آخر الموثقات

  • موت الأجزاء داخلنا
  • تاج من النجاة
  • بردة جمال
  • كفانا ببغاوات
  • مـفهـوم الكيميــاء عنـد الصوفيـة
  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. فزع العيون العسلية - طلعت ريحتنا - فقراء المصريين

*أمارس يومي بطريقة عادية ولكن بربع قلب، وأما ثلاثة أرباعه فيلهث خلف أخبار غزة، ثلاثة أرباع قلب يبكون المشاهد التي تبثها وسائل التواصل، يصرخون على صفحتي بالفيسبوك في الموتى لعل واحدا يغيث المكلومين، ولكنهم بلا حراك.

*أكتب يوميا في مقر عملي تقريرا نسميه تقرير(غزة إنساني) يصطفونني به لعلمهم بقلبي اللاهث خلف غزة. أضطر اضطرارا لإعادة مشاهدة اللقطات المؤلمة، فزع العيون العسلية و"بقايا " الأطفال وصراخ الأمهات أبكيهم في تقاريري وكلماتي غير المجدية والتي لا يسمعها أحد ولو سمعوها لن يغير في الأمر شيء، فلا تزيدني التقارير إلا عجزا، فنحن محبوسون جميعا في غرفة مظلمة نتخبط ونصرخ ننادي بعضنا بعضا ولا من مجيب.

*أعود لبيتي أحاول أن أندمج مع أولادي لبعض الوقت، أنظر في عيون بناتي فأتذكر تلك الطفلة الشقراء التي صورها أبوها قبل استشهادها ثم وهي أشلاء مجمعة في كيس بلاستيكي، ينقبض قلبي واحتضن ابنتي . ترى ما شعور هذا الأب، ما شعور أمها وأنا أكاد أموت إذا أصيبت بنت من بناتي بالأنفلونزا .أحاول أن أندمج أكثر، أدخل مطبخي لطهو الطعام فيداهمني مشهد ملاك صغير يهمس والدموع تملأ عينيه( بدي خبز اشتقنا للخبز بدي ننه) أشعر أني ناقمة على كل شيء وألعن الجميع في سري.

*تلاحقني الخيالات والأصوات وأنا أقاومها جملة جملة، أحاول قتلها لأعيش، فتحيا أكثر وأكثر بداخلي ( هايدي.أمي باعرفها من شعرها - روح الروح هايدي - الأولاد ماتوا جوعانين- اسمه يوسف شعره كيرلي أبيضاني وحلو).أقول لنفسي كل ما يمكن أن يقال عن الصبر وجزاء الشهداء وعدل الله ورحمته، فلا يزيدني يقيني بكل هذا إلا ألما، فأمام كل هذا سنسأل نحن عما فعلنا، فيا له من موقف مخز أمام الله، يا ويلي سنذهب له فرادى..تخيلوا !.

*أهرب لفراشي فأتذكر الخيمة المهترئة التي غمرتها الأمطار وتنام بداخلها طفلة ترتعد من البرودة والأوحال التي تغطي قدميها الصغيرتين الباردتين، طفلة وحيدة حرفيا بعد استشهاد.جميع اهلها، أخرجوها من تحت الأنقاض وأودعوها خيمة، بلا طعام ولا ماء ولا أم ولا أب.أظل أبكي وأشكو بثي وحزني إلى الله حتى أروح في نوم قلق.*أستيقظ وأنا أكثر إرهاقا.. أكتب على صفحتي بفيسبوك حكم ودعوات ونكات وأضع صورا ضاحكة لا علاقة لها بقلبي الموجوع، مثلي مثل ملايين المصريين الذين حلت بهم اللعنة، نستحقها بالتاكيد، فلا سعادة حقيقية ولا ضحكة كاملة إلا وتنتهي بوخزة مؤلمة، ولا طعام نستطيبه، ولا نومة هنيئة، وكيف ننام وأنين الجرحى وصراخ الفقد يتناوب علينا.يتبرع فقراء المصريين بفتات فتاتهم لغزة وجبينهم يندي خجلا، بينما يعيش المليارديرات في واد آخر، رغم أن الواحد منهم يستطيع أن يطعم غزة كاملة ولا تُنتقص من ملياراته خردلة، ولكنهم فقدوا الإنسانية، فإذا لم يشعروا بالمصريين فهل سيشعرون بجيرانهم !

*أنظر لوجوه الناس في الشارع وفي المترو وفي الباصات، صرنا أشباحا نمشي متثاقلين إلى حوائجنا بلا شغف، كالممسوسين، مسوخا سلبتهم  مآسيهم ومآسي غزة بهجة الحياة، أهمس لنفسي بين فينة واخرى، كل هذا عبث، عبث حقيقي،جميعنا يعلم أننا كعرب كمسلمين كآدميين متنا وشبعنا موتا، تعفنا.. وعلى رأي الأخوة في لبنان "طلعت ريحتنا".

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

810 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع