بسم الله الرحمن الرحيم
بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على أفضل الأنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وانتم بخير
اليوم اخوانى واخواتى الاعزاء أضع بين أيديكم عملا اعتز به كثيرا لأسباب افضل ان اذكرها فى نهاية موضوعى و اعتبره ربما أفضل ما كتبت ....لا اعرف حقا لما تأخرت فى طرحه..!!
أترككم مع العمل...............الرسالة(قصة قصيرة)
لم يباغتني النوم بالهجوم في هذه الساعة المتأخرة من الليل كدأبه دائما.
وقفت في الشرفة ارقب الشارع القابع أسفل البناية في صمت زاده صمتا صمت الليل وسكون الوحدة.
لم يكن هناك سوى بعض الصبية يلعبون الكرة على قارعة الطريق فالطريق شبه خال في هذا التوقيت .....
إلا من يعض السيارات والتي تمر بين الحين والحين فيتوقف اللعب ويتوقف الصغار ليفسحوا لها المجال لتمر...
قبل أن يعودوا لشتائمهم ولعنانهم .
وكأنة لا يكون اللعب لعب بدون الشتائم واللعنات!.
وكأنما أصبحت هذه الأشياء من قوانين اللعبة ! .
لم يكن هناك سوى متجر صغير ووحيد للبقالة لم يوصد أبوابة بعد.
وبهذا تكتمل الصورة التي أراها ولا شيء آخر سوى السكون.
ارتفعت ببصري تجاه البناية المقابلة وتذكرت الرجل الذي توفى بالأمس.
أنا لا اعرفه.. ولم أره من قبل.. ولكني تذكرته... على اعتبار أنة آدمي قد مات
قد غادر هذه الأرض إلى باطنها فهو يرقد الآن أسفل الأرض وقد ترك كل شيء....
زوجته... وأبناؤه... وآماله ..وطموحاته... ترك كل شيء على غرة
دون أن يضع هذه الخطوة في اعتباره. عجبا لهذا الإنسان !
سوف يطمر.... سوف ينسى يوما ما ستنساه زوجته.. أبناؤه.. أقاربه. سيضحى حبرا على ورق.....شهادة وفاة.
لا اعرف لماذا تداعت تلك الأفكار على رأسي الآن و الآن تحديدا ؟؟.
نظرت إلى الشارع من جديد فرأيت الصغار وقد ابتعدوا عن منتصف الطريق فأدركت أن سيارة آتية ; كانت مسرعة عبرت الطريق في ثانية أو تزيد بدت كدهر كامل !!! .
حياة بأكملها انتهت في جزء من الثانية ؟.
لقد كانت القطة من جوار البقالة..أسرعت.. أسرعت إلى حتفها !!...
في لحظة انتهى الأمر.
في لحظة واحدة دهستها.. دهستها أرجل الموت !!. يا ألهى !!.
أشحت بوجهي بعيدا لقد كان منظرا فظيعا. ظلت تتقلب وتتألم..تتقلب وترفض..
الصغار...الأشياء..ليس الآن.
كلا أعلنها الموت أصدر حكمة النهائي,
في لحظات سكن الجسد المسجى على الإسفلت.
سكنت تماما وسط بركة من الدماء.
انتهت تجربة من الحياة أمام عيني الآن.
صحيح هي مجرد قطة ولكنها روح.. حياة..
كيان مادي ربما كانت له آمال وطموحات.!!.
هل كانت تلك القطة تتوقع أن تقضى نحبها في هذا التوقيت من الليل في الساعات الأولى من صباح آخر أيامها في هذا الوجود.
ربما كانت تظن أن اليوم انتهى على خير وفى الصباح ستفعل كذا وكذا.
لقد أخبرته عن الصغار فاخبرها بأن لا...
رجته بأن يدعها ولكنة أصدر حكمة أنه يريدها
ولن يدعها.
أسرعت لتهرب منه ولم تكن تعلم أنها تسرع إليه !!
ربما لو أبطأت ؟؟ ..ربما لو أسرعت أكثر أكانت ستنجو ؟؟ .
لا..لا أحد ينجوا... لم ينجوا أحد ..
لقد أسرعت له بالسرعة التي أرادها..دون أن تدرى وفى لحظات أخذها..أخذها الموت.
أضحت جثة هامدة بعد أن خبا فيها بريق الحياة وبريق الأمل..بعد أن فارقتها الروح.
اشعر بالدم في عروقي أكثر برودة وكسلا !!. شعور مبهم بالخوف؟..بالعجز؟..بالأمل ؟؟
لا أميز.
التف الصبية حول الجثة ما بين شجب.. وسخرية... واستنكار...!!
خيم الصمت بظلاله على المكان.
حملها احدهم ووضعها جانبا في صندوق قديم.
تفرق الصبية إلا بعضا... جاء أخر وامسكها من قدمها وأخذ يدور بها ليخيف الصغار !! .
عجبا..!!... أيمكن لهذا القلب الصغير أن يحمل كل تلك القسوة ؟! .
إنه بظنها شجاعة وبطولة.. بطولة أن لا يحترم الموت حتى ولو حل ضيفا على قطة !!.
ورغما عنة سيحترمه عندما يصير هو مضيفة !!.
دخلت غرفتي والمشهد لا يفارق ذهني....
الدم على الإسفلت والجسد في الصندوق والروح علمها عند ربها والآمال تبددت...
....لم يعد هناك سوى الحقيقة .
ظللت استرجع الأحداث في ذهني منذ البداية وتذكري الغير مبرر للرجل الذي توفى بالأمس ثم هذا المشهد وهذا الترتيب الغريب والتوافق المريب للأحداث.
والآن أدركت الرسالة.. ..أدركت الحقيقة......حقيقة الموت.
تعقيب:هذه القصة حقيقة كتبتها كما رأيتها وكما شعرت بها دون أن يتدخل تفكيري ليعدل أو يضيف إليها ما لم يحدث فخرجت كلماتها مدفوعة بمشاعري دونما ترتيب مسبق أو توقف لاستكمال أو استدراك أو تعمد استخدام ألفاظ محددة أو تعبيرات مقتبسة......
فقط هكذا رأيتها
فقط هكذا شعرت بها
فقط هكذا كتبتها .
م/أحمد زيدان (عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. )