ذا المرشح "الناشط" , , لماذا لم يَفُز , , ؟؟
الاهرام الالكترونية - 3-12-2011 | 00:04
طالعتنا اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات , بنتائج الجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات برلمان مصر 2012 , , بما فيها من نجاحات لثورة مصر مبهرة في كشف الحقائق عن هذا الشعب المصري العظيم بفهمه و فطنته و قوة إرادته , ,
و تظل النقطة الأهم هي قراءة تلك النتائج و الوقوف على معانيها و استخلاص استفادات منها لتداركها أو تطويرها في المرات القادمة مع التمسك بالديمقراطية.
و الجميل في تلك اللعبة الديمقراطية , هو أنها تتيح تكرار المنافسة بشكل مستمر , فبعد مدة محددة يمكن تغيير النتائج عن طريق تداول مواقع المسئولية عبر صندوق الانتخاب , و هي النقطة الأروع في الآليات الديمقراطية , مما يجعل الاستفادة استخلاص النتائج أمرا في غاية الأهمية.
و الذي أراه يقفز أمامي كلما اتجهت بفكري يمنةً أو يسرة , , هو سؤال تبادر لدي فور إعلان النتائج , , و هو :
لماذا لم يستطيع الكثيرين في حسم الفوز على المقاعد الفردية , رغم أن الكثيرين منهم يعد "ناشطا " سياسيا , , ؟ ؟
و هي التي يمكن حسمها دون الانتظار لباقي أصوات المراحل الأخرى لأنها ليست قوائم نسبية , ؟؟
و اعتقد بان شيئا ما قد حدث على صعيد الفريقين الأكبر في تلك الانتخابات , هو الذي أدى إلى ذلك بوضوح , ,
فأما الفريقين فهما , , الفريق الليبرالي , , و الفريق الديني الاسلامي , ,
و أما الذي حدث , , فيمكن بسهولة ملاحظته عليهما من خلال ممارستهما قبل الانتخابات , و التي بدأت قبيل استفتاء بنود التعديلات الدستورية في مارس الفائت , , و استمرت إلى يومنا هذا.
فالفريق الليبرالي , , ركز تماما و ليس على غير محاولة تقويض الآخر , من خلال التهجم و التهكم و المحاولة تلو الأخرى لإثبات خطورة الآخر على مستقبل الحياة السياسية و العامة إذا ما نجح هذا الآخر , معتبرا أن كلمات يسيره يقولها بالفضائيات ستجعل الناس يسيرون وراءه مُلبين.
و الفريق الديني " الإسلامي " لم يُعِر للمجتمع أهمية , , و ظل محجما عن الحوار المجتمعي في محاور يثيرها الآخر ضده تتصل بأرزاق الناس و تؤثر مباشرة في اقتصاد مصر مستقبليا , , إضافة إلى مخاوف الناس من بعض الأقاويل هنا و هناك , , دون أن يفند ذلك بشكل مفتوح و عقلاني يقنع فيه الناس بقناعاته و توجهاته عن تلك المحاور, معتمدا على رصيده عند الناس دون أن يرهق نفسه في التواصل معهم في تلك المحاور.
مما اعتبره عدم تقدير من تلك القوى بقوة و قدرة و فهم هذا الشعب المصري العظيم.
الذي لا شك فيه الآن , , هو أن 49 مقعدا من اصل 52 مقعد , لم يتم حسمها من المقاعد الفردية , , و بذلك تكون حوالي نسبة 93% تقريبا لم يتم حسمها , , من خلال هذين الفريقين و مرشحينهم,
مما يستوجب العلم , بان الشعب المصري في انتخابه بالمرحلة الأولى , لم تؤثر فيه دعايات الفضائيات التي ملأت الدنيا ضجيجا بفكر الإعلاميين , , و أيضا لم يقتنع الشعب المصري بعدم تصدي التيار الديني لإزالة المخاوف التي يثيرها الآخر في نفوس الشعب المصري عن ذلك التيار.
و الذي أثق فيه أيضا بوضوح , , هو أن هذا الشعب يثبت كل يوم بعد يوم , أنه جدير بالاحترام و التقدير ,, و انه يقدِّر لكل موقف قَدرَه , و أنه ليس بسهولة يمكن أن يستحصل على أصواته من اعتقد أن أصوات هذا الشعب بين يديه , , و على المرشح الذي لم يفُز رغم انه "ناشط" , , و من ورائه حزبه أو كتلته , عليهم أن يعملوا ليل نهار للوصول إلى إقناع هذا الشعب العظيم الذي لا يسهل أبدا الالتفاف عليه , , أو التعامل معه بسطحية أو استخفاف , , حتى لو بدا ذلك للبعض سهلا أو ممكنا.
-------------------------
أشرف الكرم
مهندس معماري استشاري