإنسان وسطيًا بين الإسراف والبخل ليكون كريما، بين التهور والجبن ليكون شجاعًا، بين التعلق والكراهية ليكون محبًا، بين أن تعيش دور الضحية ودور الجلاد لتكون عادلًا، بين القلق واللامبالاة لتكون مسئولًا ملتزمًا،،، الخ

وكل تلك الأمثلة وغيرها تبدأ بإصلاح نية الإنسان قبل العمل ذاته، فيجب أن يعالج الانسان نيته وتفكيره تجاه الحالة التي هو فيها، ليعدّل من أفكاره إلى الوسطية بين الثنائية التي تحاصره، ليصل إلى التوازن.

ويضيف د. عماد الحكيم، بأن من يقع تحت أيٍ من طرفي الثنائيات، هو يبتعد عن التوازن، وبالتالي يظهر في حياته أشخاص على النقيض من حالته، فمثلًا يظهر في حياة البخيل زوجة أو أبناء مسرفين، وعند المتطرف متسيبين، وهكذا كرسائل كي يُصلح من شأن نفسهِ وينتبه، ويدخل مرحلة الوسطية والاتزان.

فالاتزان سكينة وثقة، أما الجنوح لأحد قطبي الثنائيات يُنتج السلبيات حتى يتغير الإنسان ويتوازن.

فكرت في كلمات الدكتور كثيرًا، وطبقت مفهوم قانون التوازن، على من حولي، 

فأصبحت اؤمن بأن التوازن في علاقتنا مع الله، أن أكون بين الخوف والإرجاء لأصل إلى الرجاء، ومع الناس لأكون معتدلًا بين الانعزال والانفتاح، ومع أصدقائي لأكون محترمًا بين الجد والهزل، ومع أبنائي رحيمًا بين الشدة والإهمال، ومع جسدي لأعطيه حقه بين الإجهاد والإمتاع.

وأدعوكم إخوتي القراء الأعزاء، بأن تكونوا في كل أحوالكم عند قانون التوازن، الذي سيكون أحد حلقات السعادة في الحياة بالتوازن المطلوب، وكما قال الله تعالى في الآية الكريمة: {{ألَّا تَطغَوا في الميزان}} صدق الله العظيم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع