احب العرقسوس واموت في التمر هندي والخروب والدوم وباشربهم بدل المية،
زمان، زمان اوي، من سنتين كده، وقبل الكورونا، كنا نتجمع كلنا مع بابا وماما وخالو ف رمضان في ببتنا. بنصلي المغرب بعد الفطار كلنا، لكن خالو وجدي الوحيد اللي كان يكسر صيامه ب"بوق" عصير ويجري يصلى المغرب وبعدين يرجع ياكل معانا.
وهو برضه اول واحد يقوم من على الترابيزة وماما تبص لي بصة حافظاها، عشان لازم اسيب الاكل واجري اعمل له انا او اي حد من الشباب كوباية الشاي بتاعته اللي بيحبها مع سيجارة ريحتها تجنن شيك ورفيعة معرفش بيشتريهم منين، بس كان وجوده مبهج وكلامه حلو واكلته قليلة لأنه كان بيتذوق مش بياكل، ويحافظ على وزنه ومظهره،
خالو كان بيحبني بشكل غريب وكان الحب متبادل من صغري هو حبيب قلبي وحبه اتنقل لولادي ،
خالو فضل يحبني ويتدخل ف حياتي برضا ومباركة ماما وبابا ومكنتش اقدر اخالف كلامه مهما كنت معترضة.
كان وجوده معانا في رمضان وكل الأعياد والمواسم بيقول ان الدنيا حلوة وشيك وراقية وان
every thing is OK
انا باحب حلويات رمضان خصوصا القطايف والكنافة اللي باعملها في البيت وباعملها طازة بعد الفطار على طول وتبقى خارجة من الفرن سخنة ملهلبة عليها شربات بارد وجنبها كوباية شاي بنعناع ف البلكونة،
بس كنت باحب الكنافة بالموز اللي بابا كان بيعملهالي خصوصي عشان عارف اني باعشقها،
النور بتاع مئذنة الجامع الملاصقة لبلكونتي بيعملوه أخضر في رمضان بيبقى المنظر يجنن بعد الفطار، (حطيت لكم صورة البلكونة بتاعتي، ) انوار البلكونات من بعيد وهما معلقين الزينة بتاعت رمضان وضوء مئذنة المسجد الأخضر وضوء الزينة في بلكونتي والبلكونة نفسها ريحتها قرنفل وريحان ومسك ليل وكنافة بالسمن البلدي وشاي بالنعناع، والعيال بيتخانقوا بره على المسلسلات.
مهما زينت بيتي مفيش زي بيتنا ف شبرا ورمضان ف شبرا،، وجيراننا المسيحيين في شبرا، اللي يتغدوا وقت المغرب معانا ويعلقوا معانا الزينة ف الشارع ويشتروا كنافة وقطايف ويعيدوا كمان معانا بكحك وبسكويت.٠
طنط ايفون اللي ربتني مع حفيداتها وطنط هدى اللي اتحملت شقاوة سالي اختي بصبر وحب وضحك على خناقاتها مع هاني ابنها، مكناش نفهم يعني ايه مسيحيين ومسلمين،
طنط ميري واونكل فتحي كنا بنروح الكنيسة معاهم باستمرار، وف كل أفراحهم. وبييجوا الجامع معانا ف كل كتب كتاب وكل عزا، او وفاة.
ماما ف كل رمضان تستنى مكالمة عمو موريس زميلها وطنط امال ولازم تعيد عليهم ف كل الأعياد وتروح الكنيسة ف كل أفراحهم ده اكليل، ده جبانيوت، ده ليلة العيد واخيرا ياكلوا لحمة وفراخ.
اونكل فتحي جوز طنط ميري بيوزع اكل ف رمضان على كل البسطاء في شبرا ويصمم يشارك مع خالو ف أعمال الخير ف جامع (انجاه هانم) ف روض الفرج.
عمو ميشيل يجيب لنا كحك من بيسكو مصر وطانط ماجدة مراته ماما بتعشقها عشان شكل سعاد حسني .
مهما عملت أكل حلو مفيش زي أكل ماما في رمضان، مفيش زيها ف نضافة أكلها وشياكة أدواتها، وشكل السفرة اللي بتعملها.
رقي كلامها ورقتها المتناهية، صوتها وهي بتقول التشهد آخر كل صلاة، كنا نتسحب انا واختي سالي وندخل وراها وهي بتصلي العشاء والتراويح وتندمج فنضحك ف السر علشان صوتها دلوع اوي غصب عنها.
كل سنة وانتم طيبين ومتهنيين بالتفاصيل الصغيرة الحلوة اللي من كتر حلاوتها مبناخدش بالنا منها الا لما تختفي فجأة، التفاصيل اللي بتعمل حياة بجد، ربنا ميحرمش حد منها يا رب.
دينا عاصم
دينا سعيد عاصم