هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة مني أمين
  3. قصة "أمي" التي فازت بالمركز الأول رمضان 2010

هذه القصة عزيزة على قلبي وكتبتها في أيام عزيزة على قلبي أيضا


ارتقى درجات سلم منزله في تثاقل كان يتمنى لو يطول السلم ولا يصل إلى شقته فقد كانت بالنسبة له ليس المكان الذي يستريح فيه بعد عناء يوم طويل بل كانت له أشبه بساحة معركة حامية الوطيس بين زوجته ووالدته ... الزوجة تصر على أن بيتها مملكتها الخاصة التي لا يجوز أن يشاركها العرش فيها امرأه أخرى حتى ولو كانت والدته .
والوالدة برغم طيبتها ولين جانبها إلا أنها لم تنس أنها كانت ملكة عرش هذا المنزل طوال أكثر من ثلاثين عاما .. كيف تصبح هكذا فجأة مخلوقة ضعيفة منزوية في ركن المنزل ليس لها رأي في أي شيء تنتظر العطف ..
وبما أن الطبيعة تحكم دائما بالبقاء للأقوى فكانت دائما تنتهي المعركة بهزيمة والدته وعودتها منزوية إلى ذلك الركن الكامن ترثي الزمان وما فعله بها تارة وتارة أخرى تنعي أيامها الخوالي .
وهذه النتيجة أيضا كانت لا تسعده أيضا فهي في النهاية أمه التي يحبها ولا ينكر حنانها وحبها وبالتالي احتياجه إليها ولم يكن هناك حل لإنهاء تلك المشاكل سوى إبعاد طرفي النزاع أحدهما عن الآخر وبالطبع كان الحكم بنفي الجانب الأضعف ( أمه ), وبالتالى تحايل عليها وأقنعها بأن يأخذها لتقيم في منزل والده الريفي معللا ذلك بأنها هناك ستكون مستريحة أكثر بين الأهل والأقارب وسيأتي بمن تخدمها وترعاها , واصطحبها في صبيحة ذلك اليوم ليوصلها إلى المنزل وها هو ذا عائدا بدونها والمفروض أن يكون قد استراح الأن لانتهاء المشاكل ولكنه لم يكن يشعر بأية راحة , هناك غصة كبيرة في حلقه , لا يستطيع أن يتناساها أو يبتلعها .
أدار المفتاح في قفل الباب وفتح الباب وهو يشعر أنه يدلف إلى أعماق بئر أحزان سحيق , فهو لا ينسى نظرة والدته الحزينة المغلوبة على أمرها له قبل أن يتركها ويعود , لا ينسى ما قالته له ( أنا لم أتصور أن أكون في يوم من الأيام سبب في ضيق لك فأنت ولدي الوحيد الذي ليس لى في هذه الدنيا سواه ولكن أقسم لك يا بني أني أشعر أنني لو تركت بيتي سأموت , فهذا البيت بالنسبة لي عمري الجميل شاركتنا جدرانه أنا ووالدك عشرة عمري الأفراح والأحزان لكن طالما هذه راحتك فأنا لا أملك سوى أن أعمل على أن تنال تلك الراحة فالأم تضحيه وأنا فى هذه الدنيا من أجلك يا ولدي) .

كانت هذه الكلمات كضرب السياط ينهال على قلبه بلا هوادة أو رحمة .
وقف متسمرا في وسط المنزل يتلفت حوله بعينين زائغتين كشجرة أصابها الخريف فتساقطت أوراقها الخضراء , شعر بأن كل شيء حوله حزين الجدران , السقف , الأرض ولكن الأكثر حزنا هو ذلك المقعد الكامن في ركن المنزل الذي شارك أمه أحزانها كان يسمع همس شكواها الصامت ويضم بين جنباته شجونها وهى تجلس متكورة عليه والآن . .
وجده فارغا وهو الذي اعتاد أن يجدها تجلس ساهرة العينين والقلب في انتظار رجوعه حيث لا يغمض لها جفن قبل أن تطمئن على ولدها , فى حين كانت زوجته تغط في سبات عميق , كانت تنتظره بإبتسامتها الحنون وكلماتها الدافئة تزيح عن كاهله متاعب اليوم , كان يلقى في أحضانها همومه .
والأن . . أين هي ؟ أصبح كل شيء حوله خاويا كئيبا .. لم يتحمل فصرخ قائلا : يا ويلي ماذا فعلت ؟ كيف طاوعني قلبي أن أفعل بأمي هذا كيف أنفيها من حياتي ومن بيتها بهذه القسوة , لا سأعود إليها وأرتمي أقبل قدميها علها تسامحني وسأحضرها حتى ولو حملتها على كتفي , كما حملتني وأنا صغير وأنكرت الجميل .
انطلق مندفعا خارج المنزل يسابق الريح ليعود لوالدته وعندما وصل إلى المنزل الريفي وجد أمامه عدد من الناس وما أن رأوه حتى قالوا له كلمة واحدة انهار لها قلبه ,
البقاء لله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع