رسائل الدموع والمطر
الرسالة الثانية
لا تمنحني الحب الهاديء...
كن هادرا كموج البحر كن مفعما برائحة اليود و لاذعا بمذاق الملح .
لا تكن ناعما أبدا ولا تكن قاسيا حد الجرح.
وعدني أن لا نفترق في مد أو جذر وأن نحتفي بالقمر على طريقتنا الخاصة.
فنرسم قلوبا لا تخترقها أسهم وإنما تتداخل دونما إنفصال على رمال البحر الصدفية ونشعل شموعا لا تنطفيء من نسمات البحر التي أثارتها الغيرة من الدفء النابع من قلبينا.
و لنشعل نارا لا تنطفيء تمنحنا الوهج والنور الصافي ولا تحرق.
ونجمع الأصداف ونسر إليها برسائل حب ونلقيها في قلب البحر فيحملها الموج لكل الشطآن فيغمر الحب العالم.
لا تمنحنى حبا هادئا كالموت كالعادة كالتكرار كالتقاليد ككل شيء نزعت منه الحياة ولم يتبق منه إلا قشرة تافهة بلا روح.
وتحدث إلي كثيرا بتلك النبرة التي تخاطب روحي مباشرة فتسرع إليك في زفرة تكاد تشق الصدر وتنفذ إلى قلبك مباشرة.
ولون بخشونة صوتك وضحكاتك الحادة و ارتجافة جسدي كل ما في الدنيا بألوان الحياة والشغف وكل ما يفرق الوجود عن العدم .
وازهو بنفسك كمقاتل إسبرطي تتساقط تحت قدميه الأيام فيعلو ويرفعني من خاصرتي لنلمس أول خيوط الشمس لفجر جديد يولد من قلب البحر.
رانيا ثروت