من الطبيعي أن نقرأ عن تقاعس دور شرطة النجدة من خلال كتابات البعض بالصدق وبغير الصدق، في سرد أحداثٍ ومواقف تجعل القارئ يتشكك في الدور الذي تقوم به هيئة شرطة النجده الممثله في الرقم المشهور للإستغاثه بها أثناء الكوارث والمشكلات الصعبه التي يمر بها الناس وهو رقم: ١٢٢
وبطبيعتي أميل إلى عدم تصديق كل ما يُكتب وفي نفس الوقت لا أُكذبه، لكنني أتوقف عند الأخبار التي أستشعر فيها الإملاء أو أجد فيها ما يُملى عليّ من صورة ذهنية أو معلومات عن الآخرين الذين من بينهم هيئة النجدة، ذلك إلى أن أتبين بنفسي وأدقق ما قرأته أو سمعته عن الآخر، وهذا بأن أمر بأحداث ومواقف تؤكد أو تنفي لي ما قرأته عن هذا الآخر.
وفي صبيحه يوم الجمعه بالأمس تعرّضت لموقف إعتبرته موقف النهايه بالنسبه لي، حيث كنت عائدًا قبيل الفجر من مدينه العبور وإلى مدينه التجمع مارًا بمحور سعد الدين الشاذلي، وعند نهايته والتقائه بالدائري في اتجاه التجمع، وعند الدوران المنحني في آخر محور سعد الدين الشاذلي توقفَت السيارة فجأه، فأخذتُ أنحني بها إلى اليمين حتى توقفَت تمامًا، وقد حاولت محاولاتٍ كثيرة كي أُعيد تشغيلها لكنها أبت أن تدور،
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ موقفي في منحنى شديد الخطوره لأن القادم من خلفي لا يراني إلا فجأة عند مطلع الدوران، وأيضًا الظلام الدامس، ولا يوجد من تستغيث به إلا الله، فأيقنت أنني معرّض للخطر، وقد تأتي سيارة نقل أو غيرها مسرعة ولا تراني، لتصطدم بي من الخلف ولن أجد نفسي حينها إلا في مستشفى أو في العالم الآخر، ولم أفكر كثيرًا حيث اتصلت بأحد الأصدقاء وأيضًا اتصلت برقم شرطة النجدة -التي يقولون عنها أنها لا تنجد أحدًا- وقلت لا بأس أن أحاول بنفسي وآخذ التجربه، وبالفعل وصل صديقي بعد حوالي ربع الساعة مشكورًا، وأخذنا نحاول تشغيل السيارة دون جدوى، وفجأة وإذ نحن نحاول، ألتفِت لأجد سيارة النجدة تقف في الطريق المعاكس ويقول أين فلان،؟ فقلت له نعم أنا، فقال: ما المشكله ونزل الشرطي وجاء ليساعد معنا بنفسه ونظم حركه المرور حتى تبتعد السيارات القادمة من خلفنا ولا تصطدم بنا، وبشكل احترافي، وأخذ يساعدنا بنفسه لفترة من الزمن، ولما أيقنّا جميعًا أنه لا مفر من ضرورة نقل السيارة، وصلت رافعة السيارات "الونش" الخاص بنقل السيارات، وتم نقل السياره إلى التجمع، شكرت الشرطي التابع لهيئة شرطه النجدة الذي مكث معنا إلى نهاية حل المشكلة، ثم ودعني ومضى، وبعد نقل السيارة، وبعد أن استفقت من كل أحداث هذا الموقف، تذكرت كل ما قرأته سلفًا عن هيئة شرطة النجدة، من أنهم لا ينجدون أحد ولا يكترثون ولا يساندون ولا يساعدون، ونظرت إلى ما قام به الشرطي التابع لشرطة النجده، وكيف ساعد وكيف وصل لإغاثتي، وكيف نظم المرور كي لا يصطدم بنا أحد، فعلمت بأهمية نجدة النجدة وكيف هم على مستوى الحدث، وعلمت بأن عليّ أن لا أُصدّق كل ما أقرأ، وأن عليّ أن أتريث إلى أن أتبين وأدقق بنفسي مدى صحة ما أقرأ، وهذا ما يجب عليك أخي القارئ أيضًا في أن لا تصدق كل ما تقرأ، بل يجب أن تدقق وتتبين حتى لا نُصيب قومًا بجهالةٍ فنصبح على ما فعلنا نادمين.