ثم فكرت في جدوى رسالتي تلك وفى جدوى اعترافاتي لك ...
ما الذى سيتغير في حياتي جراء كتابتها ؟ لاشىء.. ولكن يقيني أن حياتك أنت ستتغير أمام تلك الحقائق ..
ربما ستصير أقل قسوة، - كنت اعتقدت لفترة انك غاية في الحنان- ولكن، لقد بادلت حياتك قسوة بقسوة وانتقمت (دون عمد) ممن غادروك بحقد ووضاعة وحوش ضواري في شخصي المسالم المحب، فيا للغباء!!
ربما ستصبح بعد رسالتي تلك أكثر نضجًا ورحابة وتسامحا، وأكثر عمقًا ....
ربما ستحبني أكثر حتى لو تلاشيت من محيط حياتك التي ملأت بالذين اختاروك لسبب في نفوسهم وغادروك لانتفاء ذلك السبب.
لن تكتشفني إلا حين أختفي..ذلك القرار الذي ترددت أنت فيه كثيرا..ها أنا أساعدك على اتخاذه..!
ربما في ابتعادي بداية جديدة لنا..ربما في صفحة نغلقها...أن نعاود فتحها حين نتأكد تماما مما نريد ومن نريد..وحين...يأتي وقتنا..!
ربما ستستيقظ ذات يوم لتبحث عن ابتسامتي ...صوتي يهاتفك، هدهدتي لمشاعرك ..احتضاني واحتوائي لكل زلاتك، كلماتك الجارحة!.
ستبحث عن صدري الذي أرحت رأسك عليه فانزاح الهم وهل يحتاج الرجل، أي رجل إلا لحظة يضع فيها رأسه على صدر يحبه.. هانئا مستسلما آآمِنا على قلبه ومشاعره.!
في هذا اليوم الذي ستبحث فيه عني فتجدني اختفيت
ستعرف قيمة الفقد الحقيقي، فالإنسان لا يفتقد الا عزيزا.
ربما تعيد ترتيب حياتك حتى لو لم أكن فيها، ربما ستعيد اكتشاف نفسك ومن حولك وترى الجمال الذي كنت عاجزا ان تراه!
وربما ستعيد ترتيب أولوياتك من خلال تلك الحقائق عن الحب والرغبة والطمع والزهد والمال والطموح...
هذا خطابي الأخير لك ..أحكي لك فيه عني وعنك ..أنا وأنت .
ذلك اللغز الذي استغرقني التأمل فيه ..
.فقدري وقدرك أن يكون جميع من دخلوا حياتك من الطامعين فيك بشكل ما،
وأكون أنا الوحيدة التي لم تطمع في أي مما لديك ....رغم حرماني منه، وبالرغم من أن لدى ألف عذر.. لأطمع فيك، فماذا فعلت بي !
"من مجموعتي النثرية."الرسائل"
دينا سعيد عليك
دينا عاصم