```````````````
جاء توقيت رحلة الأقصر و أسوان التي تقيمها الكلية بقسم العمارة سنويا في توقيت عصيب.
فوالده لم يكن في مقدوره دفع تكاليف الرحلة و هو يعلم أن مصاريفاً باهظةً سيحتاجها فيها و ليس معه منها شيء.
سأصرف النظر عن تلك الرحلة فهي ليست لي،، كانت تلك كلماته لنفسه بشكل نهائي.
إلا أن خبراً أحدث تغييراً شديداً في تفكيره،، و جعله يصر على الرحلة،، إنها ستكون ضمن زميلاته فيها،، هذا ما علمه من الزملاء.
قرر أن يشارك حتى لو اقترض التكاليف،، عاش حلما جميلاً مُنتظَراً في قرب من أحبها بصمت.
في الموعد، ، استقل القطارَ مع أقرنائه و هم في حالة فرح و سعادة إلا أنه لم يكن كذلك،، فلقد بحث عنها و علم أنها تأخرت و لن تستقل معهم القطار.
تقوقع بجانب شباك القطار،، و ظل منفرداً مع خيالهِ و مَن تركته وحيداً في حلمه المنشود،، يشاهد في كل محطةٍ من يصعدون و من يهبطون، منفصلاً عن زملائه، شارداً بذهنه كما لو كانت معه تشاهد،،
و لا يقطع عزلته إلا صوت عجلات القطار معلنةً بِدويٍّ هادرٍ الرحيل، و أن الأقصر قد اقتربت لينزل فيها الجميع.
نزل متباطئا يجُر حقيبته دون إقبال،، استقل الحافلة إلى الفندق ليُذهَل مما رأى،،
لقد رآها جالسة في بهو الاستقبال بالفندق غير آبهة بالجميع.
ترى هل سبقتنا بالطائرة ؟،، أم أنها كانت هنا قبلنا؟،، أم بساطًا من الريحِ قد أقلّها ليضمد جراحه؟،، هكذا تساءل في نفسه.
اقترب منها بابتسامةٍ متهللاً مسروراً ليسألها و يتقرّب.
نظرت إليه باستغرابٍ و دهشة،، جعلته يفيق من حلمه إلى الواقع، تسمّر أمامها للحظات،، ثم اعتذر و مضى.
----------------
بقلم
معماري/ أشرف الكرم