شاهدت فى التلفاز فيلما روائيا مصرى أعجبت به كثيرا وفى الحقيقه أنا من عشاق الأفلام الروائيه لما تحويه دائما من قيمه .
وكنت أريد طرح فكرته للمناقشه ولم أكن أدرى كيف ذلك حتى قدم الأخ أحمد موضوع رجم ثريا فقررت طرحه على نفس النهج .
الفيلم مدته حوالى ثلث الساعه كان بطله كمال أبوريه هو شخص ملتحى متعصب جدا للدين الإسلامى متزوج وكانت إمرأته تأتيها معاكسات تليفونيه كثيره من رجل وعندما شكت لزوجها راقب الهاتف حتى علم عنوان الرجل المعاكس وذهب إلى بيته ليرى من يكون ذلك الرجل وطرق باب المنزل منتظرا أن يكون المعاكس شاب لاه وأهب نفسه نفسيا لتعنيفه والشجار معه وعندما فتح الباب كانت المفاجأه .
الرجل الوحيد الذى يسكن المنزل فى السبعين من عمره ولم تكن هذه هى المفاجأه الوحيده بل كان أيضا رجل قعيد يعانى من شلل نصفى .
عندما رآه الرجل طأطأ رأسه قائلا : إنه يعلم أنه علم أنه الذى يعاكس زوجته فى الهاتف .
وعندما سأله الزوج لما يفعل ذلك أخبره أنه الوحده والملل وقال له أنه لم يقل لزوجته أى لفظ خارج فقط كان يتحدث معها فى أى حديث لأنه لا يجد من يتكلم معه بعد أن هاجر أولاده إلى كندا وبقى وحيدا أسير المرض والوحده .
رق له الزوج وهدأ غضبه بل وتعاطف معه ووعده أن يأتى إليه ليؤنس وحشته حيث أن هذا واجبه لأن الرسول الكريم (ص) أوصانا على سابع جار (آه نسيت أن أذكر لكم أن الرجل كان يسكن فى نهاية الشارع الذى كان يسكن فيه الزوج )
المهم بالفعل وفى الزوج بوعده وذهب لزيارته فى اليوم التالى وجلسوا معا يتناولان أطراف الحديث حتى شعر كل منهما بألفه ناحية الآخر وقال المسن : ما يزعجنى ويحزننى أننى لا أستطيع أن أذهب للصلاه وأنا أريد أن أصلى إلى الله .
رد الزوج قائلا : تستطيع أن تصلى فى مكانك وسوف يتقبل الله قهو يعلم ظروفك وديننا دين يسر .
أطلت من عينى الرجل المسن نظره محرجه وقال فى إنكسار متحفز وبصوت خفيض قال : أنا أريد الذهاب إلى الكنيسه .
وهنا نهض الزوج المتعصب من مكانه كالملسوع ووقع بصره لأول مره على صوره فى جانب المنزل للمسيح وأعلاها الصليب .
أطل من عينه غضب وحنق الدنيا وإندفع خارجا من المنزل .
عندما عاد إلى منزله وهدأ نفسه وبدأ ذهنه يصفى سأل نفسه سؤالا : هل ما فعله هذا يجوز هل رسول الله (ص) عندما أوصانا عاى الجار حدد ديانة ذلك الجار بالطبع لا وإلا ما سأل (ص) على جاره اليهودى الذى كان يرمى على بابه القاذورات عندما إمتنع عن إلقائها يوما فعلم أن الذى منعه المرض فذهب يسأل عنه , فقال فى نفسه لما آخد أسوه من رسولنا الكريم (ص) .
ليس المهم فقط أن نحب الرسول (ص) ونتشدد فى حبه ,المهم أن نتأسى به وبسنته .
وفى صبيحة اليوم التالى طرق باب منزل الرجل المسن وعلى وجهه إبتسامه مشرقه وقال : لقد ذهبت لعملى وأخذت أجازه اليوم لكى أصطحبك إلى الكنيسه لتؤدى صلاتك .
ثم يحتضن الرجل وهو يعاونه على النهوض والنزول على السلم ويجلسه فى سيارته .
ويأتى المشهد الأخير للرجل المسن وهو يجلس فى الكنيسه على مقعده المتحرك يتلو صلواته .
والزوج يقف مبتسما فى أخر القاعه راضيا عن نفسه فى إنتظار جاره القبطى ليعيده إلى منزله .
هكذا يكون الإيمان .
إنتهى الفيلم الروائى القصير وأعجبنى جدا فما رأيكم إخوتى وأخواتى