كيف تحول البلطجي من جندي نظامي .. إلى ما نعرفه اليوم بالبلطجي .!.
مقالة 1 من 2 .
الصورة ، بعض جنود البلطجية يحملون البلط ، في عصر محمد علي باشا .
بلطجي : { ( Balta ) تركية : بلطة – فأس – قراعة (معجم صفصافي) و(Baltacı ) تركية : حامل البلطة – من يعمل بالبلطة } – { أورد أ.و. لين في كتابة المصريون المحدثون : البلطجية : هو من يسير من العسكر لأجل تسهيل الطريق بقطع الأشجار وإقامة الحصون وذلك باستخدام البلطة – والبلطجي في اللغة الدراجة – يعني الفتوة الذي يعتمد علي قوته في سلب مال الناس والاعتداء عليهم – كما يطلق هذا اللفظ علي الشخص الذي لا يهتم بأداء الحق إلي صاحبه } {وأورد أحمد تيمور في معجمه الكبير بلطا بالتركية اسم للمسحاة التي تحفر بها الأرض والبلطجية فرقة من العسكر للهدم ونحوه } { وأورد المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه عن عصر محمد علي وفي باب إحصاء الجيش المصري وقنذاك " أن أورطه من البلطجية قوامها 808 جندي كانت بالإسكندرية – أما الالاي الأول من البلطجية وقوامه 812 جندي فكان يقيم في عكا} – ومن اللافت للنظــر كــذلك أن (بلطة – جي – مصطفي باشا) قد عين والياً علي مصر في (1166هـ – 1752م) وحتى (1169هـ – 1755م) أثناء فترة حكم الدولة العثمانيـة وفي ولاية السلطان العثماني محمود خان الأول (موسوعة حكام مصر د/ ناصر الأنصاري مرجع مذكور) – ولعله كان حاملاً للبلطة ثم ترقي – { أورد أحمد أمين في قاموسه (مرجع مذكور) : البلطجة تعبير يحمل معاني الاستهتار الحياة البوهيمية – أكل حقوق الناس بالباطل – عدم الأكثرات بأحد } – والملاحظ أنه قد استخدم تعبيراً فرنسياً (بوهيمية) لوصف تعبيراً (تركياً !) حيث أن (Bohemien : فرنسية = غجري – طائفة النور) – والواقع أن أ.و.لين هو أول من رصد تغير مفهوم البلطجي من جندي مكلف بمهمة عسكرية إلي مفهوم (إنسان فوضوي) – وفي 19 فبراير 1998 بدأ العمل بالقانون رقم 6 لعام 1998 المعروف بقانون الترويع والتخويف (البلطجة) – وقد عرف البلطجي بأنه من قام بنفسه أو بواسطة غيره باستعراض القوة مع شخص – أو التلويح له بالعنف معه أو مع زوجته أو أحد من أصوله أو فروعه أو التهديد بالافتراء عليه أو علي منهم بما يشينه أو بالتعرض لحرمة حياته لترويعه أو تخويفه بإلحاق الأذى به بدنياً أو معنوياً أو هتك عرضه أو سلب ماله أو تحصيل منفعة منه أو التأثير في إرادته لغرض السطوة عليه أو لإرغامه علي القيام بأمر لا يلزمه به القانون أو لحملة عن الامتناع عن عمل مشروع – أو لتعطيل تنفيذ القوانين واللوائح – أو مقاومة تنفيذ الأحكام أو الأوامر – أو الإجراءات القضائية واجبة التنفيذ – متي كان من شأن ذلك الفعل – أو التهديد أو إلقاء الرعب في نفس المجني عليه أو تكدير آمنة أو سكينته أو طمأنينته أو تعرض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشيئ من ممتلكاته أو مصالحه أو المساس بحريته الشخصية أو شرفه أو اعتباره أو سلامة إرادته – وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين إذا وقع الفعل أو التهديد من شخصين فأكثر أو قام باصطحاب حيوان يثير الذعر أو يحمل سلاح أو آلة حادة أو عصا أو جسم صلب أو أداة كهربائية أو مادة حارقة أو كاوية أو غازية أو مخدرة أو منومة وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات إذا وقع الفعل أو التهديد علي أنثي أو علي من لم يبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة – ثم تتضاعف العقوبة حسب نصوص القانون حتى تصل إلي الأشغال الشاقة المؤبدة ثم الإعدام – إذا اقتربت مع أحد أفعال البلطجة جناية القتل العمد المنصوص عليها في الفقرة الأولـي مــن المادة (234) من قانوني العقوبات .
........................................
الفقرة السابقة هي ما نشرته في كتابي " معجم فرج للعامية المصرية " والصادر عام 2004 م .
ولكن تبقى هناك حلقة مفقودة .. وهي كيفية تحول البلطجي .. من جندي الى فوضوي .!.
انتظروني غدا .
المجد للأرشيف ..
سامح فرج . مؤلف معجم فرج للعامية .