هذه واقعة عجيبة حدثت لي منذ فترة (أقل من شهر) لا اعرف سببها يقينا فقط أتوقع لا أكثر
في هذا الوقت كنت مشغولا جدا جدا بأمر سفري الاضطراري لقاهرة المعز لأمر خاص بعملي ولمآرب أخرى
(بالمرة) ولأني أكثر شخص فالعالم يكره السفر خاصة إذا كان السفر طويلا كهذا
فأظل قلقا من لحظة معرفتي بهذا حتى لحظة عودتي من السفر لا أقول حتى موعد بداية السفر بل حتى نهايته
وتختلف درجة التوتر وتزداد مع اقتراب موعده (لا أدرى حقا لماذا؟)
ربما لأني أعيش في حالة السفر قبل أن تحدث فأتخيل نفسي منتظرا على كرسي القطار لإحدى عشر ساعة (افتراضيا) واثني عشر ساعة(فعليا) وأحيانا أكثر
وأنا موضوع في ثلاجة تقريبا (يسمونه تكييف) و.....لن اصف لكم شعوري ولا كيف تكون حالتي اختصاراَ للوقت
فضلا عن تخيلي للمهام المفترض أنى سأنجزها فاليوم التالي بما في ذلك مهام جديدة في أماكن لم اذهب لها من قبل والمفترض أن أنجزها جميعا في نفس النهار آملا في اللحاق بأي قطار في رحلة العودة
التي لا تقل مشقه ورغم أنها انقضت وانتهت (الحمد لله) وأنجزت فيها ما هو مطلوب وفى وقت قياسي
إلا أنها كانت شاقه جدا جدا ولكن ليس هذا هو موضوعنا
فالقصة تبدأ مع ذهابي لمحطة القطار لدينا لحجز تذكرة الذهاب
حجزت التذكرة على يوم السبت مساءا لأكون في القاهرة الأحد باكر لأني ذاهب لمصلحة حكوميه(السبت أجازة)
وأين المشكلة؟:confused::confused:
لم انتبه طبعا لأن يوم الأحد هذا إجازة رسمية (عيد تحرير سيناء 25 ابريل)
اضطررت لتغيير التذكرة بدلا من السبت إلى الأحد لأصل القاهرة الاثنين (كان تفكيرى مشغول كثيرا بمسألة استبدال التذكرة هذه!!!) ورغم أنى دفعت11 جنيه زيادة ولكن ليس هذا مهما
انتبهوا للجزء القادم الذي قد يبدو أن لا علاقة له بكل هذا وقد يكون فعلا لا علاقة له؟!!
كان معي زميل في هذا الوقت و الذي ذهب ليستطلع شيئا ما في تلفاز بمقهى بالمحطة
يبدو أنها مباراة كرة قدم
لا يهم مباراة من تكون فمباراة برشلونة وانترميلان يوم الثلاثاء ( المباراة الأولى)
ناديته (رفيقي) والذي لم يجد لوقت الكافي ليعرف مباراة من تكون
كان مشغولا بمباراة الأهلي والاتحاد الليبي (الأولى)
ورغم أنى كنت اعتقد أنها يوم الثلاثاء أيضا (لا أدرى لماذا) إلا انه كان يعرف أنها يوم الجمعة (لم أكن اهتم حقيقة ( لا تستغربوا فمباراة برشلونة أهم!! وما أنا فيه أهم واهم الآن)
لم نعرف مباراة من كانت أو نهتم...
وأنا عائد بعدها بقليل (كان كل هذا مساءا طبعا) شاهدت المقاهي ممتلئة وهو ما يدل على أنها مباراة هامه
ولكنها ليست مباراة برشلونة طبعا لأنها يوم الثلاثاء ولا الأهلي أيضا فرفيقي يقول إنها الجمعة
لم اهتم أيضا تسكعت قليلا وتسوقت قليلا واشتريت من الأغراض ما هو ضروري وما هو غير ضروري أيضا (خدت راحتى عالآخر)
وعدت أخيرا للبيت
كنت أقول لنفسي عندما
أعود سأفتح التلفاز لأعرف مباراة من تكون
ولكنى بدلت ملابسي وشغلت جهازي (الكمبيوتر) وجلست أمامه وفتحت بريدي وربما زرت المملكة(تاميكوم) اعتقد أنى فعلت هذا فعلا..!!
وأخذت وقتي ونسيت الأمر
آه أخيرا تذكرت ربما مرت ساعة أو ساعة ونصف ربما أكثر
ها قد انتهيت... الآن تذكرت المباراة
مباراة من يا ترى؟
كان الملخص لقد انتهت مع الأسف
يا ألهى من يلعب ؟
إنها مباراة برشلونة وانتر ميلان !!
تبا للاتحاد الأوروبي كيف غيروا موعد مباراة هامه كهذه
من قديم الأزل وكل المباريات إما الثلاثاء آو الأربعاء
فما الذي حدث ليلعبوا مباراة هامه كهذه يوم الأحد
أنا السبب أنا السبب
ليتنى اهتممت بالأمر أكثر
ليتنى استطلعت الأمر على المقهى
ليتنى ما تسكعت اليوم
ليتنى ما دخلت تاميكوم اليوم
كان هذا الإحساس فقط للحظات ولم يصل الأمر لحد الحسرة أو الزعل
فبرشلونة خسر مع الأسف وبالثلاثة
ورغم انه فاز بهدف في مباراة العودة إلا انه خرج على أيه حال وليس هذا هو موضوعنا الآن.
موضوعنا هو كيف ظللت لمدة عشر دقائق آو أكثر معتقدا أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هو من غير موعد المباراة من الثلاثاء للأحد (اليوم المفترض أن حدث به كل هذا)
كيف شككت فيه ولم اشك في ذاكرتي التي تهاوت في ذلك اليوم وعقلي الذي توقف عند يوم الأحد
نعم كان هذا اليوم هو يوم الثلاثاء !!!!!!
لم يكن الأحد أبدا
فالأحد هو اليوم المفترض أنى سأسافر فيه والذي غيرت تذكرتي إليه
لم يكن أبدا هو هذا اليوم الذي حدث فيه كل هذا
لأنه كان يوم الثلاثاء!!!!
حقيقة كانت واقعة غريبة جدا جدا تحدث لي لأول مرة في حياتي
لقد شعرت بنفس موقف (حمادة هلال)في فيلم (عيال حبيبة) عندما توقف عقله عند يوم الجمعة
الموعد الذي سيقابل فيه حبيبته نهى فالفيلم (غادة عادل)
ورغم أن دوافع توقف عقلي عند يوم الأحد مختلفة إلا انه حدث بالفعل
والحمد لله أنى لم أكن احتاج لإعادة اليوم ولا حتى المباراة
ولكنه الفارق بين الواقع والخيال وربما من كتب هذا الفيلم (بعيدا عن اتفاقنا أو اختلافنا حوله أو المبدأ نفسه من الأصل) ولكنى أعنى الفكرة ذاتها
أقول ربما من كتب الفيلم سبق وان تعرض هو نفسه لحادثة مشابهه
ربما .... فيظل الواقع دائما هو الملهم لخيال البشر
ومن يدرى ربما اكتب قصة يوما ما من وحى هذا الموقف رغم أنها ستصبح مكررة
أطلت عليكم بحكاية لا تعنيكم
حكاية يوم الثلاثاء
تحياتي