آخر الموثقات

  • تاج من النجاة
  • بردة جمال
  • كفانا ببغاوات
  • مـفهـوم الكيميــاء عنـد الصوفيـة
  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. العشق..وقليل منه يَكفى .. الفصل الخامس

الفصل الخامس 

«بداية السلسلة»

وبعد مُضى وقت..

_إنهاردة كان الاتفاق على القنوات الل هتشترى الاعلان بتاعى ،مش عاوز اقولك اد ايه كان من احلى الحجات الل عملتها ف حياتى 

قالها عيسي بعفوية ونبرة ممتزجه بالفرحه وهو يخلع حقيبة الحاسوب من كتفه ويجلس امام زين ،فبادله زين الابتسامه واردف

_الحمدلله انك اتوفقت ف الل كنت عاوزه 

نظر عيسي ناحية زين ب امتنان واردف

_كله بفضل ربنا ثم بوقوفك انت جمبي ،يعنى لولا انك قولتلهم ووصيت عليا 

وكمان تشديد عمك ف إنك تظهر فالاعلان رغم انك سيبت المجموعة عشان تفضل صورة آل سلطان محفوظة

كل دا يخلينى اعجز عن شكرك يا زين 

 

قام زين بنقر عيسي فوق كف يده المبسوط بجانبه بطريقه عفوية ك لفت انتباه وقال بنبرة يشوبها المرح

 

_انت شاطر وتستحق ياعيسي ، ع فكرة بقا انا كمان عندى خبر حلو 

_ايه هو

_سيبت الشركة زى م قولتلك واتعينت فورا ف شركة تانيه 

 

نهض زين من مجلسه واكمل حديثه ملتفتاً ناحيه النافذة وظهره الى عيسي

 

_صحيح شركه عادية ويدوب بتبدء تثبت نفسها ومش زى المجموعة بتاعت عمى او الشركة الل فاتت

بس انا مبسوط ومرتاح كدا

نهض عيسي وامسكه من احد كتفيه قائلا بتعجب

_م تفهمنى يابنى انت بتعمل كدا ليه فنفسك ،كانت مالها الشركة دى كنت بتقبض ارقام بسمع عنها فمسلسلات التركية

_انا هبقا احسن وانا بثبت نفسى ك زين خليل وبس مش عشان من عيلة السلطان ، الاول كانوا بيتنمروا على انى عشان عيلتى حققت تارجت كويس فالشغل واحسن منهم ان المانجر مبسوط من شغلى ك مجامله لعيلتى

لاء...انا مش هفضل تابع لعيلة السلطان ،انا زين .. واعتقد يكفى 

عاوزة ابتديها من تحت بنفسى ولنفسى

 

طرق عيسي كفاً ب كف واردف بسخرية

 

_ايه ابتديها من تحت ابتديها من تحت،شايفها فاضيه وانت جاى تقطع رقم

م كلنا متلقحين تحت وعاوزين نطلع اما ريحتنا عفنت ...انا عاوزة افهم انت بتعمل فنفسك كدا ليه 

فيه حد يبقا غاوى شقا ؟! بُصلى هنا بس هل انت غاوى شقا ؟!

يعنى عارف نفسك انك ناعم كجلد الاطفال فقررت تسحل روحك ؟! 

ولا دا جن وهينصرف منك ان شاء الله بعد م تحقق امانيك التحتيه ؟ 

نفسى ف اجابة واحدة على اسئلتى

 

تنهد زين واقترب من عيسي واردف بهدوءه الذى اصبح يثير غضب عيسي مؤخراً

_مش عاوز احكى ياعيسي فالموضوع دا 

_براحتك يا زين ،بس فعلا انت علامة استفهام كبيرة اوى بالنسبة لى ومش هسيبك وهتقولى بتعمل كدا ليه فنفسك

صمت زين ونظر لاسفل قدميه ،فتابع عيسي حديثه

_دا عمك رشيد بيه، كان شوية وهيبوس ايدك تكون فالاعلان بتاعى عشان محدش يشمت انك مشيت

وانت بعد م كلنا قدمنا فروض الولاء والطاعه قبلت 

اراد زين تغيير مجرى الحديث فهم بسؤاله كى يكف عن أسئلته المزعجة هذه

_قولى ياعيسي ،لسه ملاقتش شقه مناسبة ليا 

تلعثم عيسي وقال 

_لسه ،مش لاقيلك حاجه مناسبة وحلوة وشياكه زى شقتى دى

قال زين ضاحكاً من طريقة عيسي 

_ياعم شياكه ايه م خلاص ،انا عاوز اعيش عادى زى معظم الناس انا مش اعلى من حد

فغر فاه عيسي الى زين واردف مداعباً إياه بنكاته كالعادة

_والنبي إيه! بقا عاوز تعيش عادى زى بقية الناس بقميصك والبليزر الل حقهم يأكل حى بحاله 

وجزمتك الل من جمالها خسارة تدوس بيها على الارض ، دى تدوس بيها ع زمامير الخلق عادى ولايهمك يابشمهندس طارق 

 

ضحك زين كثيراً ف استطرد عيسي نكاته وطريقته الساخره

_قال ابقا زى الناس والشعب والمجتمع ، عاوز تبقا زى الناس دى انزل العتبه وهاتلك ٥قمصان و٤بنطلونات وشوز وصندل ب 400جنية وكدا انت روقت ع حالك لسنه قدام ومدفعتش حق زرار فبليزرك الل يجنن دا

 

امسك زين طرف_الجاكيت_وهو مرتديه واردف مبتسماً

_خده ياعيسي

_لا والله حلو على اصحابه

_لا اتفضل بجد ،قرب يولع البليزر

_لو مولعش يبقا فيه حاجه غلط والمصحف

ضحك الإثنين كثيراً،ف هم عيسي بالانصراف من غرفة زين قائلا

_تاكل بسطرمه بالبيض وبطاطس محمرة ؟

_انا هعمل الاكل انهاردة،الدور عليا

_خلاص يا عم زين خليها عليا حلاوة الاعلان..هاه بيض على بسطرمه وبطاطس ولانفتح تونه؟

اقترب زين من عيسي وقال بنبرة ساخره مقلداً إياه

_تونة وبطاطس! انت يابنى مش قابض اد كدا من عمى مقابل الاعلان؟

_وعهد الله لسه ،لسه فيه قاعدة اخيرة وهقبض فيها الشيك الل هو وهبقا من ذوى الاملاك ياااه

ضحك زين واردف

_انا بهزر معاك ،ماشى اى حاجه اعملها انا موافق

ترجل عيسي خطوتين نحو الخارج ثم عاد ثانية يقول

_على فكرة انا مبدورش اصلا على شقق ليك ،انا عاوزك تفضل هنا

قالها بعينان تفيض حناناً ك شخص قريب جدا من زين ،شعور لم يستشعره زين أبدا فى حياته 

قام زين فى هذه اللحظه بمنح عيسي نظرة واثقه مردفاً

_وانا اول مرة يبقالى صاحب ومش عاوز منى مصلحه..صاحب بجد !

___

جلجلت ضحكتها الراضية بهذا الغزل المقدم لها عن طريق متابعيها على حسابها وهى تتصفح باناملها كل التعليقات والردود المنهالة عليها من معجبيها فقطع خلوتها صوت شقيقتها نورهان 

_هتقومِ معايا ولا لاء؟

تأففت روان ووضعت هاتفها جانباً وقالت 

_يوووه يانور عاوزة ايه ،مش رايحه خلاص ياستى 

تناولت روان هاتفها ثانية فقامت نورهان بنزعه منها وهى تردف 

_بطلِ سخاف يا روان ،انتِ عارفه انا مش هعرف اروح وحدى وانتِ قايلالى من امبارح انك هتيجى معايا 

_نورهان ، انتِ كبيرة ياماما ..كبيرة وتقدرى تروحى لوحدك محدش هياكلك هناك خطوبة زميلتك فهيئة التدريس المُبجلة انا مالى بالناس الل عليهم جبس دول اروح ليه 

جلست نورهان محاولة إقناع روان ان توافق على المجئ معها 

_يارووونى ، مش عليهم جبس ولا حاجه والله دول ناس امورة جدا وعاملينه فقاعة شيك وفيه رقص وفيه اغانى وهشك بشك بتاعك 

نفثت روان تذمراً وامسكت بهاتفها ثانية ،فابعدت نورهان الهاتف عن وجه روان وقالت متوسله

_معلش ياروان متبقيش كائن رخم ، هتقعدى تعملِ ايه هنا لوحدك 

اميرة صاحبة البيت مبتعملش غير انها تجرى وتسمع فيروز وتشرب قهوة وتقرا روايات برة فالجنينة 

هتقعدى وياها ؟

_اصلا انا واميرة ضربنا صحوبيه سوا جامده حماده دا اولا،فمعنديش مشكلة لو خدت اميرة تعمل تيك توك معايا لحد م ترجعى

ضحكت نورهان فتابعت روان

_لكن آجى معاكِ مكان معرفش فيه حد إلا اختى دا مستحيييل

_لاء فيه ناس تعرفيهم ،احتمال ناس من زمايلك ييجو انتِ عارفه ان دكتورة سمر ومحبوبة وناس كتير من الدفعات بتحبها ومصحباها وكمان دكتور عمر ...ودكتور فارس

قالت الاخيرة بصوت خفيض ومن ثم اكملت

_كُل الناس دى مش مكفياكِ ؟!

زمتت روان شفتيها وقالت بالامبالاه

_عاوزة ايه دلوقت يا نور ؟

_تيجى معايا !

بينما كانتا الشقيقتان يتحدثا محاولة إحداهما إقناع الاخرى ...كانت اميرة فى الحديقة الخارجية تقرأ رواية 

وعندما وقع عينها على سطر ما تذكرت شيئا،لا لم تتذكره وحسب 

بل شاهدته امامها أيضا ً

*عودة إلى ماضى اميرة*

حقيبة مفتوحه وثياب توضع بداخلها من قبل زوج أميرة صامتاً وهى تقف على مقربة منه قائله

_اساعدك؟

_مُتشكر 

_كان نفسي تقولى آجى معاك السفرية دى ،انت عارف انى بحب البلد دى اد إيه

نظر زوجها ناحيتها بتعجب قائلا

_انا معرفش انك حابة تزورى فرنسا 

دنت اميرة منه وقامت باحتضانه واردفت مبتسمه

_ومين ميحبش فرنسا ولا باريس ،طبيعى حد برومانسيتى دى يحب اجمل مكان فالدنيا ،باريس!

_اول مرة اخد بالى

نظرت اميرة الى مقلتيه بعمق وقالت

_حجات كتير انت مش واخد بالك منها يا حبيبي

قام زوجها بفك نفسه من حصار ذراعيها ببطء واتجه نحو المرآه الموضوعه بغرفه نومهم وفتح الادراج التى تقع اسفلها يُخرج اشياءه الشخصية دون ادنى انتباه لكسر خاطر اميرة التى كانت فى طريقها إلى الدلال عليه ك انثته قبل ان يسافر ويتركها عدة أيام كما هو معتاد .

تلاشت ابتسامه اميرة من على وجهها شيئاً ف شيئاً.

عادت اميرة عندما وقفت عند جملة "يدور الزمان.. يعيد تشكيل عجائننا ليصنع منا اناسا لايشبهون صور مرايا قلوبنا..وان تشابهت ملامح الجسد"(من رواية تعاويذ عمران)

همت اميرة بمسح عَبرة قبل ان تنهمر من احدى مقلتيها،قامت بطوى صفحات الرواية وامسكت هاتفها وتصفحت قائمه الاسماء حتى توقفت عند اسمه ..تنهدت وهمت بمسحه ولكنها توقفت فى آخر وقت.

لاتعلم مالذى منعها ،ولكنها لم تفعل وحسب.

___

 

ارتفعت اصابعها الفتاة تطرق على المقعد الذى تجلس عليه هدير بمفردها تتناول القهوة قبل الاقلاع بالرحلة.

_خضتينى !

قالتها هدير ل زميلتها فى العمل فقالت الثانية مبتسمه ابتسامه خبيثة

_سرحان فيه ايه ياجميل 

_مش سرحانه فحاجه ،عادى بشرب قهوتى قبل الرحلة بس

_ومخدتيش المورنينج كوفى بتاعتك فالبيت ليه قبل م تيجى ولا الشغالة مصحيتش من النوم 

بادلتها هدير الابتسامه المزيفه ومن ثم قامت بغلق شفتيها بسرعه وقالت

_لا مش الشغالة مصحيتش ،انا الل طلعت بدرى الصبح بعد م خبطت دماغ الشغالة فالحيط جبتلها ارتجاج عشان قالت كلام معجبنيش !

قهقهت زميلتها بشئ من الكيد وقالت

_صحيح ياهدير مش هتقوليلنا عنوانك فين ؟ 

_لاء مش هقول وانتو مالكم

اقتربت زميلتها منها ودنت من احدى اذنيها قائله بهمس 

_مالنا إيه،الزملا هنا من كتر مابيعزوكِ عاوزين يعملولك مفجأة فعيد ميلادك ويعرفوا مكانك ويفجأوكِ بسربرايز بارتى 

تفاجئت هدير من كلمات هذه البغيضه وحاولت تمالك نفسها قائله

_ومين قالكم ان هحب اقضى معاكم عيد ميلادى ؟! 

_لييه هتقضيه مع مين يا بنوتة 

قالتها الفتاه وهى تمسكها من احدى وجنتيها تداعبها بحنق 

_وانتو مالكم هقضيه فين ،ايه الفراغ الل انتو فيه دا 

_عالعموم حبيت اقولك على الل هما ناويين عليه عشان تعملِ حسابك وتقولة لبابي ومامى 

 

قالتها الفتاة وانصرفت تضحك ،بينما كانت تكز هدير على اسنانها احدثت صريراً من شدة غضبها قائله محدثه نفسها

 

_يجولى فين وسربرايز بارتى مين ,يجولى لوكاندة حب العزيز الل انا قاعدة فيها دى!

دا حتى يطلعلهم فقفاهم ...اعمل ايييه ،الله يخربيت كدا 

بينما كانت هدير تحدث نفسها ،ولج صالح الى المكان وهو يتحدث 

_ايه يانورعينى ، ايه الل مزعل الجميل ومخليه قاعد لوحده 

التفتت هدير على الفور إثر سماعها صوته ، اعتقدت انه يحدثها هى ففرح قلبها المسكين ولكن كان الاعتقاد ليس بمحله فهو يتحدث بالهاتف ومن الواضح أيضاً انه يحدث فتاه.

جلس على منضده بالقرب من منضده هدير وطلب القهوة خاصته المُعدة على الطريقة التركية بينما كانت تتابعه هى بنظراتها خلسه وتحدث نفسها أيضاً

_نور عينى ؟ ومزعل الجميل ...الهى تِعمى ياشيخ ماتلاقى الل يسحبك غيرى 

يعنى مصاحب يا صاصا ..مصاحب وسايبنى كدا مروحه توشيبا جاية مع واحد هربان من ليبيا مش شايفنى حتى !

صمتت حتى تسمع منه المزيد وهى تحاول التنصت إليه 

_ايه ؟ لا طبعا هو انسي ...والله مقدر وغلاوتِك عندى م اقدر

تمتمت هدير الى نفسها تُعلق على حديث صالح بالهاتف

_صادق ياخويا من غير حلفان ..كفاية حلفان عشان اتخنقت

*صوت صالح بجانبها*

_طيب هشوف يومى واقولك نعمل ايه انهاردة ،بس مش عاوز تقعدى وحدك كدا متزعلنيش عليكِ 

اشاحت هدير بوجهها بعيداً تحدث نفسها ممتعضه

_مش عاوز تزعل عليها ؟ م تزعل عليا انا شوية زميلتك وولاد شركة واحدة وقاعدة فلوكاندة فيها ابراص وعناكب وخفافيش بيدفعوا ايجار الاوضه معايا بالنص 

أنهى صالح مكالمته ،وامسك هاتفه يتصفحه أثناء احتساءه لقهوته 

بينما نظرت هدير الى ساعة اليد خاصتها فعلمت ان عليها ان تكون على متن الطائرة الآن قبل الاقلاع بالرحلة .

ولكنها احست ان عليها لفت نظره لها قبل ان ترحل فذهبت ناحيته وقالت باقتضاب

_لو سمحت ،الساعة كام بالظبط عشان ساعتى مش مظبوطه 

تعجب صالح وتبسم جانب ثغره واردف بثقته المعهودة

_ماتشوفِ موبايلك ولاهو كمان مش مظبوط

نظرت إليه وزمتت شفتيها تلعنه فى داخلها ،ماهذا الاحمق يارب السموات! ف اردفت إليه

_تخيل مَكنتش واخدة بالى يابشمهندس ،صباحك شبه قهوتك 

تركته وترجلت فقام صالح بمناداتها 

_تعالى لو سمحتِ بس

وقفت هدير ونظرت ناحيته ف اردف هو 

_قهوتى حلوة جدا ،يبقا صباحى جميل ...متشكريا آنسة رفيف 

هرولت ناحيته بعصبيه وامالت بجذعها على منضدته قائله كاشفه عن انياب غيظها

_اسمى هدير 

لوح ب اصابعه امام وجهها واردف

_مش فارقه ،هدير زى رفيف زى غدير كلها اسماء عجيبه مالهاش معنى 

اعتدلت هدير فى وقفتها وقالت رافعه احد حاجبيها

_ليه البشمهندس ساقط عربي ،متعرفش ايه معنى هدير؟

تبسم صالح مكيدة بها واردف 

_لاء بصراحه مكنتش شاطر فالعربي ،كنت شاطر فمادة الحساب والساعات عشان كدا اما حد بيسألنى على الساعة بقول كام ع طول 

اومأت هدير ب رأسها تقلده بسخرية واردفت وهى تهم بالرحيل 

_مممم طب كويس انك كنت شاطر فمادة الساعات عقبال مادة الولاعات 

تركته ورحلت ف ابتسم هو ودون على هاتفه داخل حافظة الملاحظات 

"اول مرة الاحظ انها حلوة ...اوى !"

___

"مجموعة السلطان للتسويق العقاري...ثقتكم هدفنا"

كان اعلان مجموعة السلطان معلن على قناة فضائية موضحه فى اخره صورة زين هو من يقول العبارة الاخيرة وهو يعقد ذراعية امام صدره ب ثقه ، شاهدت نشوان الاعلان فى التلفاز فى منزل الطبيبة التى تعمل فيه ك مراعية للطفل الرضيع.

فكانت تضعه على ذراعها وتقوم ب إرضاعة باللبن المخصص له وتشاهد التلفاز فسمعت صوت طرقات على الباب ودق الجرس ، نهضت نشوان حامله الطفل وهى تردف 

_مين؟

_افتحِ يا نشوان 

تعجبت نشوان ،انه صوت مهدى ،فتحت فوجدته هو بالفعل

_انت عرفت مكان شغلى منين 

_وكمان مكنتيش عاوزانى اعرف مكان شغلك ،يبقا الكلام صح 

انزعجت نشوان وقالت بصوت غاضب خفيض خوفا من ان يسمعها والد الطفل بالداخل

_كلام ايه الل صح ؟! بقولك ايه يا مهدى امشى دلوقت احسنلك انا مش عاوزة مشاكل هنا كمان م صدقت بقالى مدة معاهم 

ارتكز مهدى باحد ذراعيه على الباب واردف بطريقته الملتوية السخيفه وكأنه يهذى

_م صدقتِ تدورى على حل شعرك كويس يا مرات اخويا 

_اخرس! انت بتقول ايه 

جاء صوت من الداخل لزوج الطبيبة ووالد الطفل قائلا

_نشوان ! مين عالباب

صفق مهدى مستهزءا واردف

_الله الله ..يعنى الل حسبته لاقيته ،الست الطاهرة الل بتدعى الفضيله مع راجل فشقة ولوحدهم وتقولك شغل

شغل ايه يا ام شغل

غضبت نشوان فقامت بلكزة فى صدره بقوه قائله

_انت اتجننت ،ماشى يامهدى حسابنا اكيد مش هنا

_مين دا يانشوان وايه الل بيقوله دا

التفتت نشوان ناحية الرجل قائلة بتلعثم

_انا متاسفه،هو هيمشى حالا حضرتك

امسكها مهدى من ذراعها بعنف جعلها تتأوه والرضيع يفيق من غفوته صائحا واردف مهدى بصوت عالى 

_امشى ايييه مش لما افهم بيحصل ايه ياصاحبة الصون والعفاف

_ايه الل بيحصل هنا

كانت كلمات الطبيبة التى تعمل لديها نشوان فى اذانهم حينما رأوها امامهم فى الموقف عائدة من عملها متعبة اليوم لسوء حظ نشوان

_فيه ايه يانشوان ومين دا

_يادكتورة ولاء انا اسفه والله دا اخو جوزى وو

قاطعها مهدى قائلا بتبجح

_ودى مين بقا رئيسة الشبكه ،انتِ فمدعرة بقا يا ست نشوان وعاملة فيها شيخه 

صفعت نشوان مهدى على وجهه بينما احس البقية بالانزعاج من الاثنين ومما قال هذا المختل فقالت الطبيبة فى حسم

_نشوان ...اتفضلِ حسابك ومش عاوزاكِ تيجى هنا تانى...انا مش ناقصة مشاكل

_يامدام انا ماليش ذنب انا 

_يلا بعد اذنك وهاتى الولد

اخذت الطبيبة الطفل ووضعت بعض النقود الى نشوان فى يدها واخرجتهما واغلقت الباب!

___

الأنثى..مخلوق ضعيف للغاية ..احساسه هش يقتات على العاطفة طيله الوقت ،هى النبته المروية بماء الحياة 

والحب هو الماء ، ولكى تحيا هى فعليها ان تعشق !

بعد الحاح طويل وافقت روان ان ترافق شقيقتها نورهان حفل خطوبة زميلتها فى هيئة التدريس ..

ذهبا الاثنتين بكامل اناقتهما المختلفه ،اعى هنا معنى المختلفه ان روان تهيأت على طريقتها الخاصه وكذلك نورهان ..ف اصبحا الاثنتين توأمتين اسماً فقط.

صخب الموسيقى والاغنيات ، التفاف المدعوين حول العروسان ..رقص وزغاريد متعاليه 

مقاطع تقوم بتصويرها الفتيات على هواتفهن .. ثنائيات تتراقص .

_وااااو يانووور كنت فاكراه هتبقا حفلة معقدة والناس جاية لابسه طرابيش

ضحكت نورهان وطرقت شقيقتها بخفه فى رأسها واردفت

_لابسين طرابيش ايه يا عبيطة انتِ هو احنا على ايام الملك فؤاد

_مقصدش ، قصدى انهم ناس وقورة وهادية ومهذبه الطبقه الل حضرتك منها وبتقفلنى دى ..بس جيت لاقيتها والعه حماده 

جلسا إلى اقرب مكان فارغ ، وكانت تتراقص روان على المقعد ومن ثم دارت اغنية تفضل روان سماعها فقامت تتراقص عليها وسط الجمع.

"قدام مرايتها عادى بتدلع براحتها ،بستناها وبستعجلها ..تضحك لى وابُصلها"

_نوررى هقوم ارقص باااى 

ابتسمت نورهان وهى تنظر ناحية شقيقتها تتراقص بعفوية وسط الجمع ، ويتطاير شعرها المستعار حولها ذو اللون الغريب .. زائد الوان ملابسها الزاهيه الكثيرة وبعض ال_مستحدثات_فى عالم الموضه الذى تضعه فى وجهها ك القرط المعلق فى آخر احد حاجبيها ومثله بجانب انفها!

بعد مرور وقت شعرت نورهان بأن احدهم قد شاركها الجلوس على نفس المنضدة نظرت ناحيته ل تجده فارس.

_دكتور فارس ، لسه جاى؟

_لسه واصل 

تبسمت نورهان وقالت

_دايما متأخر كدا

_اعمل ايه ، زمان والدتى كانت تقول الاخير ربه كريم 

صمتا الإثنين فبادر فارس بالحديث مرة ثانية

_روان خارباها ،كأنها هى العروسة مش ممكن البنت دى

على ابتسامتها نورهان تنظر ناحية شقيقتها واردفت

_احلى ماف روان عفويتها ،رغم اننا سن واحد بس ساعات بحس انها اصغر منى بكتير

_انتِ الل مكبرة نفسك يانور

لاول مرة ينطق اسمها دون القاب ، طريقته جعلت قلبها ينتفض من رقدته.

حاولت كعادتها ان تتعامل بطبيعتها ف اردفت إليه

_فيه حجات بتجبرك كدا انك تكبر نفسك او تتحط ف اطار واسع عليك عشان دماغك تستريح

_مش فاهم !

"يلا يا جماعة تلبيس الدبل"

كانا العروسان على استعداد تلبيس خاتم الخطوبة الشهير ، والكل مُلتف حولهما للتصوير ،فنهض فارس قائلا

_هقوم عشان ابارك للعرايس ...تيجى معايا

_متشكرة يا دكتور فارس ،انا هفضل هنا 

ذهب فارس ناحيتهم وظلت نورهان تراقب المشهد من بعيد وكأنه اعاد عليها ذكرى مستحيل نسيانها

*عودة إلى ماضى نورهان*

زغاريد تتعالا وجمع ملتف ، وفرحه على وجه والدة نورهان ووالدها ،ونورهان عروس الحفل 

كانت ب اجمل طلاتها بسمتها المرسومه على وجهها وهى ترتدى خاتم الخطبة من الوحيد الذى طرق قلبها قديما وسكن فيه.ولكن سرعان م تبخر الحلم سريعاً انها وحيدة تماماً .

انتهى الحفل ، وعرض فارس ان يوصلهما بسيارته ولكنهما رفضا ب أدب واستقلا سيارة اجرة وعادا الى قصر الأميرة حيث يقيمان.

 

___

على جهاز التريض الكهربائى ،كانت تقوم برياضه السير اميرة وهى تضع السماعات ب أذنها تستمع الى معشوقتها فيروز، كان هذا من ضمن تجديدات حياتها للتعرف على الجديد بحياة الاخرين وتخرج خارج المنزل الزجاجى الذى ظلت حبيسته فترة طويلة.

اشتركت ب احدى صالات_الچيم_واصبحت تذهب إليه كل يوم .

"يا سنين اللي رحتي ارجعي لي،،ارجعيلي شي مرة ارجعي لي

وانسيني ع باب الطفولة،،تا أركض بشمس الطرقات"

كانت تستمع إلى اغنية"كنا نتمشى من عشية "لمعشوقة الصوت الفريد فيروز وهائمه مع الكلمات حتى قطع هيامها مايحدث امامها فخلعت السماعات من أذنها وتوقفت عن الحركه على السير الكهربائي.

احداهن تبكى بشدة فى احضان الاخرى تواسيها ، سمعت همهمه انه يبدو ان لديها مشكلة مع رفيقها فهذا الذى تفهمته اميرة من خلال كلمات هذه الفتاه ،كانت تقول

"هو بيعمل معايا كدا ليه ، مش عاوز نكون سوا يقول ،لكن كفاية انا تعبت احنا مش فحياة بعض أساساً واسمنا قصاد الناس مرتبطين" 

تذكرت شئ مضى احدث شرخاً كبيراً بقلبها

*عودة الى الماضى*

_انت لسه فاكر ان ليك زوجه ؟

نظر زوجها ناحيتها وهوومنكب على حاسوبه النقال بصمته كعادته فقالت اميرة 

_ماهو مش معقول ،كل الناس بتشتغل ومتجوزة ومتواجدين حتى لو بالسؤال ،وانا فين من حياتك!

اردف زوجها إليها بنبرة صوته الهادئه

_فيه ايه يا اميرة ، كنت مسافرعشان فيه شغل ..وكنت ببات ايام برة البيت برضو عشان الشغل

انا مش بلعب بديلى ولا متجوز عليكِ وانتِ عارفه كل تحركاتى

اقتربت اميرة من مكتبه وعلى وجهها علامات الاسي واردفت

_انا عارفه انك مش بتخوننى ومتأكدة من دا ، انا بس مش فاهمه هو انا عملت ايه غلط عشان اكون عالهامش كدا 

نهض زوج اميرة من على مقعده واصبح مواجهاً لها واردف بصوت عالى نسبياً عن معتاده

_عاوزة تتخانقى يا اميرة ؟!

حملقت اميرة بمقلتيها ذاتَ اللون الاسود القاتم فى عينيه واردفت بنبرة حاسمه

_احنا ليه مبنتخانقش! ليه مش بنزعل من بعض ونتصالح ... احنا ليه مش مع بعض اصلاً

احنا ليه متجوزين كل دا وحتى مخلفناش ولا دورنا ؟! ليييه 

 

امسكها زوجها من كلتا ذراعيها بكفيه واردف 

_اميرة ،انا بجد تعبان وهطلع انام 

_هتنام وتسيبنى آكل فنفسى كالعادة

_صدقينى معنديش اى إجابة لاى سؤال سألتيه ،تصبحِ ع خير

تركها ورحل ..وغابت الذكرى عن عيناها امام تلك الباكية ف هما بوضع السماعات مرة اخرى 

وسارت على الجهااز مرة اخرى وكأن شيئاً لم يكن.

___

 

"قوللى ايه محبوبي إيه بينك وبينى ،كُل م آجى واروح مكان متخايله عينى "

سطرت هدير تلك الكلمات على حسابها الشخصي على_الفيسبوك_ وضغطت نشر ،اغنية تستمعها كثيرا لمطربها"تامر حسنى" وكأنها تناشد حبها المكنون ل المهندس صالح.

وهى تتصفح كالعادة وتحدث نفسها أيضاً ،كان يدور بذهنها ان لابد ان ترحل من هذا الفندق فقير المستوى قبل ان يفعلوا زملاءها هذه الحيله لمكيدتها ويروا المكان الذى تجلس فيه فتصبح علكة فى فمهم يسخر منها من له قيمه ومن ليس له ! 

_انا اروح فين ، كل الفنادق النضيفه غالية ..غالية جدا ..ومينفعش أجرشقه لوحدى وانا قمركدا يتطمع فيا وش ...يارب اعمل ايه ؟

شاهدت اعلان ممول "قصر الاميرة" لسكن المغتربات 

_واااو ، ايه العظمه دى ..دا سكن دا ولا اوتيل سبع نجوم ؟ 

كانت تشاهد هدير الصور المعروضه للغرف والحديقة الخارجية ،حدقه عيناها كانت تتسع من الدهشة

_ايه الرقم دا ؟ بتهزروا دا ايجار المكان الوهم دا ؟ لالالا انا راشقه فالمكان ..دى صاحبته لو عاوزة تخسر مش هتعرض الايجار كدا ..فين الرقم مممم ،والله انا بركة شوف بركه وقع فطريقى عشان انا غلبانه 

دونت الرقم هدير وعزمت امرها عند العودة الى مصر ستتصل بها وتنتقل الى المعيشة فى قصر الاميرة.

 

___

إلى الماضى البعيد ذو الوجه المُلثم ...اشكرك ،ف لولاك م كان هو عليه الآن!

_يالا يا زين 

قطع شروده صوت عيسي إثر تواجده جالساً فى الشرفة ،التفت زين ناحية عيسي الذى ارتدى ثيابه وعلى استعداد للخروج 

_يالا فين ؟

_يالا هخطفك ،هيكون يالا فين ننزل نخرج نقعد ف حته ،الحياه مش كلها شغل 

لم يتلق عيسي اجابه من زين فقد رجع مرة اخرى لشروده ف جلس عيسي بجانبه مردفاً

_انت كنت مولود اخرس يا زين ؟

نظر له زين وعلى وجهه ابتسامه ف تابع عيسي حديثه

_اه والله ، يعنى اكاد اجزم تلات ارباع عمرك مقضيه فالصمت الرهيب دا ..ساكت ساكت سايلنت سايلنت 

فيه اوضاع تانيه زى الفيربريشن والصوت الواطى والعالى 

ضحك زين بشدة كأنه لاول مرة يضحك هكذا فقال عيسي

_قوم ياعم ،قوم البس وتعالا 

_رايح فين يعنى

_هنروح نمشى بطلاقه ولياقه ونقعد على احد كافتيريات المطله على ضفاف النيل 

ونظبط بنات ،بس قولى الوحمه دى ممكن تكون عائق ؟ ولا ادهنها كريم فيرى اند لافلى فتفتح شوية

 

ضاع زين فى دوامة ضحك مستمرة بسبب هذا الكائن ، فقام عيسي بجذبه للداخل كى يبدل ملابسه ويذهبا سويا.

 

___

ظُلم ب ظُلم ..وعين ب عين ،واوجاع الروح تتفنن فى ضياعها ولاشئ يدمل بعد انكسار القلب!

كان مهدى ممد على سرير من بين عدة اسرّه مجبس كلياً يلتقط انفاسه بين الحياة والموت ،بعدما شب بينه وبين نشوان عراكاً بعدما انتهى عملها من منزل الطبيبة بسببه..

وبعد تراشقهما بكلمات حادة لكل منهما الآخر ،قامت نشوان بزجّه بقوة من عِزم غضبها فكانت قادمه سيارة مسرعه وصدمته!

_هان عليكِ يانشوان؟ هان عليكِ ابن عمتك واخو مجدى ...هانت عليكِ عمتك ي نشوان 

ليه عملت ِ كدا يابنتى ليه

قالتها العمة وهى حزينه على ابنها الراقد بين اربطه الجبس ممد لاحول له ولاقوة، بينما حاولت نشوان الدفاع عن نفسها امام السيدة التى ربتها وفى مقام والدتها

_عمتى ، انا مكانش قصدى وبعدين حرام عليكم هو كل حاجه نشوان نشوان ، ماهو الل جه واتهمنى تهم باطله قدام الناس الل كنت شغاله عندهم وقطع عيشيى

 

_تقومى تموتيه يانشوان؟

_انا مموتوش يا عمتى ،هو الل ضايقنى زيادة ومتحكمتش ف اعصابي 

نظرت العمه نحو أبنها وقالت ب أسى

_خليه يموت زى م مات الاولانى ...وقعدينى بحسرتى عليهم يانشوان بعد م ربيتك وكبرتك وعلمتك وجوزتك ..يهونوا عليكِ مجدى ومهدى

نظرت نشوان ناحية العمة ببطء وقالت مشدوهه مما تسمع منها

_انتِ قصدك ان انا الل موت مجدى ياعمتى؟!

صمتت العمة ولم تجيبها،ناظرة نظرة غضب ناحية ابنها ..بينما كان بداخل نشوان الف حديث غير مسموع!

 

***

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع