أمان لله ...
(اللهم أجعل مصرنا الحبيبة بلدا آمنا مطمئنا يا أرحم الراحمين)
عبارة كنت أستمع إلى خطيب الجمعة وهو يدعو بها في المسجد أثناء صلاة الجمعة ، وكنت وللحق أأومن وراءه في آلية غير عابئة بالدعوة وغير مستطعمة لها و كأنني أعتبرها في داخلي من طبائع الأمور أن تكون بلدي آمنة مطمئنة ... و الآن ......
أصبحت أفتقد هذا الآمان ، شعرت بعظم قيمته عندما إفتقدته وكأنه إندرج تحت الأشياء التي لا نشعر بقيمتها إلا حينما نفقدها .
نعم .... لقد أصبحت الآن لا أشعر بالآمان ، أصبح داخلي شعور بالخوف لا ينتهي على بلدي وأهلي ، خوف مرعب يعصف بكياني كله .
وقد علمنا رسولنا الكريم (ص) أن ترويع المؤمن ظلم عظيم..... وقال في الحديث الشريف (أن من روع مؤمناً لم يؤمن روعته يوم القيامة ، ومن أخاف مؤمناً لم يؤمن خوفه يوم القيامة ، ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام الخزي والذلّ يوم القيامة (2).)
فما بالك بترويع آلاف بل الملايين ومنهم الأطفال والنساء والمسنين .
لقد أصبحت أشتاق للشعور بالآمان ، أشتقت لصوت الباعة الجائلين وهم يجوبون الشوارع منادون على بضاعتهم طلبا للرزق ، إشتقت لمنظر المصريين وهم يتنزهون في آمان على كورنيش النيل ، إشتقت حتى لزحام الشوارع ولزحام المرور وللعنات سائقي التاكسي ....
كل شئ كنت أبغضه بالأمس وأستنكره أصبحت أشتاق وأحن إليه حنين الحبيب إلى حبيبه .... حنين العاشق إلى معشوقته ....
أريد شعور بالأمان لله .... إرحمونا ، فبلدنا لا تستحق منكم كل هذا ، لا تشوهونها وهي أجمل بلاد الأرض فهي لا تستحق منكم كل هذا ، إرحموا رب الأسرة الذي لا يملك سوى قوت يومه يوم بيوم كيف سيوفره الآن وقد تسببتم في قطع رزقه ، إرحموا النساء اللائي كن يسرن في أمان وأصبحن الآن يتوارين خلف الأبواب خشية من اللصوص ، إرحموا الأطفال التي توارت من أعينهم نظرة البراءة وحل محلها الذعر ...... لقد إنفطر قلبي عندما إستمعت لمداخلة لطفل في التاسعة من عمره في برنامج 90 دقيقة وهو يقول لمعتز الدمرداش (مشتاق أرجع لمدرستي يا عمو) .... إرحمونا كي يرحمكم أرحم الراحمين ....
والآن لا يسعني سوى أن أرفع كفي متضرعة لأرحم الراحمين والوحيد القادر عليكم وعلى كل معتد يريد بوطني الحبيب السوء أن يرحمنا ويرفع عنا البلاء وأن تعود لنا مصرنا الحبيبة ثانية بلد الأمن والأمان .... اللهم آمين (أدعوها هذه المره بكل اللهفة واللوعة )