هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة مني أمين
  3. الأسيرة (الجزء الثاني)

هرول صالح مسرعا إلى الأرض وما إن رأى النار وهي تلتهم كل شيء بلا هوادة وتلتهم معها كل أحلامه وتعب الشهور الماضية وأمله أيضا في أن يفك حبل الدين المشدود على عنقه ؛حتى جن جنونه وانطلق ناحية الأرض وهو يقول : أرضي .. شقا عمري كان أهالي البلد يحاولون في استماتة إطفاء النيران ولكن بلا فائدة فقد كانت النيران أسرع منهم .. وانطلق الرجل المسكين مخترقا النيران غير مبالٍ بها وقد أطار المشهد صوابه حتى إنه لم يستمع لمن ينادونه مطالبينه بالعودة حتى لاتلتهمه النيران
صرخ عارف الشاب الذي ناداه من المنزل وهو يقول ارجع يا عم صالح حاسب النار فداك كل شيء ولكن بلا مجيب , وقد اختفى صالح عن الأنظار .. فسحب الشاب الهُمام جوالا وبطانية وتلفح بهما وانطلق مخترقا النيران في شجاعة وهو ينادي صالحًا .. واختفى صوته بعض الوقت وظن الواقفون خارج النار أنه لقي حتفه هو الآخر لولا أنه خرج بعد برهة وهو يحمل صالحًا الذي كان شبه متفحم ووضعه على الأرض وسمعه وهو يقول في وهن شديد : م ..م .. محموووووود ... ولفظ أنفاسه الأخيرة ، تمتم من كان
 يقف من أهل القرية وهم يهزون رءوسهم في أسف : راح الراجل في شربة مية .. لاحول ولا قوة إلا بالله ...صرخ عارف وهو يبكي : عم صالح .. عم صالح كانت عائشة تقف بالباب وقد كانت نيران القلق التي تلتهم صدرها أشد وأنكى من النيران التي التهمت الزرع , فقد كانت قلقة على الرجل وعلى الأرض وقالت بصوت خفيض : ياليتك كنت هنا يا محمود بجوار أبيك في هذه المصيبة ، وفجأة لاح لها من بعيد أشباح قادمة , فدققت النظر وكلما اتضحت لها الرؤية ازداد قلبها لوعة وتوجسا حتى رأتهم أمامها وعارف يحمل جثة متفحمة ودموعه تغرق وجهه وهو مطأطئ الرأس .. ولم يكن المشهد بحاجة إلى شرح فضربت صدرها وهي تصرخ مولولة حتى سقطت مغشيا عليها .............---------------------------------------------------------
علا صوت المقرئ وهو يردد آيات الذكر الحكيم وقد خيّم على الجالسين أمام منزل صالح في العزاء صمت مطبق .. وعلى رأسهم كان يقف عارف باكيا وبجواره شاب في مثل سنه تقريبا تبدو على وجهه قسمات الرجولة الواضحة والعقل والرزانة التي أفسدها الحزن العميق المنحوت على وجهه بالرغم من أنه لم يكن يبكي ولم تكن في عينيه دمعة واحدة, وربت عارف على كتف محمود وهو يقول : لاتكتم في نفسك يا ابن العم .. إنك لم تذرف دمعة واحدة بالرغم من النار التي أشعر بها بداخلك .. إنك حتى لم تنطق بكلمة

خرج الكلام من محمود متحشرجا رغما عنه وهو يقول : البكاء فقط للحريم .. وحملت نبرة صوته شيء من التحدي وهو يردف قائلا : وعمك خلّف رجُلا .. رجُلا يعرف كيف يصمد عند الشدائد كما يعرف كيف يأخذ حقه
عارف : ماذا تقصد ؟ همّ بقول شيء .. إلا أنه توقف وتصلبت عيناه تجاه سيارة فارهة وقفت أمام الدار وترجل منها رجل صارم الملامح ، ويضع على شفتيه ابتسامة صفراء مقيتة .. وتقدم ناحية محمود ومد له يده معزيا , فتجاهلها محمود وهو يعقد يديه خلف ظهره قائلا : لا تؤاخذني يا عبد القادر بك أنا لاآخذ العزاء في والدي إلا إذا انتقمت من الذي فعلها وتسبب في حرق الزرع ووفاة والدي ..شعرعبدالقادر بإهانة شديدة أورثته غضبا شديدا وهو يتلفت حوله وهو يقول : إذًا ما هذا الذي أراه ؟؟محمود : هؤلاء أهلنا وحبايبنا , أما حضرتك لاأهلنا ولا .....وصمت وهو ينظر في عيني عبدالقادر في تحدٍ وصلابةعبدالقادر : حسنا يا سيد محمود يا منتقم , ولكن لي نصيحة لك .. أنت في السنة النهائية في الجامعة ووالدتك لم يعد لها سواك .. بمعنى أن الانتقام ليس طريقك .. خلّص نفسك ووالدتك واترك البلد بعيدا عن الانتقام والمشاكل .ابتسم محمود في استخفاف : نصيحة غالية .. شرّفت يا بك
وإلى اللقاء في الجزء القادم

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع