الفتى الأبيض تملأ عينيه الدموع
يقترب من الأربعين خريفا
في وجل
يلف أحداقه الصمت بغمامة سوداء
فلا يرى سوى ماض كاذب
الفتى الأبيض يجمع زهور النارنج البيضاء
معدومة الرائحة
دون الثمر
ويرتحل باحثا عنها
في كل مكان وفي اللامكان
في قلبه وتحت جلده وأظافره
دون جدوى
تذبل الزهور
ويشيخ قلبه
الفتى الأبيض يجلس تحت شجرة التمر حنة
التي تقف شامخة على مر السنين
ناظرة لصورتها المنعكسة في تلك القناة المائية
تداعب خصلاتها الخضراء نسمات الخريف المنعشة
ترتعش الشجرة وتنتفض فتتساقط أوراقها
يعبث بها الفتى الأبيض وهو ساهم يفكر
في ماذا سوف يحدث بعدما تسقط كل الأوراق ؟
رانيا ثروت