هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ترامب و الحل النهائي
  • بلطجه القوة،، كبسولة 
  • هل يبيعوها….كما باعها أجدادهم 
  • لسنا ناقصات
  • فذلكة الملحدين
  • الزوجة .. إختاري من تكونين
  • طش يا بابا
  • ايهاب نافع لم يكن طيار الرئيس !
  • مع الأيام نتعلم
  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  • درسي ترامب
  • ردود الأفعال!
  • اليوم العالمي للذين لمسهم السرطان
  • تدي حب
  • تغريد الكروان: الرحيل
  • رساله مفتوحه للشعب الفلسطيني
  • معرض الكتاب جميل هذا العام
  • أبو الأجيال
  • عيد ميلادي
  • البراقع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فيرا زولوتاريفا
  5. رحلتي من وطني الاتحاد السوفييتي العظيم الي مصر

قامت فكرة وطني الأول الاتحاد السوفياتي السابق العظيم على المساواة والاهتمام بجودة التعليم واتاحته مجانا بنفس الجودة لكل الشعب. استطاع بهذه الفكرة فقط النهوض والانتصار في الحرب العالمية الثانية، وتغيير مستقبل العالم كله للأفضل. حتى أصبح القوى العظمى الثانية في العالم. كنت أحدى هؤلاء المحظوظات اللائي حصلن على التعليم المجاني في عهده.

 

كنا وأثناء الحرب والحصار نصنع كل شئ. نحارب ونتعلم وننتج في نفس الوقت ولا نستورد أي منتج، كان الإتحاد السوفياتي يمتلك كل المصانع والمحلات والبيوت، وكان يصدر لكل دول العالم، ويدعم الدول الصديقة أثناء الحرب.

 

 درست في مدارسه كل العلوم وجغرافيا العالم وتاريخ كل الحضارات بما فيها الحضارة المصرية، وقد اسماها الاتحاد السوفياتي في كتبه بأم حضارات العالم. 

 

كنت اعمل وانا طالبة بالمدرسة. انهيت دراستي فيها بتفوق، والتحقت بكلية لتصميم وتصنيع الأزياء في جامعة أومسك بسيبيريا. كانت هذه الكلية أكبر كلية في العالم في هذا المجال وقتها، كانت تؤهل طلابها لعمل وإدارة أكبر مصانع أزياء في العالم مملوكة للاتحاد السوفياتي. كان النظام فيها صارم اشبه بقاعدة عسكرية. درس لنا فيها اسانذة روس عظماء، كان من بينهم مصمم الأزياء الخاص بالرئيس بريچينيف.

 

كنت أسافر يوميا ١٠٠ كم في درجة حرارة ٥٠ تحت الصفر لتلقي العلم. درست فيها إقتصاد وعلوم سياسية، وعلم نفس واتيكيت ونقد، وبيسبوك، وإدارة أعمال وحسابات وتكنولوچيا وماكينات ورسم وصناعة وصباغة النسيج، وباترون روسي وحياكة..

 

بدأ وطني في الإنهيار والتفكك ببطء وقتها، إنهارت العملة، وفقدنا كل شئ. اخبرنا اساتذتنا اننا سنكون آخر دفعة فيها، وأن علينا استخدام قوة المعرفة التي اكتسبناها فيه، واننا سنكون آخر جيل مصممين أزياء من نوعه في العالم، وأن مصانع الإتحاد السوفياتي سوف تتوقف بعد غلق كلياته، وعلينا نشر المعرفة التي اكتسبناها فيه واستخدامها للنهوض بالمجتمع.

 

عشت وقتها أيام صعبة جدا لكني كنت الأولى على دفعتي بالدرجة النهائية. حصلت على شهادة الماستر السوفياتية لتدريس تصميم وتصنيع الأزياء العادية والمسرح والنقد والإتيكيت. عينني الاتحاد السوفياتي مصممة أزياء مسرح مدينة أومسك. صممت ونفذت العديد من أزياء الأوبرا والمسرح الروسي، وهي أصعب انواع الأزياء في العالم. حققت الشهرة والنجاح في وطني الأول الحمد لله، وكنت مصممة أزياء العديد من الشخصيات العامة الروسية. رجال ونساء.

 

أحببت مصر وشعبها من قلبي فهاجرت إليها وتزوجت مصري واصبح لي فيها بيت وحياة، واصبحت أم لمصريين واعتبر نفسي واحدة منكم الآن، تركت أهلي وكل أصدقائي وغيرت ديني ولغتي وأكلي ولبسي وعاداتي وتقاليدي وحتى اسمي، غيرت كل حياتي بإرادتي، المجتمع المصري أصبح مجتمعي الآن، أحاول التأثير فيه كما اوصاني اساتذتي..

 

لا أستطيع بعد رحلة كفاحي هذه تقبل فكرة حديث العامة في غير تخصصهم، وتحويل اي مادة علمية لمادة سخرية بهدف الشهرة.

 

باحترام العلم والعلماء تبنى الأوطان.. باحترام العلم وتطبيقه تستطيع الأمم النهوض والبقاء. 

 

#فيرا_زولوتاريفا

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع