لم يكن يدري أنه سينتهي به المطاف كما كان بل أسوء مما كان ، لم يكن يدري أن العزلة والصمت أفضل من الاختلاط بمجتمع جديد ،
هذا هو باسم ، هادئ الطبع ، الصامت ، الغريب في بعض الأحيان ، المحبوب ممن حوله من المعارف والأصدقاء والجيران ، الكتوم ، المبتسم ، الانطوائي ... وهنا بيت القصيد أنه يحب العزلة مما جعل من حوله يحاولوا إخراجه من صمته من وحدته من عزلته من عالمه الذي نسجه لنفسه ، واشتركوا له في نادي قريب منهم ليمارس هوايته ، ويلتقي بأصدقاء يتعرف عليهم ، يحاورهم وبذلك يخرج من حالته المعهودة ، وبالفعل تعرف على رحيم شخص له من المميزات الكثير ولكن اهم ما يميزه بأنه يتفاعل مع من حوله بعفويه ، فيتاثر بحال حارس الأمن بالنادي مثلا ، بعامل البوفيه فحين يلتقيهم يرق قلبه لهم ويعطي لهم من المال الكثير .
والصديق الثاني المشترك بينهم هو حكيم ،، وياله من اسم فهو بالفعل حكيم تخرج منه الكلمات بحساب ووزن برغم انه لا يتكلم كثيرا بل لا يتكلم أصلا !
ولكنه حين يتكلم تسمع له جيداً لان كلماته بالفعل خبرة حياة تأخذ منها سبل للعيش والتعامل مع الآخرين .
أحب باسم صداقة حكيم ورحيم وارتبط بهم كثيراً وبدا يخرج من عزلته وعالمه شيئا فشيئاً ، ويتأقلم مع أعضاء النادي ، واخذ سبيل للتحدث والحوار والاندماج مع عالم غير عالمه ،
وغاب رحيم عن النادي وعندما سال باسم عنه علم انه مريض ويتألم كثيرا من مرضه وانه سيغيب عن النادي والتدريب فترة طويلة وممكن بعدها لا ستطيع ان يمارس هوايته المحببه ،
حزن باسم حزنا شديدا ليس بمرض حكيم فحسب ولكن لرد فعل حكيم الصديق الصدوق لرحيم لأنه لازال يفكر ويفكر حتى يستطيع الكلام من صدمة الأحداث حوله ومن مرض رحيم وغاب هو الآخر عن التدريب والنادي .
خرج باسم من النادي مهموماً لأنه لم يكن يدري أنه سينتهي به المطاف كما كان بل أسوء مما كان !! ولا زال يعاني من التعامل مع الآخرين وعاد إلى عالمه ووحدته وانعزاله ...