???? الفصل العشرين ????
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
دي المجني عليها ... دي اللي انقذتها....
وكيل النيابة:: دخلها ... دخلها بسرعه يبني....
دخلت رحمة بصحبة والدتها و عمها.... اشار اليهم وكيل النيابة بالجلوس... وبدأت اجراءت النيابة في السؤال والجواب بين رحمة ووكيل النيابة.... تحت انظار كل من إياد وإحسان وعمرو....
انتهى وكيل النيابة من تحقيقه وأمر كاتبه بتسجيل كل تلك المعلومات.... ومن ثم.... تم الإفراج عن إياد من سرايا النيابة بضمان محل إقامته...
همت رحمة ووالدتها وعمها في المغادرة لولا ان أوقفهم إياد:: شكراً جداً لحضراتكم على اللي عملتوه معايا... شكرا يا عم عمرو....
شكرا يا انسه رحمة على مجهودك ووجودك رغم تعبك عشان تشهدي معايا...
إحسان:: الشكر لله يبني احنا عملنا الواجب.... وحمدالله على سلامتك... نشوف وشك بخير...
تحركا ثلاثتهم مغادرين المكان تاركين إياد في مكانه امام باب وكيل النيابة... قبل ان تغيب رحمة عن النظر توقفت ونظرت الى إياد نظرة فضحت كل مشاعرها تجاه... تلك النظرة التي تحمل في طياتها الحب والحنين والاشتياق والم الخوف من أن لا تراه مجدداً.... رغم إنه لم يجمعهما الوقت إلا دقائق معدودة إلا انه سكن قلبها دون مقدمات..... غادروا المكان..
بحث إياد عن خالد وسامي وجد خالد جالس علي إحدى الكراسي المتواجدة... ذهب اليه اخبره بما جري... ومن ثم اتصل بسامي ليخبره خالد بما حدث ويخبره بخروج إياد.... تلك الفرحة التي تكاد تخرج من عيني سامي بخروج أخيه... فرحة تكفي للعالم بأكمله.... عاد سامي قبل ان يصل المستشفى... عاد ادراجه الى النيابة ....
استقل إياد وخالد السيارة مع سامي.. اتجها الى قسم الشرطة لينهيا كل الإجراءات وبالفعل انهيا كل شي.... استعد إياد للعودة مع أخيه للبيت.... لولا ان أوقفهم خالد.... يعزم سامي علي العشاء.... في بادئ الأمر كان رافض إلا انه من زن إياد وافق.... غادر المكان مع أخيه متجهاً الى السيدة منى التي تنتظرهم على احر من الجمر.... وايضاً مشيراً الى خالد بانه سيحضر علي العشاء.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
يوسف:: آدي يا سيدي العنوان اللي طلبته..
عاصم أخذ الورقة المدون بها العنوان من يدي يوسف واطال النظر اليها:: تسلم أيدك يا جو والله... ربنا يقدرني واردها لك يا كبير..
يوسف:: ولا يهمك يا عم... احنا أخوات ومفيش فرق بينا...
عاصم:: حبيبي يأبو الصحاب.... دلوقت تقدر تروح على مكتبك قبل ما محسن بيه يحس انك مش موجود ويبهدل الدنيا.
يوسف بمكر:: دلوقتي محسن بيه؟؟؟... بعد ما خدت مني اللي انت عايزة بتطردني!!... خدتني لحم ورمتني عضم؟؟؟
عاصم لاويا شفتيه وغامزا بحاجبه:: هدي صوتك ياجو... عيب كده حد يسمعنا يفهمنا غلط.... ايه خدت مني اللي انت عايزة ورمتني دي... انت بصراحة حلو ومز والعين عليك كتير...
ضحك يوسف:: اااه يا واطي يابو نية زبالة... انا غلطان يلا تصدق؟؟؟
غلطان اني بساعدك اصلا.... أنا ماشي....
غادر يوسف مكتب عاصم تاركاً عاصم في دوامته الكبرى... دلوقتي مبقاش قدامي إلا إن اروح على العنوان دا وهناك كل حاجة هبتان وتوضح.... إن شاء الله بكرة الصبح قبل ما اجي الشركة هخلص الموضوع دا...
دلوقت بس ممكن ارتاح ولو شوية...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
إياد روح قلبي من جوا..
إياد أسرع ناحيه والدته مقبلا يديها :: امي.... وحشتيني اوي يا ماما.... وحشتيني جدااااا.
منى باكية:: انت اللي وحشتني يا حبيبي والله... انت كويس؟؟؟.. صحتك كويسة!؟؟؟
اياد:: كويس... كويس يا ماما الحمد لله...
منى:: حمد لله على سلامتك يا قلب منى...
قاطع حديثهم سامي:: اه ما اللي لقى احبابه نسى اصحابه....ارَجوز واقف أنا...
إياد بمكر:: مش واخد بال سيادتك إنك بقيت تقلدني في كلامي كتير ولا ايه؟؟؟
سامي:: يا عم رووح كدة بعيد... انت تطول اصلا؟؟
إياد هامساً في أذن اخيه:: ما بلاش يبتاع تقى.... اهدى كده عشان نفضل حبايب هاااا؟؟؟
سامي: ايه اه... بتقول حاجه يابشا ااا ؟؟ استأذن انا بقى عشان متاخرش...
لم يتمالك إياد نفسه من الضحك:: ناس مبتجيش إلا بالعين الحمرا دي.
منى: عمالينا تتوشوشوا بتقولوا ايه لبعض ياض انت وهو؟؟
إياد:: ايه.. لا مفيش يا ماما.. بنقول اني جعان وهموت من الجوع فياريت بقى تلحقيني بأكلك اللي وحشني يا ست الكل..... يومين عدوا كأنهم ٢٠سنه.
منى بحنية:: الحمد لله يا حبيبي ربنا ما يعدها تاني ابداً....
سامي:: هستأذن انا بقى يا ماما هتعوزي حاجه؟؟
منى:: رايح فين دلوقتي يا سامي.... مش هتاكل معايا انا وأخوك ولا ايه؟؟؟
سامي:: معزوم والله عند واحد صاحبي.... اتعشي انتي معاه واشبعي بيه بقى لحد ما اجي....
إياد بمكر:: واحد صاحبك هاااا... واخد بالك انت يا إسماعيل؟؟؟
منى:إسماعيل مين ياض؟؟؟
إياد ضاحكا.. لا لا مفيش يا ماما.... دا صاحبه اللي عازمه علي العشاء.... سيبي يا ماما الواد عشان ميتأخرش يووووووه..... جهزيلي يلا عشان جعان لحد ما اغير واصلي وانزل.... سيبك من الواد دا...
سامي وهو يكتم غيظه:: أنا ماشي عشان مرتكبش جناية.... قبل يد والدته وغادر متجهاً الى بيت المقدم خالد كما تواعدا على العشاء....
صعد إياد الى غرفته لتغيير ملابسه واداء ركعتي شكر لله علي انه نجاه من تلك المصيبة.....اول ما دخل الاوضة قعد علي السرير وبدء يفتكر في حديث رحمة وشكلها وتفاصيلها..... كأنها كانت ملاك.... سبحان من صورها على أجمل صورة...
طيب هو أنا هشوفهاا تاني ازاي؟؟؟... طب بحجة ايه او امارة ايه!؟
مبقاش في حاجة بيني وبينها تبرطنا ببعض... كفاية لحد كده.... انا معرفتهاش إلا في مواقف زفت.... بلاش الخبط ليها حياتها.... انساها يا إياد.... انسى اليومين اللي عدوا دول وكأنهم مجوش اصلا...
بس أنا خلاص مبقتش حابب أقعد هنا بعد اللي حصل... أنا هسافر في البعثة إن شاء الله بعد اسبوع وهنساها... هنساها أكيد.....
ظل يدور الحديث بينه وبين نفسه حتي غفا علي سريرة دون أن يبدل ملابسه علي الأقل.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أزيك يا محسن بيه.... نورت البيت والله..... ايه الزيارة العزيزة دي.... والله البيت والمكان كله نور.
محسن ضاحكاً::: ديما تاخدني على الحامي كده بكلامك الحلو يا مسعد.
مسعد:: دي حقيقه يا بيه والله.... دا الكلام بيحلو بيك مش العكس...
محسن:: تسلم يا مسعد.....
لم ينتظرا طويلاً حتى خرجت عليهم تلك الفريدة... بأفضل ما تمتلك من ملابس وحلي من ذهب والماس... وكأنها أميرة أو ملكة جمال.... جمالها الخداع بمساحيق التجميل.....
تحدثت بدلع:: أهلاً... أزيك يا محسن بيه... نورت بيتنا المتواضع...
عندما راها محسن ذُهل من جمالها لدرجة أن عينه تحجرت عليها ولم تتحرك إلا بعد أن مدت يديه له لتصافحه....
قبل محسن يديها:: أهلا بحضرتك يا هانم.
مسعد:: احب اعرفك يا محسن بيه... فريدة مراتي ...
محسن:: أهلاً وسهلاً... وعرفت تنقى والله يا مسعد.
فريدة:: من زوق سيادتك يا فندم..... مسعد كلمني على حضرتك كتير...
محسن:: وياتري قال ايه بقى؟؟؟
فريدة: قال كل خير واحلى كلام في حق سيادتك.... اتفضل العشاء...
مسعد:: اتفضل يا فندم.... فريدة عمله لسيادتك شويه أكل هتاكل صوابعك وراهم..
محسن:: طالما هي اللي طابخة اكيد لازم الأكل يطلع حلو... اكيد زيها.
فريدة : من زوقك يا محسن بيه....
اتجه ثلاثتهم الى سفره الطعام لتناول طعامهم.....
لا يستطيع محسن إنكار جمال وروعة فريدة.... ذاك الجمال الذي خطف ابصاره لحظه قدومها...
لا يلاحظ عليها ابداً كبر السن او انها إمراه قاربت على الأربعين بفعل مساحيق التجميل تلك....
حدث نفسه:: ايه الجمال دا.....عرفتها ازاي دي يا مسعد.؟؟!....دي تستاهل واحد ملك او امير يهنيا ويستتها....مش انت يا مسعد!!!!.
تستاهل واحد زيي كده!!....
دي أحلى من اي واحدة عرفتها في حياتي.
فريدة هي الأخرى لا تستطيع انكار جمال محسن... او بمعني اصح اموال وشركات محسن....
هو رجل مازال شاباً في الأربعين..... يمتلك من المال ما يكفيه ل ١٠٠عام. حدثت نفسها...
كان جرى ايه لو كان دا جوزي؟؟؟... كان زماني عايشه برنسيسة بعيد عن القرف والمشاكل دي.... مش عارفه لي حظي منيل كده رزقني بواحد غبي!!...
اكيد مرات محسن دلوقت عايشه اميرة وكل حاجه مجابة ليها... لبس ودهب وعربيات وخروجات وكل حاجه....
اااااه يابنت المحظوظة.... بيضالك في القفص... كان هيحصل حاجه لو أنا اللي كنت مكانها....
قاطع شرودهم مسعد:: يلا... يلا يا محسن بيه الأكل هيبرد....
محسن:: يلا...... بدء كل منهما في تناول طعامه....
????✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
تعالي يا رحمة عشان تتعشي..
رحمة:: لا يا ماما مش جعانة.. أنا هدخل أنام.
عمرو:: مينفعش يا يبنتي انتِ مكلتيش اي حاجة من صباحيه ربنا.
رحمة:: معلش يا عمي مش جعانة والله.... اكيد لما أجوع هجيب وأكل..
إحسان : طب كلي اي حاجة طيب؟؟
رحمة: كلو انتوا يا ماما أنا هدخل أنام عشان تعبانة... تصبحوا على خير.
عمرو:: وانتِ من اهله يا حبيبتي...
غادرت رحمة المكان متجهة الى غرفتها....
عمرو:: هي رحمة مالها!!!... من ساعة ما جينا من النيابة وهى مببتكلمش ومتغيرة..
إحسان وهى تعلم جيداً ما الذي اصاب ابنتها..... ذاك الحب يا عزيزي وليس اي مرض جسدي::
لا لا... هي أكيد بس نفسيتها تعبانة بسبب الحادثة
عمرو:: مش عارف.... بس مش مطمن من ناحيتها..
إحسان بهدوء: متقلقش إن شاءالله خير.... وأنا معاها اهو....
عمرو :: علي خير ان شاءالله.... هستأذن أنا بقى وان شاءالله هيقى اجي اطممن بكرة على رحمة..
إحسان:: ما انت قاعد شوية.... على الأقل مهون علينا.
عمرو :: عشان الوقت بس وكده... هجي بكرة ان شاءالله.
إحسان:: تشرفنا اكيد.....
عمرو وقد تحرك للمغادرة.:: خلي بالكم من نفسكم.... تصبحوا على خير..
إحسان ::وانت من أهل الخير...... غادر عمرو لبيته.... اتجهت إحسان لغرفتها للنوم....
بينما تلك التي غادرتهم في أول الأمر بحجة النوم تلك ملقاة على سريرها بجانبها عكازها الذي صار صديقها حتى وقت خلع تلك الجبيرة المتواجدة في قدمها...
سارحة في كل ما حدث.... بالتحديد في ذاك الإياد.
هو ازاي علق معايا اوي كده؟؟؟؟..... ازاي سكن قلبي في الوقت البسيط دا؟؟
طول عمري اسمع عن الحب اللي من نظرة واحدة والحب اللي من اول لقاء في الأفلام الهندي والتركي.....
بس إن اجربه!!؟؟... طب منا معدتش هشوفه تاني...
حتي لو حبيت اوصله هوصله ازاي؟؟؟.....
أنا لا معايا عنوانه ولا معايا رقم تلفونه ولا معايا اي حاجة توصلني ليه؟؟
مش معايا إلا اسمه بس!!!
ثم تذكرت..... اااه هو معايا في الجامعة.. قال انه في أخر سنة...
انتابتها فرحة انتصار.... هوصله عن طريق الكلية... بس انا لسه قدام اسبوع على الأقل عشان اروح... ياااااه أسبوع كامل عشان احاول اعرف حاجة عنه؟؟؟
انت مين يا عم... وايه اللي عملته فيا دا.... ازاي تقلب كياني كله كده؟؟؟.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أهلاً أهلاً سامي باشا...
سامي مبتسماً:: أهلاً أهلاً خالد باشا....
خالد. نورت البيت المتواضع دا يا باشا...
سامي بنفس ابتسامته:: البيت غني بأهله وناسه يا خالد بيه....
سمعت تقى لفظ سامي..... ذاك الذي تنتظره من الصباح علي احر من الجمر.... ذاك الذي قلب كيانها.... فخرجت مسرعه تجاه الصوت وهى في ابهي صورها...
أزيك يا سامي بيه....
خالد لم ينتظر رد سامي عندما رأى أخته بذاك الجمال الطبيعي... فستان رقيق يضيق من منتصف الخصر ويبدئ في الاتساع تدريجي للأسفل.... يتوسطه حزام أسود به بعض رسومات للنجوم..... شعرها متدلي خلفها ... وتضع بعض المساحيق الخفيفة التي زادتها جمال فوق جمالها....
صفر خالد تلقائيا وقد نسى تواجد سامي من الاساس.....
هووووبااااااا ايه دا مين دا ايه الجمااااااال دا...... تقى؟؟؟؟.... ازاي؟؟
لم يكمل حديثه حتي قاطعته خبطه علي كتفه من اخته وهي تقول:: منور يا سامي بيه... اتفضل العشاء.....
لم يتمالك سامي ضحكاته وهو ينظر لخالد بعد الضربة اللي لسه واخدها:: هو انتوا هتعملوا فيا ايه.؟.... هتعشوني ولا عايزين تضربيني.....
تقى بابتسامة:: لا لا... اكيد هنعشي حضرتك..
سامي وهو مازال ينظر لخالد وحسس على وجهه ..عشاء؟!!.... عشا ايه دا انتِ عطيتيه ضربة على كتفه سمع اخر الشارع....
خالد وهو يتصنع اعتدال ملابسه:: احم.... لا لا يا سامي بيه دا أقل حاجة.... اتفضل حضرتك... ربنا على الظالم...
تقى:: بتقول حاجه يا حبيبي؟؟
خالد:: ما قولتلك اتفضل يا سامي بيه الأكل هيبرد يوووه... ولا انت عايز تاخد ضربة انت كمان ولا ايه؟؟؟
سامي بمكر:: لا لا.... هو فين الأكل دا شاورلي عليه بس....
ضحك الجميع وتحركا الى مائدة الطعام..... تقدمهم سامي ومن خلفه خالد وتقى....
جذبت تقى خالد من ظهره وهمست له..... ماشي ياخالد لم يمشي اتقل بس....
خالد بمكر:: انا عملت ايه يابشا؟؟؟
تقى بغضب:: ماااااااشي هبقى اقولك برده عملت ايه..... امشي قدامي يلا عشان الأكل هيبرد...
جلسوا جميعا يتناولا طعامهم....
سامي يأكل بتأني.... لكن خالد وكأنه لم يأكل من الف عام....
اما عن تلك التي لا تأكل من الاساس.... تلك التي تلعب بملعقتها.... مراقبه حركات سامي... كل حركاته وتصرفاته.... او بمعني علقت به..
لاحظ سامي نظرات تقى له فرفع عينه لها.. ثم اتجه بالحديث لخالد هربا من نظارتها::
وبعدين في القضية دي يا خالد؟؟
خالد مش عارف والله يافندم.... الراجل اللي كان في العربية فص ملح وداب...اختفى...
سامي::بس كده البنت لسه في خطر... هنعمل اي؟؟؟
خالد:: تقترح اي يا فندم؟؟
سامي:: هو اكيد اللي حاول يقتلها دا...عرف دلوقت انها مماتتش... وبكده محققش اللي هو عايزة وبالتالي هيرجع يحاول تاني انه يموتها....
خالد بتفهم: كلام حضرتك مضبوط يا فندم...طب والعمل؟؟؟
سامي:: بص يا خالد....انت تعينلي اتنين يفضلوا ورا البنت دي في كل مكان يرقبوها....وانت تتابع الموضوع بنفسك...
خالد:: إن شاءالله يا فندم...من الصبح هنفذ المطلوب.
سامي:: على بركة الله....
اكمل خالد طعامه.....بينما لاحظ سامي شرود تلك التي تجلس بمقابله...هي لا تأكل هي علقت اعيونها على سامي فقط....اراد سامي قطع تلك النظرات::
انسه تقى حضرتك مش بتاكلي ليه؟؟؟؟.... انسه تقى؟؟؟
لاحظ خالد الأمر.... تقيييييييييييييييييى؟؟؟
تقى:: ايه.. ايه في ايه؟؟؟
خالد:: سرحانة في ايه؟؟؟... سامي بنادي عليكي من ساعة!!.
تقى بتوتر:: أنا... بتنادي عليا؟؟؟...
سامي بعدم فهم.:: اااه... كنت عايز بس اقول لحضرتك تاكلي الأكل هيبرد...
انتبهت تقى لأكلها وافاقت من شرودها.::
لا لا مش عايزة أكل.... هقوم أعمل شاي.... تركتهم تقى متجهة للمطبخ..
سامي بنبره يصحبها شي من الحزن:: هو أنا دايقتها ولا ايه؟؟
خالد:: دايقتها؟؟؟... دي تضايق بلد يا جدع انت بتقول ايه... كل...
سامي:: او يمكن وجودي هو المشكلة؟!.
لاحظ خالد الجدية في حديث سامي فارد تخفيف الوضع: متقولش كده يا سامي البيت بيتك.... دقيقه بس أشوف في ايه واجي..
سامي:: أتفضل.... اتجه خالد صوب المطبخ المتواجدة فيه تقى....
: في ايه يا تقي مالك؟؟
تقى بعدم فهم:: في ايه في ايه... انا كويسة اهو؟!!!!
خالد:: لا مش كويسة..... مالك في ايه.... دا حتي سامي لاحظ تغيرك..
تقى: مفيش حاجة يا خالد مفيش حاجة..
خالد : علي اخوكي يا تقى؟؟؟.... في حاجة ديقتك؟؟
تقى بغضب وصوت عالي:: ما قولتلك خلاص مفيش زفت حاجة...
خالد بهدوء:: طب اهدي بس الراجل قاعد بره مينفعش كده... أهدى..
تقى:: أطلع يا عم لضيفك وأنا بعمل شاي أهو....
سمعا صوت باب يغلق..... خرج خالد ليرى سامي لكنه لم يجده....
شعر سامي بحرج من موقفه ذاك.... فقرر رفع الحرج عن الجميع ويغادر المكان.... هو من بداية الأمر كان رافض الحضور.... لكنه اتي بعد الحاح.... من خالد وإياد.
خالد: عاجبك كده... أهو مشي أهو!!
تقى بغضب:: أنا مالي.... أنا عملتله حاجة؟؟؟
خالد بنفس النبرة الغاضبة:: ايه اللي انت مالك دي.... في ايه يا تقى ايه اللي حصل او مالك؟؟!
تقى بشي من الحزن:: ولا حاجة.... ولا حاجة يا خالد حقك عليا اسفة...
خالد:: انا مش زعلان يا تقى... أنا بس على الراجل اللي مشى مكسور الخاطر دا.... أنا من امتى بزعل منك.....
أنا بس عايز أعرف مالك!!
تقى:: مخنوقة شوية.... هدخل أنام وأسفة تاني..... لم تنتظر رد أخيها فغادرت الى غرفتها....تاركه أخيها في حيرة من أمره.... ايه اللي حصل او ايه اللي جرى ليها... كل حاجة كانت تمام؟؟؟!.... ايه قلبها كده؟؟؟ يااااا الله...
اخرج هاتفه وبحث عن رقم سامي::
الو يا سامي بيه....
سامي:: أهلاً.... ايوه يا خالد.... في حاجة ولا ايه؟؟
خالد بتوتر:: حضرتك مشيت ليه؟؟؟
سامي:: لا ابدا مفيش حاجة أنا بس قولت أروح.
خالد:: مينفعش كده حضرتك.... لسه مقعدناش .
سامي:: ان شاء الله تتعوض في مرة تانية...
خالد وقد تفهم حزن سامي:: أنا.... أنا أسف لحضرتك على كل اللي حصل.. أسف..
سامي:: مفيش أسف... مفيش أسف يا خالد محصلش حاجة...
المهم بس متنساش المراقبة على البنت وتتابع أول بأول ماشي؟؟؟
خالد : تمام يا فندم.
سامي:: تصبح علي خير .
خالد؛:: وانت من أهل الخير يا فندم.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
رنين هاتف فايز.....
الو ايوه يا محمود .... ها عملت ايه؟!!
محمود:: تمام يابيه.... كل حاجة تمام... البنت كانت في المستشفى وخرجت مبارح ... ودلوقت موجودة في بيتهم....
فايز:: تأكدت انها هى؟؟؟
محمود:: ايوه يا بيه تأكدت من إدارة المستشفى هى اسمها رحمة جابر صادق السالمي.... وكان معاها واحد وواحدة تقريبا ابوها وامها...
فايز:: تمام.... دورك خلص كدة...
محمود: تمام يا بيه.....اي أوامر تانية؟؟!
فايز:: متنساش تعدي على الخزنةسايبلك مبلغ هناك..
محمود::: منتحرمش منك يابيه.....
انهى فايز حديثه مع محمود وبحث في هاتفه عن رقم ما..
ايوا يا فندم... البنت رجعت البيت... هنعمل ايه؟؟
المتصل: متعملش اي حاجة دلوقت.... اصبر شوية
فايز:: ليه يا فندم... ما نخلص بقى من الموضوع دا!!؟
المتصل :: يا غبي... الموضوع لو جه ورا بعضه كدة هيبقي فيه شك....
اصبر اسبوع ولا حاجة وبعدين نفذ...
فايز:: مدرسة..... مدرسة بنتعلم منها يا فندم.... تؤمر بحاجة تاني؟؟؟
المتصل:: لا... المهم هدى اللعب دلوقت متعملش اي حاجة إلا لما ابلغك... سلام.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
إحسان قومي يا بنتي عشان تفطري...
رحمة: لا مش عايزة.. مليش نفس.
إحسان:: مينفعش كدة يا رحمة.... عشان حتى علاجك الي بتاخديه دا...
رحمة.. خلاص يا ماما عشان خاطري..... قاطع حديثهم صوت دقات باب الشقة....
اتجهت إحسان لترى من على الباب....
ايوه جايه.... دقيقة حاضر....
فتحت إحسان الباب تسمرت ما يقارب دقيقتان تحاول استيعاب ما تراه عيناها....
عاصم::ايه يا ماما.... هتسبيني واقف علي الباب كتير؟؟
إحسان وقد انهمرت دموعها ؛:: عااااااصم.. ابني حبيبي... القى عاصم نفسه بين أحضان إحسان وهو يحاول تمالك نفسه من البكاء:: وحشتيني... وحشتيني اووووي
إحسان بصوتها الباكي:: وانت كمان يا حبيبي واحشني...
نادت إحسان علي رحمة::
رحمة... يرحمه.... تعالي... عاصم هنا...
رحمة: عاصم!!!!؟؟........
الفصل الواحد والعشرين ????
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
مش نازل الجامعة النهارده يا حبيبي؟؟
إياد ': لا يا ماما مليش نفس.
منى :: لي بس... دي اخر سنه ومش عايزين مستوانا يقل...
إياد :: مش مهم يا ماما.... انا مش بقيت مرتاح هنا.... ولا نفسيتي بقت مستريحة هنا...
منى بعدم فهم:: لي بس يا اياد.... في حد ضايقك مننا طيب ولا اي عشان تقول كده؟؟
إياد :: لا يا ماما مقصدش كده.... اقصد مش مرتاح في البلد كلها.... نفسيتي تعباني اوي بجد.
مرحمة: انت لسه برده منستش اللي حصل!!.
إياد :: ولا عارف ولا قادر انسي يا ماما...
منى بنبره حزن:: طيب مفيش حل تاني غير السفر دا؟؟... ما انت عارف اني مش بتحمل بعدكم يا حبيبي.
إياد :: مفيش حل تان يا ماما.... انت مش عايزة ابنك يبقي بخير؟؟؟
منى :: اكيد عايزاه بخير..
إياد بحزن:: يبقي توافقي... توافقي علي سفري عشان خاطري!!.
منى بأسف:: بســـــــــ.....
قاطعها إياد :: ولا بس ولا حاجه يا ماما.... كده انا هسافر في البعثة بعد شهر ونص.... فا مش هتفرق المدة دي طالما النتيجة هتكون واحده وهسافر....
الفرق في ان اسافر دلوقت هو اني ارتاح وابعد عن هنا... واجهز نفسي لكل اللي جاي...
منى باستسلام:: علي عيني سفرك يا اياد.... بس مش هقدر امنعك لو فيه مصلحتك.... بس قول لسامي اخوك وبباك...
إياد ::: ان شاء الله يا ماما.... هنزل اخلص شويه اوراق مهمه السفر... وابقي ابلغ ببا وسامي...
منى:: اللي تشوفه يا حبيبي....
إياد:: ربنا ما يحرمني منك يا ماما.... في امان الله..
منى:: في امان الله يا حبيبي.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
فتحت إحسان الباب تسمرت ما يقارب دقيقتان تحاول استيعاب ما تراه عيناها....
عاصم:: اي يا ماما.... هتسبيني واقف علي الباب كتير؟؟
إحسان وقد انهمرت دموعها ؛:: عااااااصم.. بني حبيبي... القي عاصم نفسه بين احضان احسان وهو يحاول تمالك نفسه من البكاء:: وحشتني... وحشتيني أووي
إحسان بصوتها الباكي:: وانت كمان يا حبيبي وحشني...
نادت احسان علي رحمه::
رحمة.... يرحمه..... تعالي... عاصم هنا...
رحمة:: عاصم!!!!؟؟........حاولت النهوض من سريرها لكن جسدها لم يطاوعها وسقطت ارضا وهي تصرخ من الالم..... سمعت إحسان وعاصم صريخها... وضعت احسان كفيها الاثنين علي صدرها بخضه وهي تقول::: بنتي... رحمه.... وركضت مسرعه نحو غرفتها ولم ينتظر عاصم الكثير فتبعها هو الاخر لسماعه صوت صريخ ابنه عمه... او كما كان يلقبان في الماضي الاخوين المشاكسين.... اسرع خلف احسان نحو صوت الصريخ...
وجد رحمه ملقاه علي الارض قدمها في جبيره..... ويداها اليسرى ايضا بالإضافة الي بعض الكدمات المتواجدة في الوجهة..... إحسان تحاول ان تساعدها علي النهوض..... ولكنها غير قادره.....
اسرع عاصم بتجاه رحمه:: سبيها يا ماما سبيها لي....
حملها عاصم بعنايه وبهدوء حتي لا يؤلمها اي شيء من اوجاعها او اصابتها.... تعلقت في عنقه بيدها اليمني... حاول وضعها علي السرير.... لكنها رفضت...
:: وديني الصالة..
عاصم مبتسما:: كنت التاكسي اللي جابتهولك امك ولا اي؟؟!
إحسان ضاحكه:: بتقول حاجه يا عاصم!!؟
عاصم ببتسامته العذبة تلك:: اي؟؟.... لا لا يا ما ما..... سامحيني بقي ما بنتك الي مستفزه....
رحمة وهي تدعي الغضب:' ما تلم نفسك ياض احسنلك!!.
عاصم وهو مازال يحملها وينظر لعينها مباشره:: هتعملي اي يا نيله؟؟؟... ما انت كنت مرميه علي الارض بتصرخي دلوقتي!!.
رحمة بمكر:: لا يا حبيبي ميغركش... انا متخرشمه اااه... بس ميغركش.... دا انا نينجا...
ضحك الجميع وخرج بها عاصم حيث تريد... وضعها علي احد الارائك الموجودة في المكان.....
وجلس هو الاخر علي كرسي مقابل لها.... جلست احسان بجانب رحمة....
عاصم:: وحشتموني أووي والله....
إحسان:: انت اللي وحشنا اكتر والله يابني.
عاصم وهو ينظر لرحمه:: اي الي عمل فيكي كده!!!.. اي حصلك؟؟.
إحسان بحزن:: حادثه.... عملت حادثه.
عاصم وقد وضح علي ملامحه القلق:: حادثه؟!!... حادثه اي وامتي؟؟؟
رحمة موجهه حديثها لإحسان:: ما تقومي تعمللنا كوبيتين شاي يا ماما..... عاصم بحب الشاي...
فهمت احسان ان رحمه تريد محادثه عاصم علي انفراد:: بس كده؟؟؟.... من عنيا الاتنين... احلي اثنين شاي لأغلي ما ليا...
غادرت احسان المكان تاركه خلفها رحمه بنظارتها الغير مفهومه لعاصم... وعاصم منتظر توضيح لسبب ما حدث لها...
رحمة:: انت جاي لي يا عاصم؟؟؟.
عاصم بعدم فهم:: اي؟؟... يعني اي جاي لي!!
رحمة بنفس حده صوتها:: ما سؤالي واضح يا عاصم مش عايز توضيح.... جاي لي... عايز اي.... مين بعتك!!؟
عاصم بصدمه يحاول استيعاب ما يقال له::'جاي لي!!!.. عايز اي؟؟؟... مين بعتك!!!
امممم بالنسبة لجاي لي فا جاي لأهلي اللي وحشوني وتوهت لحد ما وصلتلهم.....
اما بالنسبة لعايز اي..... فا انا مش عايز حاجه غير ان جاي عايز اطممن عليكم بس... واول ما عرفت مكانكم جيت جري عليكم دا بالنسبة لعايز اي...
اما بالنسبة لي مين باعتك فا مش فاهم... ممكن توضيح اكتر!!!...
رحمة:: توضيح اكتر؟؟ امممم يعني مين بعتك يا بن عمي.... فريدة!!!...؛ولا مسعد... ولا حد تالت.....!!!
عاصم وهو ما ذال في حاله عدم الاستيعاب::
انت بتقولي اي؟؟...مين باعتني يعني اي؟؟؟
رحمة:: يعني لسه فاكرين وجودنا في حياتكم؟؟.
عاصم بضحكه مستفزه:: من الواضح ان مش شاكلك بس اللي اتغير يا بنت عمي....
دا شكل كمان قلبك اتغير وروحك تغيرت....من الواضح برده انك نسيتي عاصم.....
بس يا بنت عمي انا رنيت علكي الف مره مفيش مره عبرتني ولا حنيتي....مفيش مره فاكرتي ولو للحظه انك تردي اوترني عليا... يمكن بموت يمكن في مصيبه...
انا عمري ما نسيتكما يا رحمه.... احنا تربينا سووا وامك وبوكي مش عمي ومرات عمي....
لا دول ابويا وامي اللي ربوني وعلموني وخلوني كده...
رحمة بنظرات استفزازيه وضحكه ماسخه:: هاااا... ضحكتني يا عاصم والله.... هو فعلا اصلا مشفناش منكم غير المصايب وبس...... وعندما تذكرت والدها تغيرت ملامحها وسقطت منها دموعه دون قسط.:: جابر مش عمك... دا ابوك!!!....
كنت فين وعمك بنطرد من بيته....
كنت فين وعمك بنطرد من بين اهله...
كنت فين وعمك بنطرد من شغله بسبب امك وابوك....
ثم صمتت لثواني واكملت بتنهيدة ....
كنت فين وعمك بموت من حسرته.... كنت فين وعمك بموت من قله حيله وحزنه من اخوه... كنت فين وعمك بموت من اكتئابه بسبب اللي حصل....
اراد عاصم مقاطعه رحمه الا انها لم تعطه فرصه....
كنت فين يا عاصم.... كنت فين وعمك بدفن في مكان غير مكانه.... في وسط ناس غير اهله....
كنت فين يأبن عمي في عزا ابوك زي ما بتقول!!!... كنت فين يأبن عمي واختك وامك زي ما بتقول برده مشى لاقيين اللي يصرف عليهم.... كنت فين وواحد مش من لحمنا ولا دمنا هو اللي بيخدمنا وبعمل لينا كل حاجه؟؟؟
كنت فين هاااا اا؟؟!!.... كنت فين وانا مش عارفه اقدم لكليتي ولا عارفه اشتري لبس.... كنت فين وانا مرميه في المستشفى.... كنت فين؟؟؟
عاصم:: كنتـــــــــــ.... كنت.....
رحمة مقاطعة :: انا هقولك كنت فين يا عاصم...
سمعت احسان صوتيهم يتعالى كل مدي فاردت تهدئه الوضع فخرجت لهم بالشاي اللذان طلباه..
إحسان: في اي يا ولاد صوتكوا مسمع الجيران اهدوا...
عاصم:: سامعه اللي رحمه بتقوله يا مرات عم؟؟
رحمة مقاطعه:: كلمني انا لو سمحت.... انا الي بكلمك... يبقي ترد عليا انا مش علي امي...
إحسان:: اهدي يا رحمه في اي ميصحش كده... دا اخوكي..
رحمة:: لا... انا مليش اخوات يا ماما.... انا وحيده.
إحسان: اهدي يا بنتي بتقولي اي؟؟.
رحمة:: لو سمحتي يا ماما.. بعد اذنك سيبينا دقيقتين لوحدنا.... عاصم في عيونه كلام عايز يقوله....
نظرت احسان الي عاصم... رات في عينه توسل ان تتركهم قليلا...
إحسان:: حاضر يا بنتي.... بعد اذنكم ...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
الو يا خالد انت فين؟؟
خالد في الشغل يا تقي في حاجه ولا اي؟؟
تُقى بتردد:: لا لا مفيش كنت بطمن عليك بس مش اكتر..
خالد يعرف شقيقته جيدا... ان اضطرت للاتصال به في عمله دائما ما يكون هناك امر ما::
في اي يا قلب اخوكي مالك؟؟؟
تُقى باستحياء:: اصل... بص يا خالد انا مضايقه... مضايقه اوي.
خالد بحنيه:: لي بس يا حبيبي.... هو القمر دا ينفع يضايق برده؟؟؟
تُقى:: اهو بقي النصيب.....
خالد:: طب من اي الضيق دا طيب؟؟!.
تُقى بحزن:: زعلانه علي الي عملته مع سامي بصراحه....
خالد بتفهم:: متقلقيش يا حبيبي هو مش زعلان ... انا اعتذرت ليه وكان معايا ولسه ماشي حالا... اياد اخوه اتصل بيه وعايزه في موضوع وقرر يمشي....
تّقي:: مش عارفه .... حاسة اني هطق حقيقي يا خالد....
خالد::: اللي يكرهك يا تقي.... متقوليش كده يا حبيبي.... بجد انا اعتذرت له وهو مش زعلان خلاص.
تُقي بتردد:: ما.... ما تجيب رقمه يا خالد ... عايزة اعتذر ليه بنفسي...
خالد ضاحكا':: تقي اختي تعتذر.؟؟.... دي عمرها ما حصلت ابدا.... دي لو غلطانه او مش غلطانه مش بتعتذر.... انت كويسة يا قلب؟؟؟.
تُقى:: مش بهزر يا خالد والله... هتجيب الرقم ولا لا؟!
خالد :: حاضر يا حبيبي لحظه اخرجهولك...
هو يعلم اخته جيدا فهي تربيته.... وهو يثق بها جدا لأنها تعرف حدودها وهو ومتأكد جدا انها لن تفعل شيء خطاء او شيء يحتسب عليها....في بعض الاوقات يجاكرها ولكن ليس كعدم ثقه....بل كخوف عليها...ولكن ان شعر بالأمان تجاه شيء معين يتركها تفعل ما تريد دون حساب...
يحبها ويعرفها جيدا...يعلم انها لن تسمح لأي شخص اي كان ان يتجاوز حدوده معها...لذاك يثق بها جيدا.....يلومها في بعض الاوقات...يمنعها من بعض الاشياء....ليس كـ فقد ثقه بها...بكل كالخوف عليها..... وهي ايضا تحب في اخيها تلك الميزة لأنه يشعرها دائما بالأمان...
:: اتفضلي يا ستي ادي الرقم.... ثم املها الرقم....
تُقى:: شكرا جدا يا خالد ... سلام بقي.
خالد بمكر:: دلوقت سلام؟؟؟.. بعد ما خدتي اللي عايزاه...
تقي ضاحكه:: اتكل يا بابا يلا اتكل..... الرصيد هيخلص يا حبيبي سلام...
اغلقت تقي الهاتف مع اخيها واخرجت رقم سامي الذي سجلت علي هاتفها من ثواني معدودة.... تنظر اليه تتأمله جيدا....
ثم قررت الاتصال بتردد ولكن شيء ما منعها من الاتصال..... مش دلوقت مش دلوقت.... ما خالد لسه قايل انه رايح يشوف اخوه...
نسبها لي بليل ولا حاجه..... هو لي اصلا انا بعمل كده؟؟؟
هو اي الي عملته فيا يا سامي دا؟!...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اي يا إياد جايبني على ملا وشي كده لي في اي؟؟؟
إياد:: اسف... بس عايزك في موضوع ومش قادر ااجله.
سامي:: موضوع اي في اي... انت كويس؟؟
إياد:: متقلقش... انا كويس. ثم اكمل مترددا... بســـــ.. بس.
سامي بقلق:: بس اي يا اياد... قلقتني يا بني في اي؟؟؟
إياد:: انا هسافر..
سامي بعدم استيعاب:: هتسافر!!!
إياد: اه ان شاء الله.
سامي وهو يحاول ان يخفي حزنه:: امممم ماشي... ربنا معاك يا اخويا... خير بتقولي عايز مني حاجه!!!
إياد بعدم فهم:: عايز منك حاجه؟!؟ ....لا مش عايز حاجه بقولك عشان انت اخويا.
لم يستطيع سامي اخفاء حزنه وغضبه اكثر من ذالك وانفجر في إياد:
طب والله كويس انك لسه فاكر اننا اخوات....كويس والله يا اخويا....عارف ضحكتني والله....
فين الأخوة دي يأبن امي...فين وانت واخد قرارك في السفر...واخد قرارك وبتعرفني كأني واحد صاحبك....فين يا اياد.
إياد معتذرا:: مقصدش كده سامي...مقصدش...انا بس...
قاطعه سامي:: تقصد ولا متقصدش يا اياد......مش تبرر...انت مخلص كل حاجه اهو....يا جدع دا انت خلصت حتي ورق واجراءت السفر في ايدك اهو...
إياد بنبره حزينة::افهمني يا سامي...عشان خاطري افهمني.....
سامي::افهم اي يا إياد....اياد اخويا اللي اعرفه...ان كان لم يفكر في حاجه ولو مجرد تفكير....كان بيجي جري عليا يقولي بفكر في كذا يا سامي...عايز اعمل كذا يا سامي.....
ثم ضحك ساخرا من حاله قبل حال اخيه.. واكمل...مش سامي اللي مجهز لسفره ومخلص كل حاجه....وجاي دلوقت يبلغني زي الغريب.
إياد::: انت شايف كده يا سامي!؟!...انت شايف اني جاي ابلغك زي الغريب؟؟
سامي بنفس ضحكته الساخرة:: للأسف يا اياد......للأسف انت عملت كده....
إياد محاولا بكل طاقته حبس دموعه:: طبــــ....طب ممكن تسمعني طيب؟؟
سامي وقد راي نظره الحزن تلك في اعين اخيه؛:: قول يا اياد سامعك....
إياد بتنهيدة طويله:: بص يا سامي...الموضوع مش ان مقرر وجاي اعرفك زي الغريب....ولا موضوع اني بخبي حاجه عنك....وبرده انت عارف اني مسافر بعثه بعد شهر ونص
وكمان انت عارف كويس انت اي بالنسبة ليا...وانت عارف كويس انك مش بس اخويا...انت ابويا واخويا وكل حاجه.....
كل الحكاية ان....ان تعبان....تعبان من اللي حصل....اللي حصل مش شويه برده.....وبما ان كده كده هسافر فا قولت اروح من بدري شويه..
انا بس عايز ابعد شويه...عايز ارتاح نفسيا....
سامي:: وانت هنا مش مرتاح نفسيا يا اياد؟؟
إياد:: لا يا سامي...مش مرتاح...طول منا هنا مش عارف اهرب.....مش عارف انسي...مش عارف ارتاح..
سامي:: مش عارف تهرب من اي بالضبط؟؟
إياد بتردد:: مم....من الحادثة والي حصل فيها يا سامي...
سامي وقد قرء كذبه في عينينه:: بس انت بتكذب يا اياد....
إياد بتردد::لا...لا مش بكذب.انا فعلا تعبان هنا وعايز ابعد.
سامي: فاهم انك تعبان...وفاهم انك عايز تبعد بس مش من الحادثة او اللي حصل فيها....
انا اخوك يا اياد وزي ما قولت بنفسك من شويه ابوك كمان.....فا انا اكتر واحد فاهمك وعارفك....انا اكتر واحد عارف امتي تكذب وامتي تكون صادق...امتي تكون كويس وامتي تكون تعبان......
احكيلي يا اياد عايز تبعد ليه...
إياد وقد كشف اخيه حقيقته ولم يعد يوجد اي داعي للكذب:: بص يا سامي....هحكيلك علي كل حاجه...
سامي ببتسامته رضا:: وانا سامع كل حاجه...
إياد :: بص...من فتره قابلت بنت.....
سامي مقاطعا:: بنت اممممممممممممممممم...
إياد : تسمع ولا مش هقول.
سامي ضاحكا:: لا لا...سامع يا كبير احكي...قسم وسمعنا...
إياد رافها حاجبه:::هو انا هغني ولا اي....اسمع بقي واسكت.....
سامي::هاااا....
إياد :: من فتره عرفت بنت صدفه....الوقت اللي عرفتها فيه مكنش كبير بالقدر الكافي لأني اقول ان حبتها.....بس ممكن تقول ان اعجبت بيها...اعجبت بيها أووي....
سامي:: حب اي وابتاع اي...خلينا في المهم...حلوه!؟؟
إياد بتلقائيه:: زي القمر والله يا سامي...سبحان الخالق....ثم افاق لسؤال اخيه....ونظر اليه نظره الاحتقار تلك.....اي يابا ما تتلم شويه....دي مرات اخوك..
لم يتمالك سامي نفسه من الضحك:: مرات اخوك.....ومش حبتها!!!...تجي ازاي دي افهم بقي؟؟
إياد بنبره حزينة:: مش. مش عارف يا سامي حقيقي....بس انا مش عايز اتعلق بيها....مش عايز اتعبها او اسبلها اي مشاكل...فـ حبيت ابعد....رغم ان اصلا مش عارف هي بتحبني زي ما حبتها ولا لا....مش عايز اعلق نفسي بوهم...فاهم؟؟؟.
سامي::: فاهم يا اياد.....ودا اللي مخليك عايز تمشي؟!.
إياد بحزن:: للأسف اه..
سامي::: ولم تسافر وتبعد هتبقي كويس؟؟...هتقدر تنسي؟؟؟.
إياد:: علي الاقل هراوض نفسي. هقدر احجم حنيني واشتياقي...بي ان انا هناك مش هعرف اوصلها...
سامي بحزن:: يصعب عليا بعدك....بس المهم تبقي كويس مش أكتر...
إياد:: وانا هناك هبقى كويس...وكلمت ماما تعبتني برده لم اقنعتها...وكلمت بابا اصلا مهتمش....ووو. وقال اعمل الي انت عايزة...
سامي وقد شعر بحزن اخيه اثر ذكر الاخير:: متزعلش...متزعلش يا إياد...انن عارف مشاغله وكده..
إياد :: مش زعلان عادي... المهم متزعلش مني...
سامي:' عمري ما ازعل منك يا حبيبي...المهم تخلي بالك من نفسك بس وتبقي كويس....
إياد ::متحرمش منك ابدا...
سامي:: والسفر امتي ان شاء الله؟؟
إياد :: بكره...بكره الصبح ان شاء الله.
سامي:: تروح وترجع بالسلامة يارب.
إياد :: الله يسلمك يارب.
سامي:: روح انت بقي ارتاح وجهز نفسك وانا هرجع الشغل.....
إياد :: حاضر...خلي بالك من نفسك وسلملي علي خالد...ووو واخت خالد هاااا.
سامي وقد فهم ما رمي اليه اخيه::: امشي يلا من هنا هرش ميه.
إياد ضاحكا:: سلام يا صحبي...
سامي:: سلام
غادر اياد الي المنزل بينما تحرك سامي تجاه مركز الشرطة.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
في طريقه رن هاتفه...حمل الهاتف ونظر الي المتصل...رقم بلا اسم....ضغط علي زر الإجابة..:
الو.....الو....الو...لم يجيب احد انتظر قليلا ثم اُغلق الخط....
تعجب من الامر......مين دا؟؟...الرقم من غير اسم واول ما رديت قفل السكة في وشي؟؟؟؟.....حركات زباله من ناس زباله والله......
علي الجانب الاخر....اغلق تقي الخط سريعا عندما سمعت صوته لا تعلم لماذا....ولكن كل ما تعلمه انها فور سماعها صوته ارتبكت....لا تعلم حقا ما السبب ولما تحاول ان تكلمه.....هي تعلم جيدا ان السبب الرئيسي ليس الاعتذار....لأنه ليس من طبعها....وبدئت حديثها مع نفسها........
ممكن حبيته؟؟؟..حبيتيه اي يا هبله دا انتي مش شوفتيه الا مرتين....طب يمكن عجبتي شخصيته...او شدني حزن عيونه وفضولي لأني اعرف شخصيته؟؟؟....طب طالما عايزة اكلمه كده....لي قفلت الخط في وشه؟؟؟؟....ثم ابتسمت زمانه دلوقت بيشتم....بســـــــ....بس لازم اشجع واكلمه....ولا اقولك مش دلوقتي خليها بليل...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
عاصم بتنهيدة:: عمرك ما كنت قاسيه عليا كده يا رحمه...
رحمة:: وانا من يوم ما تولدت مشفتش من ابوك ولا امك الا الشر والأذى....
عاصم بأسف:: بس انا اللي هنا يا رحمة مش هما.... بس انا عاصم اخوكي.... مش انت اللي كنت ديما بتقوليلي اخويا واماني وسندي!!!.... مش انت اللي كنت تقولي انت بن جابر واحسان مش بن فريدة ومسعد؟!!
رحمة بضحكه مستفزه:: هها... كنت فين يا عاصم لم عمك مات؟؟... كنت فين لم اندفن بعيد عن اهله وناسه؟؟؟.
عاصم:: يااااا رحمة... انا معرفش... انا حولت اتصل بيكي الف مره مش رديتي عليا... يا رحمة انا اول ما عرفت العنوان جيت جري.... لي بتقوليلي كده بس...
انا كنت فين؟؟... يا رحمة انا كنت.....
قاطعته رحمة باكيه بعد ان فشلت في حبس دموعها اكثر من ذاك....
كنت بين ابوك وامك يا عاصم.... كنت نايم في بيتك... نايم علي سريك.... كنت بتصحي الصبح تشوف ابوك وامك وحتي جدتك اللي حرمتوني منها.... كنت كل يوم بتروح شغلك وترجع بيتك وسط اهلك....
مكنتش بتصحي كل يوم يا عاصم تدور علي ابوك متلقهوش.... مكنتش بتصحي كل اليوم مفزوع من كوابيس مبتخلصش....
مكنتش يا عاصم بتستني واحد غريب عنك يجي عشان يوديك جامعتك او حتي يشتريلك لبسك...
مكنتش بتستني امك تلف علي سكان العمارة تتحايل عليهم يفصلوا هدوم عندها عشان تصرف عليهم...
مكنتش لوحدك يا عاصم مرمي في المستشفى ومش لاقي ولا واحد من اهلك حواليك....
اي يا عاصم.... اقولك كنت فين تان ولا كفاية يا بن عمي!!!
عاصم بنبرته الحزينة::: ياااااااه....شايله كل دا في قلبك وساكته؟؟...كملي يا رحمه...و انا مش ابن عمك .... انا اخوكي... اخوكي يا رحمه...
رحمة:: اكمل اي ولا اي يا عاصم... اكمل اي ولا اي... عملنا فيكوا اي عشان تعملوا فينا كل دا....
اذيناكوا في اي!!!
عاصم:: لي مصممه تجمعيني معاهم... لي يا رحمه؟؟؟ »»»انا ذنبي اي انا عملت اي لي دا؟؟؟
رحمة باكيه:: ذنبك انك ابنهم.... ذنبك انك اسمك عاصم مسعد السالمي.... ذنبك انك زيهم...
عاصم:: عمري ما كنت زيهم يا رحمه وانت عارفه كده.... ولو اسمي عاصم مسعد السالمي ... فا انا متربي علي ايد جابر السالمي....
رحمة ضاحكه:: ههااا.. وعملت اي لجابر السالمي ... ما هو مات بحسرته اهو؟!.... كلكم زي بعض... عمرك ما حبتني يا عاصم..
حاول عاصم استيعاب الجملة الأخيرة.... ولكن لم يستطع تمالك نفسه من البكاء المصطحب بضحكه أتيه من صميم القلب:: عمري ما حبتك؟؟؟؟...
بتتكلمي بجد؟؟؟. هههه هههههه... ينهار؟؟؟
يابنتي دا انت ااتولدتي من رحم... وانا اتولد من رحم تان.. بســـــــ.. بس من يوم ما وعينا علي الدنيا وانا كنت ابوكي مش اخوكي او ابن عمك.... من يوم ما وعينا علي الدنيا وانت كنت تخصيني... تخصيني بس.... دا انا اللي مربييك مش عمي.... بعد دا عمري ما حبيتك؟؟..... ثم عاود تلك الضحكة المصحوبة بألم يكفي مدينه واكمل.....
من يوم ما وعينا علي الدنيا واحنا شخص واحد... واحنا سند واحد... واحنا قلب واحد... اللي كان بوجعك كان يوجعني حتي في عز فرحتي... والي كان يفرحك كان يفرحني حتي لو في عز وجعي....
يابنتي انت مكنتيش بنت عمي ولا اختي... انت كنتي بنتي وحببتي وكل ماليا.....
مكناش صحاب ولا ولاد عم بس.... احنا كنا بنشارك اي حاجه.... اللبس كنا بنشارك... الاكل كنا نتشاركه... حتي فنجان القهوة كنا نتشاركه... الحزن الوجع الفرح كنا بنتشاركهم.... حتي الصور مفرقتناش... تواعدنا منفترقش الا علي الموت.....
هههههه بعد كل دا عمري ما حبيتك؟؟؟
لي كده حرام عليك؟؟
رحمة:: اديك قولت بنفسك عاصم ... كنا.... كل جمله قولتها في قبلها كنا.... انتوا اللي مشيتونا من وسط اهلنا من وسط بيتنا.... انتوا السبب في دا... انتوا السبب في اني حتي مبقتش قادره اروح جامعتي... لو مش مشينا مكنش حصل الحادثة.... انتوا السبب في كل حاجه.
عاصم:: برده انتوا؟!!!..... عارفه؟؟... عمرك ما تعرفي كلامك بوجع قد اي...
تعرفي.... عمرك ما هتعرفي ولا هتفهمي.... عمرك ما هتعرفي انت عندي اي ولا بالنسبة ليا اي.... عمرك ما هتفهمي انك امي... واختي وبنتي وحببتي وكل دنيتي.... عمرك ما هتعرفي حالي الفترة الي فاتت كان اي..... عمرك ما هتعرفي لي سبت شغل وشركه بابا... لي سبت بيت بابا وعشت مع تيتا.... عمرك ما هتفهمي ان كل دا كان عشانك....
عمرك ما هتعرفي كل كلمه بتقوليها ليا بتفضل معلقه في بالي قد اي... عمرك ما هتعرفي كلامك اللي قولتيه وانت علي السلم ماشيه عمل فيا اي رغم ان مليش اااي ذنب ؟؟!...
عمرك ما هتعرفي كل كلمه بتقوليها لي بفضل افكر فيها قد اي....كلامك...ملامحك....حتــــــــــ. حتي نظره عينك وسط الكلام مش بنساها....عمرك ما هتعرفي قد اي كلامك بفضل عايش جوايا حتي يمكن بعد ما تنسيه كمان....
رحمة ضاحكه:: للدرجادي؟؟
عاصم بألم::: مش بقولك...مش بقولك عمرك ما هتفهمي...عمري ما هتعرفي حبيتك قد اي ولا تعلقت بيكي قد اي...
رحمة:: مش مهم.....مش مهم مش عايزة اعرف...كفاية اوي اللي عرفته....وكفاية اللي حصل منكم...انسونا يا عم.....انسونا وسبونا في حالنا بقي.....
ودلوقت ممكن تتفضل تروح...ممن غير مطرود...
عاصم وهو لا يكاد يصدق ما تسمعه اذناه...:: انا؟؟.....بتقوليلي انا كده يا رحمة؟؟؟....تطرديني؟؟؟
الفصل الثاني والعشرين ????
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
رحمة: اه بقولك انت.... تقريبا محدش في المكان غيرك..
عاصم باكيا بحسره:: عمري ما اتخيلت في يوم انك تكوني كده.... عمري ما فكرت يوم تبقي بالشكل دا...
بس عارفه.... رغم كل اللي عملته ليكي وعشانك مش زعلان.... والله ما زعلان .....عادي يا عم..
حاضر همشي ...بس قبل ما امشي هقولك حاجه...
بمجرد موت واحد فينا...وقتها بس هنفوق...وقتها بس هنندم طول عمرنا علي اللي عملناه في نفسنا دا....
علي كل لحظه ضاعت بينا في الزعل...في الخلاف...وقتها بس هنعرف قد اي ظلمنا روحنا....
بس للأسف وقتها هيكون الوقت فات... وقتها مش هيفيد اي ندم....
هيبقي نفسنا نرجع ولو دقيقه....نرحع نواسي بعض....نرجع نبوس راس بعض ونواسي بعض في الزعل....
ولو لحظه واحده نرجع نحضن بعض حضن اعتذار...
وقتها بس هندور علي بعض عشان نعتذر ومش هنعرف....وانت جربتي دا في ابوكي وجدك....
بس عارفه!!....
رغم حبي وجنوني بيكي يا رحمه الا انك كنتي رحيمه علي الكل...رحيمه علي الكل يا رحمه الا انا....كنت طيبه علي الكل الا عليا....
ربنا يسامحك يبنت العم....اشوف وشك بخير...
هم عاصم في الخروج من المنزل مكسور الخاطر اوقفته إحسان..
رايح فين يا عاصم؟؟
عاصم وهو يجفف دموعه:: مروح يا ماما....رايح بيت تيتا....المكان الوحيد اللي مفتوح ليا....المكان الوحيد اللي مش انطردت منه....
انطردت من بيت ابويا اللي هو بيتي...ودلوقت اختي...اقصد بنت عمي تطردني من بيت عمي...
إحسان وهي تحاول ان تطيب بخاطره:: لا يا عاصم مش كده....هي مش قصدها يا حبيبي...انت عارف حالها اعزرها...
عاصم نظر لرحمه نظره عتاب والم ثم حدث احسان:: عزرها...عازرها يا ماما...... ربنا معاها.
غادرت رحمه مسرعه وهي تبكي الي غرفتها واغلق الباب خلفها بقوه.....
عاصم:: هتعوزي حاجه يا ماما؟؟؟
إحسان:: رايح فين....انت قاعد معايا شويه...وحشتني اوي ولسه مش شبعت منك.
عاصم:: هروح.....متقلقيش هاتي رقمك وانا كل فتره هكلم حضرتك اطممن عليكم....ولو في اي حاجه...انت عارفه ان موجود في اي لحظه....انت مش مرات عمي...انت امي...
إحسان بحنيه:' عارفه يا حبيبي عااارفه...منتحرمش منك ابدا.....
عاصم:: ولا منك يا ست الكل. في امان الله.
إحسان:: في امان الله....
غادر عاصم متجها الي بيته وهو في حالته التي لا يحسد عليها تلك.....اكثر المتشائمين لم يكن يتوقع ان يكون اللقاء الاول بعد كل ذاك الغياب من ابنته عمه ان يكون بكل تلك القسوة والجفاء.....
كل الامر تسير عكس الاتجاه بداية من موت جده مرورا بمغادره عمه وعائلته......الان موت عمه....ولم يكفي هذا....بل طُرد من بيت عمه....مم من؟؟؟..من ابنته عمه مم من كان يدعوها يوما ما اختي...
ولم ينتهي الامر الي هذا الحد....تلك المسكينة التي تعيش حتي الان علي امل عوده ابنها....
ما الذي سيحدث لها ان علمت بموته؟؟؟...
لا مفر انها ستلقي حدفها فور علمها بموته....
كيف لشخص واحد تحمل كل تلك المصائب تبعا.....
قرر في نفسه اخفاء خبر وفاه عمه الان....الا ان تتاح الفرصة المناسبة...فيخبرها بهذا الخبر..
إحسان اتجهت الي ابنتها معاتبه:::اي اللي عملتيه دا يا رحمه؟؟
رحمة بحزن::معملتش حاجه يا ماما..
إحسان:: بقي دا كله يا بنتي ومعملتيش حاجه؟؟
هو عاصم ماله بكل اللي حصل....عاصم مملوش اي ذنب في حاجه....انت عارفه وانا عارفه انه مملوش دعوه...
رحمة:: بس ابنهم....ابنهم يا ماما.....ابنهم وعايش معاهم...
إحسان:: لا يا رحمه...عاصم مش ابنهم....عاصم ابني انا...انا اللي مربياه وانا اللي كبرته....
عاصم عمره ما كان منهم ولا زيهم....عاصم طول عمره بحبك...طول عمره بحبك اكتر من نفسه كمان.....لي عملتي معاه كده....لي عملتي فيه كده يا رحمه؟؟؟
رحمة:: مش عارفه...مش عارفه...هو دا اللي حصل...اهو كل اللي فيا من اهله طلع فيه هو....
إحسان:: ومن امتي يا رحمه بناخد الناس بالي عملوا اهلهم....عمر دي ما كانت تربيتنا ولا اخلاقنا....
عاصم ان جه هنا....فا جه عشانك وعشاني....مش شوفتي لهفته عليك ازاي لم شاف حالك...لم شاف اللي حصلك؟؟؟؟...لا يا رحمة لا.....مستنتش ولا توقعت منك كده ابدا...اتصلي بيه واعتذري ليه يا رحمة....
رحمة:: لا...لا مش هتصل يا ماما وياريت كفاية بقي كلام في الموضوع دا انا مليت....
إحسان بحزن وهي تغادر غرفه رحمه::: ماشي يا رحمه االي تعمليه...انت حره يا بنتي...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
تُقى ملقاه علي سريرها تحاول النوم....ولكنها غير قادره علي استدعائه....مره تلو الأخرى ولكن يبدوا ان الامر الذي تفكر به غالب علي نومها...بشكل تلقائي نهضت وامسكت بهاتفها....اخرجت ذاك الرقم الذي حفظته من ساعات قليله ومن وقتها اصبح هو الرقم المفضل الي قلبها.....
استجمعت قواها...ثم ضغطت علي زر الاتصال...
هاتف سامي يرن...امسك سامي بالهاتف ونظر للمتصل...هو انت تان؟؟؟...ياتري انت مين....لم يطل الوقت حتي ضغط علي زر الإجابة:::الو........لا احد يجيب....الو.....ايضا لا احد يجيب....صمت قليلا ولكن لا اجابه....استفذ صبره ثم تحدث قائلا....هترد ولا.....
قاطعته::: ولا اي؟؟؟
ازاح سامي الهاتف من علي اذنه ووضعه امام عينيه وكانه يحاول التأكد من شيء ما...ثم اعاده مره اخري علي اذنه....رد تلقائي:: مين؟؟؟....رغم انه يعلم صاحبه الصوت جيدا ولكنه لم يتوقع ابدا ان تكون هي....
تُقى بتوتر:: مين؟؟؟...اي يا سياده العقيد انت متعود ان في بنات كتير يكلموك ولا اي... تايهه في الصوت بنهم؟؟؟
سامي حاول اخفاء ضحكته. فأجاب ماكرا:: حاجه زي كده..
تُقى وهي تكز علي اسنانها:: لا والله؟!!.
سامي مبتسما : عامله اي يا تقي؟؟.
ذاك الاسم الاخير الذي تاهت فيه...تاهت في نطقه....لم تكن تعلم ان اسمها بذاك الجمال من قبل...ذاك الجمال الذي خرج به من فمه.....
انا...انا كويسة الحمد لله.....وحضرتك اخبارك اي؟؟
سامي بهدوء:: الحمد لله كويس..
تُقى: دايما الحمد يا سياده العقيد..
سامي باسما:: ياااارب ديما....خير في حاجه كنت عايزاني فيها ولا اي.؟؟؟
تُقى بتوتر:: لا...لا ابدا....انا بس حبيت اعتذر لحضرتك عن اللي حصل وسوء الفهم دا....رغم ان كل حاجه كانت تمام....والدنيا كانت حلوه....بس مش عارفه اي حصل!!!
سامي:: محصلش حاجه....انا فعلا مش زعلان وقولت كده لخالد....حصل خير...
تُقى ::شكرا جدااا لحضرتك.
سامي:: لا شكر علي واجب.
ساد الصمت بينهم لفتره ثم قطعته تقي قائله...هو ممكن اسالك سؤال؟؟؟
سامي:: اكيد...اتفضلي.
تُقى بتوتر::: هو اي سبب الحزن اللي موجود في عينك ديما دا؟؟؟
سامي بتوتر::: حزن.....حزن اي لا لا مفيش حاجه....يعلم جيدا ان حزنه له والأمه واوجاعه له...يخفيها بينه وبين نفسه....لم يسبق من قبل وان تفوه ولو بحرف واحد لأي شخص....هو جيد جدا في اخفاء ألامه واوجاعه حتي علي اقرب الناس له...حتي علي اخيه وامه.....صدم من سؤالها....وكيف لها ان رأته او شعرت به....فأقربهم له لم يروه...
تُقى : هنكذب من اولها....
سامي بغضب:: انا مش بكذب.....ومفيش حاجه..
شعرت تقي بتلك النبرة الغاضبة في حديثه فاستحقرت نفسها من اندفعها ذاك ثم تحدثت معتذرة:: اسفه...اسفه ان ادخلت في حاجه مش تخصني...حقك عليا.....
سامي: ولا يهمك حصل خير
تُقى بحزن:: شكرا...شكرا جدا لسيادتك.....
وبتعذر تان علي سوء الفهم اللي حصل قبل كده...وبرده تدخلي اللي حصل دلوقت.....في امان الله
سامي:: في امان الله.
هو لا يعلم لما فعل ذالك...او سبب حديثه بتلك الطريقة او الشده التي لم تكن فيه من قبل....لكن هو لا يرد اخبارها بشي....هو لا يرد اخبارها هي بعينها لا....بل لا يريد اخبار اي احد اي كان عما به....وبشكل خاص لا يريد ان يتعلق بشخص ما....يعلم جيدا ان التعلق امر مرهق...مرهق جدا للروح....ابتسامتك تكون في يد غيرك...فرحتك في يد غيرك....حتي روحك بأكملها في يد غيرك.....لا يريد التعلق بها او بغيرها...
اما عنها. فهي من الاساس لا تعلم من اين اتت بكل تلك الجراءة لكي تساله مثل ذاك السؤال....من اين اتت بكل تلك الجراءة لتتدخل بحياته لهذا الحد...علي الرغم من انه لم يمر علي معرفتهم لبعضهم ايام معدودة...
تعلم جيدا انها اخطاءت....ولكن لم تتوقع ابدا ان يكون الرد هكذا...
تمددت علي سيريها واحتضنت وسادتها نادمه علي ما حدث منها....هي من الاساس اتصلت به لتعتذر له لا لتزيد الخلاف او الحزن.....قادتها افكارها تلك الي النوم.. فا استسلمت الي نومها....
????????????????????????????????????????????
تعالي عشان تتعشي...
رحمة:: حاضر يا ماما..... خرجت رحمه من غرفتها للتناول الطعام مع والدتها.....
تناولت رحمه بعض اللقيمات ناظره الي والدتها التي تجلس سانده يديها علي المائدة سارحه في امر ما... لاحظت رحمه حال والدتها....
مالك يا ماما.... مش بتاكلي لي؟؟؟
إحسان:: لا مش عايزة مليش نفس..
رحمة:: لسه زعلانه؟؟
إحسان:: ازعل من اي؟؟... عادي.
رحمة :: يبقي لسه..... حقك عليا مش قاصده ازعلك والله...
إحسان :: انا عن نفسي؟؟!... مش زعلانه... انا بس بفكر في حال الغلبان واللي عملتيه في دلوقت .... حاله عامل اي دلوقتي؟؟
رحمة :: يا ماما خلاص والله اللي حصل مش كان في بالي.... اللي حصل وخلاص هعمل اي.... كبري دماغك.
إحسان :: اكبر دماغي؟؟؟!!.... اكبر دماغي عن اللي مشي مكسور الخاطر دا؟؟؟.... ولا اكبر عن اي يا رحمه؟؟؟
رحمة ::: موقف وعدي بقي خلاص..... زمان كويس يعني عادي...
إحسان :: مش هرتاح الا لم تصالحيه وتطيبي بخاطره.
رحمة :: ما قولنا بلاش الكلام في الموضوع ده..
إحسان :: ماشي اللي يريحك بس اعرفي اني هفضل زعلان ديما لحد ما تصالحيه.
رحمة بتأفف:: يا ماما اصلحه ازاي يعني.... هو مش قدر حالتي برده.
إحسان :: قدر حالتك؟؟... انت يا بنتي مش سبتيله فرصه اصلا ياخد نفسه.... انت نزلتي فيه سلخ.... جزار مسك ضحيه نزل عليها سلخ.... والله حرام عليك اللي عملتيه فيه..
رحمة :: اللي حصل بقي....يومين ولا حاجه واكلمه...
إحسان : ان شاء الله..... هدخل انام... تصبحي علي خير
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
صباح اليوم التالي????
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
خلاص يا اياد ماشي؟؟؟
إياد:: اه يا ماما.... اشوف وشك بخير..
منى:: خلي بالك من نفسك كويس...
إياد:: حاضر يا ست الكل... ادعيلي بس...
منى:: بدعيلك يا حبيبي.
إياد:: متحرمش منك ابدا يا ست الكل.... سامي فين؟؟
سامي قادما::: انا هنا اهو.... جهزت؟!!
إياد:: اه جهزت... يلا بينا....
سامي:: سلمت علي بابا؟؟
إياد :: هو مش هنا اصلا.... يلا يا سامي يلا..
سامي :: حاضر.... قبل اياد يد والدته واحب علي راسها وغادر وسط احضان دعائها... وصلا مطار القاهره...
سامي وهو يحتضن اخاه:: تخلي بالك من نفسك ها؟؟؟
إياد مبتسما: حاضر...
سامي: ملكش دعوه بالبنات.
إياد بنفس ابتسامته: حاضر.
سامي:: انت رايح لدراستك فا تركز في دراستك عشان تحقق اللي انت مسافر عشانه....
إياد :: اللهم طولك يا روح.....حاضر يا عم...
سامي: تاني ملكش دعوه بالبنات...
إياد بمكر:: هو انا هربت من نصايح امك عشان تطلعلي انت...يا عم انجز الطيارة هتفوتنا....
سامي:: تخلي بالك من نفسك...تروح وترجع بالسلامة...
إياد احتضن اخيه وقبله:: وانت خلي بالك من نفسك ومن امك...
سامي:: بإذن الله...في امان الله.
إياد وهو يتجه لسلم الطائرة:: في امان الله...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
مش هتروح الشغل يعاصم ولا اي!؟؟
عاصم وهو يجلس علي حرف سريره يستند بيديه الاثنين علي السرير ناظرا للأرض... لا يا تيتا مش هروح..
عواطف:: لي يا حبيبي مالك؟؟؟
عاصم:: مفيش حاجه يا تيتا... بس مليش نفس اروح بس.
عواطف:: في حد مزعلك في الشغل؟؟.... ولا حاجه حصلت؟؟؟
عاصم بتهنيده طويله وهو يقول لنفسه بنت ابنك....لو تعرفي ان بنت ابنك هي اللي مزعلاني...اجاب :: لا... لا محدش مزعلني ولا حاجه..
جلست عواطف بجانبه ووضعت يديها علي ظهره تطمئنه:: مالك يا عاصم في اي؟؟؟... انت من ساعه ما جيت مبارح وانت علي الحالة دي... لا اكل ولا شرب... في اي؟؟؟
لم يتمالك عاصم حبس دموعه والقي بنفسه بين احضان جدته مجهشا بالبكاء دون ان ينطق بكلمه...
ربتت عواطف علي ظهره:: في اي يا حبيبي... مالك.... لي بتعيط...
ولكنه لم يجيب بشي.... هو فقط يبكي...
عواطف:: طب اهدي.... اهدي يا حبيبي وفهمني براحه في اي؟؟؟.... واي سبب حالتك دي..
عاصم باكيا:: مفيش حاجه يا تيتا .... مفيش بس مخنوق شويه بس.
فهمت عواطف ان عاصم لا يريد الحديث على الاقل الان فصمتت وطمئنته واخبرته ان كل الامور ستكون علي ما يرام فلا يقلق...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
بعد مرور اسبوع......
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
الو ايوا يا مسعد..
مسعد:: اهلا محسن بيه... التلفون نور والله سيادتك.... ازيك وازي اخبارك..
محسن:: انا كويس بخير....
مسعد:: دايما يارب تكون كويس وبخير..
محسن:: ابنك بقاله اسبوع مبجيش الشركة.... هو في حاجه ولا اي؟؟؟
مسعد بصدمه:: مبجيش الشغل؟؟؟؟... مش عارف والله يابشا..
محسن بعدم فهم:: مش عارف؟؟؟.... امال مين يعرف يا مسعد...هو مش عايش معك ولا اي؟؟.
مسعد بتردد:: لا لا يابشا هو عايش معايا... بس اليومين دول قاعد مع جدته...
محسن بغضب:: قاعد معاك او مع جدته دا امر ميهمنيش... دا شيء ليكوا انتوا.... انا اللي يهمني شركتي وشغلي.... ومينفعش الشغل يتعطل اكتر من كده عشان خاطر سيادته...
مسعد:: اهدي يا بشا.... انا هنزله حالا واعرف في اي...
محسن بنفس نبرته الغاضبة:: بص يا مسعد .. الشغل شغل وانا في الشغل معرفش ابويا... لا تقولي صاحبي ولا ابن صاحبي.... ان ابنك مجاش الشغل من الصبح فا يعتبر نفسه مرفود...
مسعد بصدمه:: مرفود؟؟!!.... لا لا يا بشا... الصبح هيكون عندك... متقلقش من الفجر هيكون في الشركة...
محسن:: انا بس حبيت اعرفك واقولك مش اكتر... سلام.
مسعد:: سلام يا بشا......
جلس مسعد في حيرته... عن ما الذي جعل ابنه لا يذهب لعمله... ماذا حدث..
فريدة:: مالك... وكنت بتكلم مين؟؟
مسعد بشرود:: دا محسن بيه..
فريدة بتوتر:: مم محسن... محسن بيه!؟... كانـ... كان عايز اي؟؟؟
مسعد بنفس شروده:: كان بقولي عاصم بقاله اسبوع مش بروح الشركة.... ولو مش ايجي الصبح هيعتبر نفسه مرفود....
فريدة بارتياح وكأنها كانت تخاف من شيء ما ولكنه شعرت بالأمان اخيرا::... عاصم.... ولي مش بروح شغله دا كمان؟؟
مسعد:: مش عارف والله.... انا هنزل افهم منه لي مبروحش الشغل ...
فريدة :: هو حر.. يروح ولا ميروحش يتحرق يجاز..
مسعد بدهشه:: انت اللي بتقولي كده؟؟؟... انت اكتر واحده عارفه احنا محتاجين عاصم قد اي في شركه محسن....
فريدة بلامبالاة:: سيبك من محسن..... سيبك منه وطلعه من دماغك... اصلا مش هيفيد بحاجه.
نظر مسعد لـ فريدة نظره عدم فهم وتأمل:: انت كويسة... انت بتقولي اي؟؟
فريدة وقد افاقت لكلامها فحاولت ان تصلح الامر:: اقصد يعني ان... ان محسن مش سهل زي ما كنا فاكرين... ومش هنقدر نعمل معاه حاجه..
مسعد بصدمه وقد شعر ان هناك امر ما نخفيه فريدة: ربنا يسهل.... انا نازل لعاصم
???? الفصل الثالث والعشرين ????
????????????????????????????????????????????
طرق مسعد الباب....
عواطف قوم يا عاصم شوف مين اللي علي الباب!!.
عاصم:: حاضر يا تيتا....
اتجه عاصم تجاه الباب ليري من الطارق...فوجد ابيه::
بابا!!... اهلا.. ازيك يا بابا عامل اي؟؟
مسعد :: الحمد لله كويس... ثم دخل مسعد... القى السلام على والدته.... ثم قبل يديها واحب على راسها...
عواطف: ازيك يا مسعد عامل اي؟؟؟
مسعد:: الحمد لله يا امي بخير طول ما انت كويسة.
عواطف:: تسلم يا حبيبي..... لسه يا مسعد معرفتش حاجه عن اخوك؟؟
مسعد بأسف:: لا والله يا امي لسه..... والله رجالتي في كل مكان.... مش ببطلو تدوير.... بس لسه.... لسه منعرفش عنه حاجه ولا نعرف راح فين. ...
بس متقلقيش يا امي ان شاء الله هيرجع.... هيرجع قريب.
عواطف بحزن:: ان شاء الله .
أما عن ذاك الذي يقف بينهم يستمع لحديثهم هو الوحيد الذي يعلم حقيقه الامر هو وحده يعلم ما يبحثان عنه.... هو يعلم انه لن يعود مجددا... لن يعود ابدا.... يعلم اين هو الأن.... يعلم انه الآن عند اكرم الاكرمين.... عند الذي لا تضيع عنده ودائعه ولا يظلم عنده احد..
لكنه غير قادر علي الحديث.... غير قادر علي بوح ما يخفيه في قلبه... غير قادر علي قول شيء خوفا.... خوفا علي تلك العجوز التي لن تحتمل الامر.... وايضا خوفا علي تلك التي طردته من بيتها... خوفا عليها من بطش فريده ان علمت بمكانها.... فهي بالتأكيد لن تتركها في حالها....
فختار الصمت... اختار الصمت ليكون سلاحه الي ان يجد في الامور امور.....
عاصم محاولا تغيير الموضوع موجها حديثه لأبيه:: خير يبابا كنت عايز حاجه ولا اي؟؟
مسعد بتذكر:: اااه... انت لي مش بتروح الشركة؟..
محسن بيه اتصل بيا من شويه... وبلغني انك بقالك اسبوع مش بتروح شغلك... ممكن اعرف اي سبب غيابك من شغلك دا؟؟
قاطعته عواطف:: اه والله يبني... بقالي اسبوع بتحايل عليه يروح شغله ومش راضي... اقنعه انت بقى... دا بقاله اسبوع حابس نفسه في البيت كده لا بروح ولابييجي... حتى اكله.... يأكل مره وعشره لا....
مسعد:: ياااااااه للدرجادي؟؟.. في اي... مالك يا عاصم؟؟
عاصم:: مفيش حاجه.... كل الحكاية اني مش عايز اروح الشركة مش اكتر...
مسعد بعدم استيعاب:: مش عايز تروح الشركة؟؟... لي... في اي؟؟
عاصم:: مفيش حاجه... بس مش عنت عايز اروح الشركة تان وخلاص.
مسعد وهو يحاول استيعاب حديث ابنه:: ازاي يبني.... فهمني في اي... ولي القرار المفاجئ دا؟؟
عاصم بنفاذ صبر:: قولت لحضرتك مفيش حاجه... محصلش حاجه... خلاص انسى... دا اللي عندي مش رايح تاني.
مسعد وهو يضرب كف على كف:: يبني استهدي بالله وارجع شغلك... الراجل مكلمني بنفسه وقولتله انك هتروح الشغل الصبح..... فتصغرني كده قدام الراجل.... قولي حاجه يا امي للواد دا؟؟
عواطف':: اسمع كلام ابوك يا عاصم وارجع شغلك... القعدة ملهاش لزمه.
عاصم بتنهيدة تحمل في طياتها الكثير::: لا يا تيتا مش هرجع... وعشان خاطري سبوني.. سبوني براحتي.
استسلمت عواطف لرغبه عاصم:: خلاص يا مسعد سيبه على راحته...
مسعد بغضب:: اسيبه علي راحته؟؟.... يعني اي اسيبه على راحته..... والراجل الي اديته كلمه دا ومستني بكره... اعمل فيه اي دلوقت؟؟
عاصم وهو يغادر المكان متجها لغرفته::
روحله انت... مش انت اللي اديته الكلمة.... يبقي رحله.... ولا اقولك.... روح دور علي اخوك هيبقي افضل....
رمي عاصم تلك الجملة وغادر متتجها لغرفته ثم اغلق خلفه الباب....
تاركهم خلفه في صدمتهم التي اصابتهم بعد جملته الأخيرة يقفان وكأن علي رؤوسهم الطير....
هنا علمت عواطف ان عاصم يخفي شيء ما.... يعلم امر ما عن عمه ويخفيه عنها..... تكاد تجزم ان ذاك الامر هو سبب حالته تلك وسبب عدم رغبته في الذهاب للعمل...
بينما الاخر وقف في صدمته لا يعلم ما الذي عليه فعله.... تلقي تلك الجملة الأخيرة وغادر المكان وهو يكاد يشيط غضبا.... اؤكد لكم انه اذ وضع بجواره شرارا... حقا سيشيط وينفجر من كثره غضبه....
لم تنتظر عواطف كثيرا حتي تحركت ناحيه غرفه عاصم لتعلم ما الذي يخفيه في قلبه ناحيه عمه....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
باب مكتب سامي يطرق... امر سامي بدخول الطارق.
المقدم خالد:: تمام يا فندم
سامي: تعالي يا خالد... اتفضل....
تقدم المقدم خالد ناحيه مكتب سامي وجلس علي احدي الكراسي الموازية له.....
المقدم خالد:: سيادتك طلبتني.... في حاجه!؟
سامي:: اه.... عملتلي اي في موضوع البنت اللي عليها الرقابة دي؟؟؟
المقدم خالد بأسف:: مفيش حاجه... مفيش اي جديد يا فندم... تقريبا من يوم الحادثة وهي مش بتنزل من بيتها... في اثنين مخبرين تحت بيتها مش بتحركوا من مكنهم.
سامي بتفكير:: طب وبعدين؟؟
المقدم خالد:: مش عارف والله يا فندم.... الي حضرتك تشوفه...
سامي تحرك من علي مكتبه وبدء يتمشي في ارجاء المكان واضعا يديه خلف ظهره...؛:
احنا ممكن نخلي الرقابة موجوده يومين كمان ولا حاجه... وبعد كده لو مفيش جديد فا خلاص نرفع المراقبة دي...
المقدم خالد:: تمام يا فندم.... اللي حضرتك تشوفه..
سامي بهدوء:: علي الله.... دلوقت تقدر تنصرف...
المقدم خالد بعد ان نهض من موضعه للتحرك... ثم توقف واستدار لسامي...هو ممكن اسال حضرتك سؤال يا فندم؟؟
سامي:: بالتأكيد... اتفضل؟؟
المقدم خالد:: حضرتك مش في المود يعني... في حاجه مضايقه سيادتك؟؟
سامي بتلقائيه:: اياد اخويا...
المقدم خالد بلهفه:: اياد..... ماله اياد؟؟
سامي في شروده:: مسافر بقاله اسبوع ومعرفش عنه حاجه .... متكلمش وامه هتتجنن عليه.... مش عارف اعمل اي.؟
المقدم خالد:: سافر!!... لي.. ولفين؟؟
سامي:: اااه سافر... سافر انجلترا في بعثه..
المقدم خالد بتفهم:: ربنا معاه.... متقلقش ان شاءالله يكون كويس ويطمنكم قريب... مش تقلق وهدي نفسك..
سامي بهدوء:: ان شاء الله... ان شاء الله يا خالد.... روح انت شوف شغلك.
المقدم خالد:: تمام يا فندم.... ثم انصرف خالد الي مكتبه....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
مالك يا مسعد جيت من تحت قالب وشك كده لي؟؟
مسعد وهو يكتم غضبه:: الزفت.... الزفت مش راضي ينزل الشغل...
فريدة:: ما اي يعني ... دا االي مزعلك... ما يتحرق..
مسعد ينظر لها نظره الشك تلك:: بســـ. بس انا اديت كلمه للراجل وقولتله انه هيكون عندك الصبح.... اعمل اي انا دلوقت او اقول اي او اعمل اي؟؟
فريدة بحنيه كاذبه كـ مكر التمساح ذاك:: جلست بجواره ووضعت يدها علي صدره....:: اهدي يا حبيبي متقلقش... روح لي محسن بيه وقوله اي حاجه... تعبان.. مش قادر يشتغل... اصرف اي حاجه... هو انا برده اللي هعلمك تصرف ازاي؟؟؟
وخدله معاك محاسب كويس من المحاسبين الموجودين عندك في الشركة ويبقي خلص الحوار..
مسعد باقتناع:: امممم... عندك حق يا حببتي... بكره الصبح ان شاءالله هروحله واشوف الموضوع دا...
فريدة:: ماشي يا حبيبي متزعلش نفسك وروق..
مسعد :: تمام.... انا نازل الشركة... اشوف الدنيا فيها اي واجي..
فريدة :: تروح وترجع بالسلامة يا حبيبي.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
غادر مسعد البيت متجه لشركته.... انتظرت فريدة قليلاً حتي تتأكد ان مسعد غادر المكان نهائي...
اتجهت لغرفتها لتحضر هاتفها.... ثم اخرجت منه احدي الارقام وقامت بالاتصال به.... الو... ايوه
المتصل:: خير في حاجه!؟
فريدة:: لا بس وحشتني... فقولت اكلمك...
المتصل:: يا مجنونه... في حد يتصل بحد الصبح كده... عشان وحشتني بس...
فريدة:: بقولك اي.... ما تجي نروح الشقة بعد شويه...
المتصل:: لا لا مينفعش.... مينفعش النهارده خالص.
فريدة بغضب:: لي.. لي مينفعش النهارده يعني؟؟؟
المتصل:: معلش عندي ظروف وكده.... خليها لبكره.
فريدة بنفس حالتها:: ظروف؟؟... ماشي.. سلام.
المتصل :: سلام....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
صباح الخير يا ماما...
إحسان :: صباح الخير اي يا حببتي.... دا الضهر هيادن اهو.... ناموسيتك كحلي...
رحمة ضاحكه:: النوم حلو ياست الكل.... بس بلاش التريقة للي علي الصبح دي هاااا؟؟
إحسان مبتسمه:: حاضر يا ستي.... المهم اخبار رجلك اي؟؟؟
رحمة:: الحمد لله افضل كتير من الاول... رجلي بقت كويسة وقادره اتسند عليها خفيف كده....
إحسان:: الحمد لله يا حببتي.... يعني هترجعي كليتك ولا اي؟؟
رحمة:: ان شاء الله.... ان شاء الله يا ماما من الصبح هرجع الكلية... بـــســـــــ... بس في مشكله...
إحسان نظرت اليها؛:: مشكله... مشكله اي يا حببتي؟؟
رحمة:: هحتاج حد يوديني ويجبني.... انا يدوب بتساند بس علي رجلي ومش هقدر احمل عليها.... فاكنت هحتاج عربيه توديني وتجبني علي الاقل لحد ما رجلي تخف...
إحسان بهدوء::... عمك عمرو.... عمك عمرو يوديك ويجيبك بعربيته...
رحمة:: لا لا.... بلاش عمي عمرو.... كفاية اوي اللي حصله بسببنا الفترة اللي فاتت.... كفاية تعبه معانا طول الفترة اللي فاتت في مشاكلنا.... نريحه شويه من همومنا ومشاكلنا.....
إحسان:: بس هو مشتكاش من حاجه... ولا اتكلم..
رحمة:: يا ست الكل يعني لازم نستناه لم يتكلم يعني..... نميز شويه طيب... الراجل متاخرش عننا في حاجه... بس كفاية كده..
إحسان بتفهم ....:: والله عندك حق... الراجل تعب معانا جدا...
رحمة:: عشان كده... بقول بلاش هو... اي حد تان حتي لو نجيب تاكسي.... بس عمي عمرو لا...
إحسان في نفسها تاكسي؟؟... تاكسي اي يا رحمه.... يابنتي اللي مش بشوف من الغربال يبقي اعمي.... هو احنا عارفين نمشي نفسنا كده... لم نزود المصاريف علي نفسنا؟؟؟.... ثم حدثت ابنتها قائله؛:: ان شاء الله.... ان شاء الله يابنتي... اللي عايزاه هيكون..
رحمة:: تسلميلي يا ست الكل... متحرمش منك ابدا.... بس امانه عليك... عمي عمرو لا هاااا؟؟؟
إحسان ببتسامته هادئة:: حاضر يا ست البنات عمك عمرو لا....
سرحت رحمه في ذاك الذي انقطعت اخباره من اسبوع او ما يزيد عن الاسبوع....
كيف حاله الان.... اين اراضيه... ما الذي يفعله.... لكنها حاولت تهدئه نفسها بانها ستراه حين تعود مجددا للجامعة..... هانت اهو كلها ساعات وارجع تان الجامعة.... انا عارفه اسمه هروح اسال عليه واكيد هلاقيه يعني هلاقيه.... اهدي يا قلبي شويه باقي ساعات بسيطه أهووو.... اتحملت الكتير بقي اقل القليل... حاولت تهدئه نفسها علي امل رؤيته غدا او معرفه مكانه او حتي رؤيته من بعيد....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
ايوا يا فايز..... نفذ العملية.... خلال يومين بالضبط تسمعني خبر موت البنت دي...
فايز: يومين؟؟...بس صعب حضرتك....البوليس مراقبها والموضوع هيكون صعب جدا...
المتصل:: اصرف يا فايز انت مش بتغلب يعني....انت عملت اللي اصعب من كده....دي حته بنت...مش عارف تخلصني منها؟؟؟.
فايز ببتسامته ماكره:: انا اعمل لحضرتك كل حاجه بســـــــ....بس احنا ننول الرضا...
المتصل:: مش وقته يا فايز....انسي اللي في دماغك دا شويه....اللي بينا شغل....وزي ما انت بتعملي شغلك...انا بديك فلوسك....
فايز وقد تغيرت ملامحه هو يحاول من زمن ان ينال الرضا ولكن في كل مره يصد بلا اسباب:: تمام يفندم بما ان المصلحة اللي بتحكم....يبقي التمن هيزيد الضعف....
المتصل بغضب:: اثنين مليون؟؟..انت اتجننت يا فايز. عايز اثنين مليون عشان تخلصني من حته عيله؟؟
المتصل:: والله يا فندم الموضوع صعب وفيه بوليس وكلبشات وسجن واعدام...دا اللي عندي...
المتصل': ماشي ماشي....بس خلصني منها واللي عايزة هتاخده...
فايز بمكر:: اذا كان كده نبدئ الشغل.....
المتصل:: خلال يومين اسمع الخبر....سلام.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
رنين هاتف تقي... حملت هاتفه نظرت للمتصل تسمرت مكانها لا تصدق عينيها التي تري الاسم المتواجد علي شاشه الهاتف.... لم تنتظر طويلا حتي ضغطت علي زر الإجابة؛::
صمت.... صمت.... صمت....
واخيرا قطع هذا الصمت صوت سامي بتنهيدة طويله..
ازيك..
تُقى بنفس التنهيدة بعد ان انخفضت دقات قلبها التي وصلت اعلاها من قليل:: الحمد لله كويسة... و. وانت عامل اي؟؟
سامي : انا!!!..... انا مش عارف انا عامل اي... ومش عارف اصلا انا كويس ولا لا.... بســــــ... بس مش مهم...
انا بس اتصلت عشانــــــــ.... عشان مش عارف برده ..... بس ممكن عشان اعتذر عن طريقه الكلام اخر مره.... او قسوة الرد... يمكن مش طبعي... بس مش عارف لي عملت كده... واي السبب...
تُقى بهدوء:: ياااااااه.... انت لسه فاكر؟؟؟... دا عدي اسبوع يا سياده العقيد..... انا كنت نسيت خلاص.
سامي بحزن:: بس انا منستش... انا كل يوم بتفكر... عشان انا عمري ما تعاملت كده.... فا اسف حقك عليا...
تُقى بحنيه:: ولا يهمك... محصلش حاجه .... بس ممكن اعرف مالك؟؟؟... ولا هيعتبر تدخل ومليش حق.
سامي بنفس حزنه:: هو.... هو انا ممكن اكون متصل عشان اتكلم معاكي.... مش عارف اي السبب او مش عارف لي فكرت في كده.... بس حسيت ان حابب اتكلم معاكي...
تلك الاحرف والكلمات التي حولت تقي من انسان الي ملاك او طائر يحلق في السماء من شده الفرح.... هي دائما ما كانت تود ان تعلم ما به.... هي احبته... حقا احبته.... وها هو اخيرا اتي غير مجبر علي الحديث... اتي ليتحدث عما به من نفسه....
تُقى بحنيه الام التي تستمع لشكوي ابنها؛:: قول.... سامعاك يا سامي.... سامعه كل اللي عايزة تقوله...
سامي بتهيده:: مش عارف... هو انا مش عارف حاجه... انا وصلت لمرحله من حياتي الي هو... انا مش عارف اي حاجه في اي حاجه.... مش عارف لي بحصل كده مش عارف لي انا وصلت لكده.... انا بقيت علي الحال دا....
انا ديما انسان مميز... شاطر في شغله... انا ديما كنت شاطر شاطر جدا في كل حاجه.... شاطر في شغلي... شاطر في مساعده غيري... شاطر في حب اهلي.... في حب امي.. في حب اخويا... في حل مشاكلهم.... شاطر في كل حاجة الا في حاجه واحده... حاجة واحده بس.
تُقى :: اي الحاجه دي؟؟؟
سامي:: اني فاشل في اني افرح نفسي.... اني اسعد نفسي.... اني حتي احب نفسي.... ديما كنت بفضل شغلي عن حياتي شخصيه وعن نفسي.... كنت بفضل اخويا عن نفسي....اي حد عن نفسي...
عمري ما اهتميت بنفسي... عمري ما قولت اخد اجازه من الشغل مره واريح نفسي..... عارفه يا تقي؟؟.
تُقى في نفسها تقول..... اي يا قلب تقي.... ثم اجابت:: عارفه اي؟؟
سامي بتنهيدة وطويله:: اني محبتش في حياتي كلها واحده ست الا مره واحده؟؟
تُقى وقد تحول حالها تبدلت تلك الفرحة التي رفعتها سابع سما الي ان جملته الأخيرة ضربتها الي سابع ارض تحول حالها الي حزن يكاد يخرج من صوتها... ثم حاولت اخفاء حالتها:: ياااااااه.... واحده بس!!!... وعلي كده بتحبها؟؟؟
سامي:: بحبها!!!.... انا حرفيا بعشق التراب اللي بتمشي عليه...
ادمعت عيني تقي من حديثه.... كانت تخبر نفسها من قليل انها احبته.... وهو الان يخبرها انه يحب شخص الاخر..... ياااااااه علي غبائي وعلي هبلي.... انا هبله اوي كده.... لي مفكرتش انه ممكن يكون بحب او مرتبط حتي....
قاطع شرودها صوت سامي:: تقي.؟؟... انت لسه موجوده ولا اي..؟؟
تُقى:: اه لسه موجوده.
سامي:: امال روحتي فين؟؟
تُقى:: مروحتش في مكان... معاك اهو...
وعلي كده هي حلوه صح؟؟؟
سامي: اكيد.... حلوه أووي.
تُقى وهي تحاول تمالك نفسها:: طب وهي اسمها اي؟؟؟
سامي :: اسمها مني..... امي.
تُقى بعدم استيعاب:: امك؟؟
سامي:: اااه.. امي... محبتش غيرها.
تُقى بعد ان فقدت اعصابها وثار بركان الغضب بداخلها:: بتحب امك..... وموقع قلبي معاك من ساعتها وخلتني اعيط..... تصدق بالله انك ابن كلب وعايز تتربي... غور من وشي....
ولم تنتظر تقي رد سامي حتي اغلقت الهاتف في وجهه....
بحب امه..... ابن الكلب خلاني اعيط وفي الاخر يقولي بحب امي.... ابو امك يا شيخ في الارض.... دا ثانيه واحده وروحي كانت هتتطلع....
وانت تقولي بحب امي.... مو لم ينفخ امك يا جدع...
ثم تغير حالها كـ طفله اعطتها امها هديه بعد بكاها فضحكت وتحول حالها..... احم بس الواد طلع مش مرتبط أهووو... ياااااااه الحمد لله... اخيرا حاجه تفرح...
اغلق الهاتف في وجه ذاك الذي يحاول استيعاب ما حدث .... ثم ابتسم ابتسامه زينت وجهه.... اي يا تقي.... اوع يكون اللي في بالي صح.... ثم اخفاها مجددا.... بس لا... مش عايز ...
مش عايز لا اتعلق بحد ولا حد يتعلق بيا.... مش حمل حد... ولا حمل اني احب حد اصلا.... انا مش عندي اي حاجه حلوه ممكن اديها لحد.... هظلمها معايا ان خلتها تتعلق بيا.... مش هتاخد الا التعب وبس...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
لم تنتظر عواطف كثيرا حتي تحركت ناحيه غرفه لتعلم ما الذي يخفيه عاصم في قلبه ناحيه عمه...
دخلت عواطف غرفه عاصم فوجدته يبكي... اتجهت ناحيته ووقفت امامه مباشره وقد تساقطت من عينها هي الآخري::
اي اللي تعرفه عن عمك يا عاصم؟؟
رفع عاصم وجهه تلقائي من مفاجئة السؤال... حتي وقعت عيناه في عين جدته.... ثم ابتعد سريعا بعينه عن عين جدته.. يتجول بها في انحاء الغرفة...: مفيش حاجه... مش اعرف حاجه عنهم...
عواطف بنفس حالتها الباكيه:: لا يعاصم... انت تعرف... اي اللي تعرفه ومخبيه عني؟؟
عاصم بتهنيده:: صدقيني يا تيتا... انا معرفش حاجه.... ولا اعرف عنهم اي شيء.
عواطف مستعطفه:: امال لي قولت لأبوك كده.... ولي حالتك دي... حالتك اللي بقالها اسبوع علي نفس الوضع مبتتغيرش دي.... لي.... اي سببها ؟؟؟
عاصم:: حقيقي مفيش حاجه يا تيتا... انا قولتله كده بس عشان يسكت ويبعد عني.... اما حالتي... فا انا مخنوق بس مش اكتر.... ويوم ولا حاجه وهبقي تمام...
مش تقلقي... فتره بس وتعدي ان شاءالله... وهبقي كويس جدا.
عواطف وهي تجفف دموعها بشك:: مش مرتاحة ليك يأبن ابني.... قلبي بيقولي ان في حاجه انت مخبيها عليا ومش راضي تقولها... بس اي هي.... الله اعلم...
بس زي ما انت عايز يا عاصم... هحاول اقنع نفسي ان مفيش حاجه لحد ما تجيلي بنفسك وتحكيلي...
عاصم بتنهيدة طويله:: ان شاءالله... ان شاءالله يا تيتا...
بينما في قلبه يقول:: سامحيني مش بأيدي حاجه والله.... اللي بعمله دا خوف عليك قبل اي حاجه...
فاسامحيني.. والله غصب عنى... مش هقدر اتحمل خسارتك انت كمان لو حصلك حاجه بعد ما تعرفي..
عواطف:: هتعوز حاجه؟؟
عاصم:: سلامتك يا تيتا.....اقفلي الباب وراكي بس....خرجت عواطف من الغرفة واغلقت الباب خلفها....تاركه ذاك المسكين في حالته التي لا تسر عدو ولا حبيب تلك....ما لبث كثيرا حتي افاق من شروده علي صوت هاتفه برقم غير مسجل باسم لديه....انتظر قليلا ثم اجاب....
السلام عليكم ورحمة الله.
إحسان:: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....ازيك يابني؟؟
عاصم وقد انتفض من مكانه بعد سماعه ذاك الصوت....ذاك الصوت الذي انتشله من حزنه ذاك الذي كان يسيطر عليه طيلة الفترة الماضية:::ماما......ازيك يا حبيبتي عامله ايه....وازي صحتك كده؟؟؟
إحسان ببتسامته؛:: الحمد الله يا حبيبي والله....انت اللي عامل اي واخبارك ايه؟؟
عاصم بفرحه:: بقيت كويس...انا بعد ما سمعت صوت حضرتك بقيت كويس والله....
قولت لنفسي ان حضرتك نسيتيني ومش هتكلميني تاني....
إحسان:: لي بس يا حبيبي بتقول كده....هو في ام تنسي ابنها برده؟؟
عاصم:: يعني...بسبب اللي حصل اخر مره وكده....فقولت ان حضرتك زعلتي.
إحسان بهدوء:: انت ابني يا عاصم....زي ما رحمه بنتي...ويعلم ربنا زعلت قد اي من اللي هي عملته....وبرده يعلم ربنا ان زعلت منها قد اي....
بس انت عارف اختك....عارفه بيكون حالها ازاي وقت ما تتعصب...مش بتكون عارفه هي بتقول اي...ولا حتي بتفكر في اللي هي بتقوله من الاساس....ويعني برده اللي حصل ليها او لينا مكنش شويه يا عاصم...موت عمك هزنا جامد....
انت عارف ان روحها كانت فيه...جابر مكنش ابوها بس...كان كل حاجه ليها....كانت بتحبه اوي....وانت مش محتاج اني اقولك كده.....انت عارف كل دا يا حبيبي....
موت الاب بكسر ضهر الولد....ما بالك ببنت..
عاصم بتفهم:: للأسف فاهم وعارف يا ماما....عارف ومقدر والله...مش زعلان منها...ولا فاكر اصلا اللي حصل...نسيته...دي اختي وواجبي اتحملها في كل حالتها....
انا بس لم حضرتك متصلتيش بعدها....قولت ان حضرتك زعلتي مني وكده...فا حقيقي فرحت...فرحت أووي باتصال حضرتك دا.....واصلا...
كنت محرج جدا اتصل بحضرتك بعد اللي حصل.
إحسان:: احرجت؟!...دا بقي الكلام اللي يزعل....هو في ابن بحرج من امه يا عاصم؟؟
عاصم بتوتر:: مش...مش قصدي. بس...بس يعني...
قاطعته احسان:: فاهمه...فاهمه قصدك والله يا عاصم...المهم اي اخبار دنيتك اي؟؟ وشغلك!؟.
عاصم:: والله يا ماما الاخبار مش تسر ولا تفرح....
انا سبت شغلي من يوم ما كنت عند حضرتك تقريبا....اما عن الدنيا.....فا كلها خوف ورعب....جدتي عايشه لحد دلوقت علي امل واحد بس....هو امل ان في يوم يرجع عمي ويخبط علي بابها ويخدها بالحضن..
كل يوم شايف قلبها بتقطع وجع علي فراقه...وانتظارا لرجوعه...قلبها بتقطع قدام عيني ومش قادر اعملها حاجه....
كل مره اقرر اقولها كفاية كده....كفاية اللي بتعمليه دا هو مش هيرجع.... معدش هيرجع تان خالص....هو خلاص مات وبقي عند رب ارحم مننا الف مره...
اخاف عليها ان بعد سماعها خبر زي دا تروح فيها....وانا اصلا عايش ليها. بعد ما انطردت من بيت ابويا....وبعدها بيت عمي....وموت جدي...وموت عمي....فا انا خلاص .... مش بقيت حمل اي شيء يحصلها...والله ممكن اروح فيها....
إحسان بصوت كساه الحزن:: متقلقش يا عاصم...ان شاءالله هتتعدل يا حبيبي....
عمك دلوقت عند اللي خلقه...وكل الدنيا الي زوال...محدش باقي عليها....المهم مش تبلغها دلوقت واجل الموضوع للوقت المناسب....المهم خلي بالك من نفسك انت ماشي؟؟
عاصم:: ان شاءالله يا ماما...
احسان:: هتعوز حاجه؟؟؟
عاصم:: سلامتك ياااارب من كل شر...تصبحي علي الف خير...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
في صباح اليوم التالي.... صباح الخير يا ماما..
إحسان::: صباح الخير يا رحمه... مالك صاحية بدري كده لي...
رحمة:: بدري اي يا ماما.... الساعة بقت تمانيه.... انت اللي ناموسيتك كحلي يا ست الكل..
إحسان بابتسامه: ماشي يستي... طب استني اعمل فطار عشان تأكلي قبل ما تمشي..
فرحه ؛: لا لا... انا سبقتك... عملت فطار من زمان وكلت.. مش بقولك ناموسيتك كحلي....،
المهم انت اتفقتي مع تكسي؟؟؟... عشان يوديني ويجبني؟؟
إحسان:: اه يا حببتي اتفقت... وزمانه جاي اهو...
رحمة بغضب:: يعني اول يوم ليه ويتأخر كده...دا بينه هيبقي مرار طافح...
إحسان مبتسمه:: مش أتأخر ولا حاجه... انت بس اللي شكلك مستعجله.
رحمة بتوتر:: لا لا... مش مستعجله ولا حاجه ... عادي.... هو اللي أتأخر...
إحسان:: ماشي يا ستي... علي العموم زمانه جاي.... قاطع حديثهم طرق الباب...
إحسان بضحكه:: اهو ايجي اهو.... روحي افتحي الباب يا عرجه.... نظرا لمشيها علي عكاز.
رحمة بغضب:: عرجه؟؟... ماااااااشي... والله انا لازم اهزئه بقي عشان ييجي بدري.... عشان اتهذئت بسببه اهو...
اتجهت رحمه صوب الباب لتفتحه::...
انت يا بني ادم انت مش في معاد!... انت مبتفهـــــــ................
توقفت الاحرف في حلقها بعد ان رات ذاك الذي يقف علي الباب......
???? الفصل الرابع والعشرين ????
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
وصل مسعد السالمي الى مقر شركات محسن السنباطي
واتجه مباشره الى مكتبه....استأذن يوسف محسن السنباطي لقدوم مسعد ...فأذن محسن السنباطي بدخوله..
محسن:: اهلًا يا مسعد تعالٌ.
مسعد:: صباح الخير... خير اي اللي جايبك هنا بدري كده.....الاول انت عامل اي؟؟؟
مسعد بمدحه الكاذب:: الحمد الله يا بيه والله...طول ما انا شايف سيادتك بخير فــ انا على طول هبقى بخير.....انا مش عارف والله الناس كلها بتكبر إلا سيادتك بتصغر في السن...
محسن ضاحكاً فـ هو يُحب مثل ذاك الكلام المعسول:: بصغر اي يا جدع دا بقينا عواجيز اهو...
مسعد بكلامه المعسول ذاك: عواجيز؟؟!...فشر اللي يقول كده...دا حضرتك لسه في شبابك اهو.....دا لو حضرتك تجوزت الصبح هتخلف يا باشا....
محسن بنفس ابتسامته البلهاء تلك:: اتجوز اي واخلف اي يا راجل كفاية أوي اللي عندي..... دا انا عايز أجوز سامي ابني اهو....
مسعد بمكر:: يابشا السر مش في السن...السر في الصحة...وحضرتك بسم الله ما شاء الله..
محسن:: لا يا مسعد خلاص راحت علينا....هناخد زمنا وزمن غيرنا؟!!!
هروح أتجوز وأخلف واولادي على وش جواز....لا يا راجل مش ينفع....
دا والله انا عايز أجوز سامي...بس مش لاقي...مش لاقي ليه بنت مناسبه او من عيله كويسة ....وانت عارف سامي ابني عقيد وحياته صعبه....حياة عسكريه وكده...
مسعد وهو يفكر في تلك الفرصة الذهبية لو ان له ابنه لأعطاها لسامي دون اي تفكير....بها سيحصل على نصف ثروه وشركات محسن بلا اي تعب او مجهود يذكر.. وان ظل يحلم بزوج لأبنته لن يصل بخياله الى مثل ذاك النسب والحسب.....لكن النصيب والقدر بتدبير من الله اعطاه من البنين اثنين...ولكنه لم يعطه من البنات شيء...الأن اكاد اّجزم ان الحسرة تكاد تلتهم قبل ذاك الأحمق....::
فاهم يا بشا....اكيد هتلاقي إن شاء الله.. سامي ابن سيادتك الف واحده تتمنى رضاه....وأي حد في الدنيا يتمنى يناسب سيادتك.....وانا اوعد سيادتك ان لو قابلت حد كويس يليق بسيادتك هبلغك على طول ان شاءالله...
محسن:: ياريت والله...تبقي عملت فيا أحلي معروف في حياتي...
مسعد:: ولا يهمك يابشا سيب الموضوع عليا وانا هظبطلك الدنيا...احنا خدامينك.
محسن:: خلاص اتفقنا....المهم كنت جاي لي...في حاجه في الشغل ولا اي؟؟
مسعد بتوتر:: لا لا...الشغل ماشي زي الفل ومفيش اي مشاكل...انا بس جاي عشان....عشان عاصم ابني..
مسحن:: وقد تحولت ملامحه الباسمة تلك الى وجه وملامح جافه:: ابنك بقاله اسبوع مش بيجي الشغل والدنيا واقفه خالص يا مسعد....وانا لو مش بحبك ومقدرك وعامل احترام للعيش والملح اللي بينا كنت هزعله....هزعله جامد يعني...عشان الموضوع مش لعبه....دا شغل ناس وفلوس ناس وكل دقيقه بتفرق وانت عارف كده كويس يا مسعد.
مسعد مُدعي الحزن:: عارف....عاارف والله يابشا.....بس هو الواد تعبان....تعبان جامد وبقاله اسبوع اصلا مش بطلع من اوضته...مش هقولك من الشقة...لا دا مش بطلع من اوضته....بس انا مقدر موقف سيادتك وشغلك وعشان كده جبت لسيادتك افضل محاسب عندي في شركتي....هو اللي هيحل مكان عاصم....
محسن بتردد:: انا مش كل شويه اغير المحاسب يا مسعد...
مسعد مُدعي الحزن:: معلش يا باشا حقك عليا المرة دي.
محسن بتردد::لم نشوف يا مسعد وانت واثق من المحاسب دا؟؟
مسعد:: برقبتي يا باشا...برقبتي..
محسن:: ماشي....انا هكلم السكرتير يبقى يوريه شغله.
مسعد وقد تنهد تنهيده تحمل في طياتها خروج الكثير من الاعباء التي وضعها عاصم عليه بسبب ما فعله ذاك::
...تمام يا بشا بالتوفيق يارب.....هتعوز حاجه بقي؟؟.
...مش عايز اعطل سيادتك اكتر من كده.
محسن:: لا اتفضل...بس متنساش موضوع سامي ها؟!.
مسعد وهو يتجه الي باب المكتب مغادرا:: مش هنسي سيادتك...في امان الله.
محسن:: سلام.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اتجهت رحمة صوب الباب لتفتحه::...
انت يا بني ادم انت مش في معاد!... انت مبتفهمــــ................
توقفت الأحرف في حلقها بعد ان رأت ذاك الذي يقف على الباب....
عاصم ببتسامه: مش اي هاااا.... مش اي؟؟؟.... مبفهمش صح؟؟؟
رحمه غير مستوعبه ما تراه امامها...غيرت نظرها الى والدتها راتها تبتسم...
إحسان:: تعال يا حبيبي تعالٌ افطر...
عاصم ببتسامه:: حبيبه قلبي انت ماما والله عامله فطار اي بقي عشان انا واقع من الجوع والله.
إحسان مبتسمه:: تعال؛ كل اللي موجود.
هم عاصم بالدخول الي المنزل إلا ان تلك التي تقف في صدمه لا تفهم شيء مما يدور حولها.....وضعت يديها امامه كحاجز يمنعه من الدخول::
هو في اي!!!...وانت بتعمل اي هنا؟
نظر عاصم ليديها الممدودة امامه:: كده مثلا تمنعيني من الدخول؟؟؟
ثم ضحك بمكر.... طب اوعي يا شاطره....اوعي كده على جنب عشان انا جعان وعايز اكل ولم بجوع مش ببقي مسؤول عن اي تصرف بيحصل......ازاح يديها الممدودة امامه ودخل الي المنزل جلس بجوار إحسان يضحكان علي منظر تلك التي تقف امامهم تكاد تغلي.....
رحمة بغضب:: حد يفهمني في اي عشان اقسم بالله....
قاطعها عاصم:: اقسم بالله اي؟!..هاااا....اقسم بالله اي؟؟؟؟؟؟ انت مبتتهديش يابنتي؟؟؟
اتهدي بقى يا شيخه وارتعي....اي مبتزهقش من الزعيق.... مبتزهقيش كل لم تشوفي وشي تنفتحي زي البلاعة؟؟....
المرة اللي فاتت سبتهالك بمزاجي....اما المرة دي....وحياه امك...الي هي امي اللي هي قاعده جنبي دي...
ثم نظر لإحسان وقبل يديها واكمل.....وحياه امك دي ما هرحمك هاااا...
رحمة بغضب هتعمل اي يعني.....اقسم بالله ما تقدر تعمل حاجه....انت فاكرني عشان عرجه يبقي ضعيفة ولا اي....لا يابا ميغركش....
عاصم ضاحكاً وهو ينهض من مكانه.... اتجه نحوها حتى صار يقف موازيا لها::ميغرنيش ها!!
رحمة بتوتر :: إيي....ها هتعمل اي يعني...
عاصم بمكر:: لا ولا حاجه مش هعمل حاجه خالص...ثم ركل بقدميه تلك العصا التي تتسند عليها فسقطت من يديها....ومالت رحمة بتجاه الأرض تكاد تسقط وتفقد توازنها إلا ان التقطها عاصم قبل ان تسقط ارضا... وحملها بين زراعيه ضاحكاً.....واضح جدا ان ميغرنيش هاااا.!!!!!
امالت رحمة برأسها على صدره وحاوطت عنقه بذراعها وكأنها تعتذر له على ما بدر منها تجهه فيما سبق....وكأنها تحاول استيعاد امانها التي كانت تستمده منه بعد ابيها سابقا....وكأنها تحاول تجميع كل ما فقدته في الفترة الأخيرة...
لم يطل الوضع حتي اعتدلت وتحدثت بغضب مصطنع..::::
نزلني....نزلني...وخلينا راجل لراجل بقى وانا هوريك هعمل فيك اي.....
ابتسمت إحسان لمنظرهما ذاك....وقد رأت ان الاوضاع تتحسن بينهما...خاصه بعدما حدث في المرة السابقة....
عاصم بعد ان انزلها:: هاااا اا...وريني بقي راجل لراجل هتعملي اي؟؟؟.
رحمة:: اي.؟.؟....لا لا.... بص انت مش تحاول تهرب من سؤالي الاول ..انت جاي لي وبتعمل اي...وعايز اي؟؟
عاصم ضاحكا:: دا كله سؤال؟؟؟؟
ثم انحني عاصم بحركة دراميه ووضع زراعه الأيمن خلف ظهره فاردا زراعه الأيسر أمامه....انا السواق الجديد الخاص بسيادتك....نظرت رحمة لإحسان في عدم فهم....
******فلاش. باك******
إحسان:: هتعوز حاجه؟؟؟
عاصم:: سلامتك ياااارب من كل شر...تصبحي علي الف خير......
إحسان بتذكر مسرعه:: استني....نستني اهو يا عم اللي كنت عايزك فيه..
عاصم ضاحكاً:: هههه اي يا ست الكل اللي عايزاني فيه.؟
إحسان بتردد:: صراحه...كنت عايزك في موضوع كده...و....ومحرجه اطلبه...
عاصم بمكر مستعيرا كلمات إحسان من قليل:: محرجه مني؟؟
اهو دا الكلام اللي يزعل بقي......في حد بحرج من امه برده؟؟
احسان مبتسمه::بتردها لي مثلا؟؟؟
عاصم مبادلها نفس الابتسامة:: هو انا اقدر يا ست الكل...المهم عايزاني في اي؟؟
إحسان:: بصراحه...انت عارف حاله رحمة وان مش بتقدر تمشي على رجليها ولازم تتسند....والدراسة بادئه من فتره وغابت كتير....فـ كانت عايزة تنزل من الصبح.....وكانت طالبه تاكسي يوديها ويجبها.....بصراحه المصاريف صعبه...صعبه اوي وانا مش معايا مصايف التاكسي...يدوب الفلوس اللي معانا بتمشينا بالعافية....ووو...
عاصم وقد فهم ما ببال إحسان:: من الصبح يا ست الكل هكون قدامك...انا اللي هوصلها واجبها إن شاء الله.
إحسان:: انا بس مش عايزة اتقل عليك. ووو.
قاطعها عاصم مستعيرا ايضا بعض الكلمات من حديثها:: انت مش لسه قايله اني زي ابنك....يبقي اي لزمه الكلام اللي يزعل دا؟؟؟
إن شاء الله الساعة تمانيه اكون عندك..
إحسان:: مش عارفه اشكرك ازاي والله يا عاصم...ربنا يخليك يارب.
عاصم ببتسامه:: مفيش شكر...انت امي وهي اختي....
إحسان بحنيه:: متحرمش منك أبداً...تصبح على خير..
عاصم:: وانت من اهل الخير.
***********عوده.مره.اخري********
رحمة:: بقى دا كله يطلع منك انتِ يا إحسان؟؟....ماااااااشي.
عاصم:: يلا يا فندم عشان متتأخرش بقى اكتر من كده!!!..
إحسان:: مش هتفطر يبني؟؟
عاصم:: مره تانية بقي ان شاءالله.....سلام احجه...
اسند عاصم رحمة حتى يوصلها الي سيارته: لسه قمر يا صاحبي حتى وانت اعرج.
رحمة بمكر : ما تتلم يا با فيه اي؟؟
ضحكا ثنتيهم... وصلا الى السيارة واستقلاها الى جامعة القاهرة.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
الو ايوا يا سامي بيه.....المخبرين بتوعنا قالو ان البنت نزلت من البيت مع واحد في عربيته تقريبا قريبها او حاجه زي كده....
سامي:: واي المشكلة في كده يا خالد؟؟؟
المقدم خالد:: المشكلة في العربية اللي ماشيه وراهم يابشا....في عربيه ماشيه وراهم فيها شخصين..
سامي مسرعا:: خلي رجلتنا تجيب ارقام العربية دي بسرعه وتفضل وراهم لحد ما يعرفوا هما مين ويروحوا فين...
المقدم خالد؛:: تمام يا فندم...جاري تنفيذ الأوامر...
سامي:: خلي بالك يا خالد....اهم حاجه محدش يحس بينا. خلينا من بعيد لبعيد ها
المقدم خالد:: مفهوم يا فندم..
سامي:: ربنا يقويكم.....عايزين نخلص من القضية الي بوخت دي.
المقدم خالد:: ان شاءالله هنخلص منها في اقرب وقت يا فندم.
سامي:: ان شاءالله.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اتاخرت عليك؟؟
فريدة:: لا يا حبيبي متأخرتش ولا حاجه..
المتحدث؛:: تسلميلي يا قلبي.... انت احلويتي النهارده كده ليه...
فريدة:: انا حلوه علطول بس انت اللي مش واخد بالك...
المتحدث وقد جلس بجوارها علي احد الارائك حتي التصقا ببعضهم البعض:: لا انا واخد بالي من زمان اوي....واخد بالي من الجمال والحلاوة دي....ما تجي ندخل جوا بقى هاااا.
فريدة:: حيلك حيلك...انت علطول تفكيرك في دا وبس...
المتحدث وهو يغمز بإحدى عينيه:: وهو في احسن من دا؟؟
فريدة ضاحكه بصوت عال:: صراحه لاء.
المتحدث:: شوفتي...اهو...يبقي يلا بينا بقي...
فريدة: مش قبل ما تقولي اي اخر الاخبار..
المتحدث بمكر:: اخر اخبار مين؟؟
فريدة بنفس المكر:: هيكون مين يعني؟؟...إحسان وبنتها..
المتحدث: اااه اااه....لا ولا في اي جديد...البت من بعد ما خرجت من المستشفى وهي مرميه في بيتهم....مبتخرجش ولا بتتحرك من بيتها...بس من اسبوع زارهم واحد كده فضل عندهم شويه ومشي....النهارده برده هو نفس الشخص جي خدها بعربيته وداها الجامعة....
فريدة:: يعني خرجت اخيرا؟؟؟. بس مين الشخص دا؟؟؟
المتحدث:: الرجالة الي بتراقب المكان قالت اول مره اشوفه....اما كان عندي مشاغل الفترة اللي فاتت فا مقدرتش اباشر الموضوع بنفسي.
فريدة: ايوه اسمه اي يعني او عربيته لونها اي او ارقامها اي؟؟
المتحدث:: الرجالة مش قدرت تعرف اسمه....بس لون عربيته زرقه من النوع BMW.....رقمها(١٢٣)...
فريدة وقد صدمت بعد ان سمعت وصف السيارة...تتحدث في بالها....عاصم؟؟؟....دي عربيه عاصم.....دا وصفها؟؟؟.
دا اي وداه هناك دا. وعرف العنوان ازاي....كده اكيد عرف بموت جابر؟؟!.... دا هيبوظ كده كل التخطيطات..
قاطع شرودها صوت المتحدث:: ها روحتي فين....؟
فريدة بشرود:: لا لا مفيش بحاول بس ادور علي حل نخلص من الموضوع دا بقي في اسرع وقت عشان طول وبوخ.
المتحدث:: متقلقيش انتي...انا هصرف.. هانت اهو...عدي الكتير باقي القليل....
احنا هنفضل نرغي كده كتير.... مش يلا بقي ولا اي؟؟
فريدة:: لا لا...مره تانية بقى.... انا لازم امشي عشان مسعد زمانه هيرجع من الشركة.
المتحدث وقد تحرك من مكانه وحملها واتجه بها تجاه احدى الغرف المتواجدة في المنزل:: مره تانية اي....هو دخول الحمام زي خروجه يا ملبن انت.....ضحكت فريدة ضحكتها تلك.....انت مبتتهدش ابدا..
المتحدث:....وهو اللي يعرفك يهدى ولا يتهد؟؟
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
ازيك يا سامي..
سامي مبتسما:: الحمد لله كويس... وانت عامله ايه؟؟
تُقى:: انا الحمد لله كويسة برده.
سامي :: يارب ديما.... في حاجه؟؟
تُقى:: لا ابدا مفيش حاجه.... بس...بس انت مرنتش اليوم يعني وكده... فـ حبيت اطممن عليك بس.
سامي معتذرا: معلش والله الشغل وكده..... القضية اللي تحت ايدي تعبانا شويه.... انا وخالد اخوكي والله القضية واخده كل الوقت.
تُقى : عارفه.... خالد قالي... ربنا يعنكم يارب.
سامي: يارب العالمين..... انت اخبار دنيتك ا؟؟
تُقى:: كويسة ماشيه... من المطبخ للصالة للصالة للمطبخ.. هههههه...الروتين الخنيق الممل اليومي يعني.
سامي مبتسما:: وهو في احسن من كده...
تُقى بتنهيدة:' هييييح لا.... مفيش افضل من كده بالنسبة ليك..... بس علي اي حال الحبسة مش حلوه... ان الواحد يفضل محبوس بين اربع حيطان لوحده اغلب الوقت حاجه مش حلوه يعني.... مبشفش ولا بقعد مع خالد اخويا ساعه علي بعضها في اليوم.... من الشغل للشغل للنوم للشغل...
انا محبوسه ... بس في سجن كبير شويه... ميفرقش عن الزنزانة اللي عندكم في القسم... الا ان الفرق بيني وبين مساجين القسم عندكم انهم ممكن يهربوا او ممكن يطلعوا براءة.... فيخرجوا للعالم بره.... اما انا
فا انا لا قادره اهرب ولا قادره حتي اخد براءة واخرج...
حاجه صعبه جدا... حاجه عمرها ما كانت سهله يا سامي.
سامي: ياااااااه... للدرجادي؟؟؟... بس اخوكي غصب عنه وانت عارفه ظروف شغله كويس.... زيه زيي زي اي عسكري او ضابط موجود هنا او في اي مكان...
هي الشغلانه دي كده..... هو دا واجبنا ونصيبنا.... ديما في الشغب ومع المجرمين والحرميه والعصابات.... مفيش مفر... هو دا نصيبنا...... نصيبنا ندافع عن البلد دي... بس زمان كنت بدافع عنها من العدو الخارجي.... اما بالنسبة للوقت اللي احنا فيه دا..... بندافع عنها من جواها من اهلها نفسهم.... من ناس بينا وزييينا مش ظاهرين.
تُقى بحنيه:: فاهمه ومقدره والله ربنا يعينكم يارب.
سامي:: ومش تزعلي نفسك يا ستي... يوم ولا حاجه وابقى اخلي خالد ياخد اجازه يفسحك... اهو اي خدعه.
تُقى بتردد:: موافقه.... بس بشرط.؟؟!
سامي:: كمان هتتشرطي؟؟؟.... قولي يا ستي.
تُقى:: انك تجي معانا...
سامي بتردد:: اجي معاكم؟؟.. بســ
قاطعته تُقي:' ولا بس ولا حاجه.... جهز نفسك وتبقي معانا.
سامي::. ان شاءالله... هتعوزي حاجه بقي؟؟
تُقى:: سلامتك.... في أمان الله
اغلق سامي هاتفه وهو يجزم انها تتعلق به يوما عن الاخر....ذاك الامر الذي يخشاه....ذاك الذي لا يريد الوصول اليه باي وضع من الاوضاع...يردد مره واثنان وثلاث....يردد دائما انه لا يريد ان يتعلق بها ولا انه يعلقها به...
لكن الامر الذي يتضح جليا هو انها تتعلق به....تتعلق به دون اي جرس انزار....لذا يرفض دائما الاتصال بها. ويتمني ان تتناسي هي الآخري ولا تهاتفه...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
ايوا يا رحمة ... اتأخرتي كده لي انا واقف برا من زمان مستنيكي..
رحمة بصوت يشوبه الحزن: جايه.... خارجه اهو يا عاصم... اسفه علي التأخير...
شعر عاصم بحزنها ذاك فلم يتردد في سؤالها : مالك في اي يا قلب اخوكي؟؟؟...
رحمة: لا مفيش حاجه..... دقيقة واكون قدامك.... سلام.
عاصم بعدم استيعاب.:: سلام...
لم تتأخر كثيراً حتى صارت امام عاصم الذي انتظرها امام احدى بوابات جامعة القاهرة... مستندا على سيارته يضع يديه فوق بعضهما.....
اقبلت رحمة ويكاد الحزن يتحدث عن نفسه من ذاك الذي رُسم على وجهها.... ذاك الحزن او بمعني خيبه الامل الذي راها عاصم على وجهها وشعر بها فلم يطل الحديث معها في ذاك الامر الذي حول حالها الى هذا الشكل....
فتح احدى ابواب السيارة ثم اسندها للركوب وغادر المكان حتى وصل الى احدى الاماكن الهادئة على النيل...
رحمة بتعجب:: وقفت لي..... وجايين هنا نعمل اي؟؟
عاصم: مفيش... عايز اكل حمص الشام... اجبلك معايا؟
لم ينتظر ردها واجاب على نفسه...
هجبلك معايا.
نزل من السيارة متجها الى احدر الباعة الجائلين المتواجدين في المكان....
احضر حمص الشام لها وله... وضعهم على الجزء الامامي من السيارة....
وذهب اليها فأخرجها واسندها حتى وصلت الى مقدمه السيارة....
اجلسها وجلس هو الاخر بجوارها..
اولا.... انت مالك... فيكي اي.... واي اللي مزعلك اوي كده.... ومن غير مفيش او مليش هاااا؟؟
رحمة وهي تحني رأسها للأسفل:: مفيش حاجه يا عاصم انا كويسة.
عاصم وهو يحاول تقليد صوتها:: مفييش... انا كويسة....ذاك الامر الذي جعلها تبتسم تلقائيا.... ثم اعتدل في صوته وتحدث بلهجته.... قولت من غير مفيش مالك...
وكويسه دي تقوليها لحد غريب عنك.... اما انا لا....
انا منك وانت مني يا زمردتي... انا اللي قادر احسك يا قلب اخوكي من غير حتى ما تتكلمي.... انا اللي قادر اسمع صوت قلبك حتى في سكوتك... يلا بقي وقليلي مالك؟؟؟
رحمة استدارت في جلستها حتى اصبح وجهاا في وجه عاصم. ثم تحدثت بتنهيدة..::: هو.... هو انا وحشه يا عاصم؟؟
عاصم بعدم فهم:: وحشه!!.. وحشه في اي ولي اصلا بتقولي كده... او بتفكري في كده؟؟
رحمة بصوت شابه الدمع.... لكنها استطاعت اخفاءه:: مفيش... بس بسألك يعني... انا وحشه؟؟
عاصم محاولا تهدئتها بعد ان لم تلك الدموع التي تلمع في اعينها؛:: لا يا حببتي مش وحشه..... لو عن الاخلاق.... فا انت تربيتي... وبسم الله ما شاء الله حقيقي يعني من غير مجامله..... ولو علي جمال الشكل... فا انت برده بسم الله ما شاء الله.... جميله جدا من غير اي حاجه.... جميله بخلقتك اللي ربنا خلقك عليها..... بس لي بتقولي كده؟؟
رحمة وقد تسربت منها بعض من دموعها:: امال.... امال لي... لي حظي كده... لي حظي وحش اوي كده؟؟؟
مسح سامي بيده تلك الدموع التي تسربت علي خديها محاولا تهدئتها:: .... حظ اي يا حبيبي... في اي طيب... اهدي وفهميني... انا معاكي اهو.
رحمة بتنهيدة طويله::: هحكيلك.... هحكيلك كل اللي حصل...
عاصم ببتسامه هادئة:: وانا سامعك يا قلب يلا احكي.
رحمة:. من فتره.... حصلي حادثه..... ولولا ستر ربنا و واحد شاب.. كان زماني موتت.
عاصم بلهفه:: حادثه اي... وامتي؟؟
رحمة:: عربيه كانت هتخبطني... كان اول يوم دراسة تقريبا.... انا اصلا اغمي عليا وكده.... ومش فوقت الا وانا في المستشفى... وكان... كان معايا الشاب اللي انقذني دا.... كان اسمه اياد.... هو حاول يتكلم معايا شويه عشان بس يفوقني من الحادثة والصدمة وكده..
لمح عاصم نظره الاهتمام والحب في عينيها وهي تتحدث عنه فبتسمم:: اه كملي...
رحمة:: المهم يعني انت عرفت انه اسمه اياد.... واخر سنه ليه في الطب السنه دي.... وكمان معايا في نفس الجامعة....
عاصم وما ذالت تلك الابتسامة مرسومه علي وجهه... هو حقا لا يعلم ما الذي يجعله يبتسم.... ابتسم لأنه يري نظر الحب تلك في عين رحمة...
ام يبتسم حسره علي ما يسمعه.... لا ينفي حبه لها... ولا ينفي تعلق قلبه بها بشكل كبير لأقصي حد....
فهمما من يوم ولادتها لم يفترقا من الاساس الا تلك الفترة الأخيرة ..
لكنه ايضا لا يعلم تعلقه بها حبا ام كــ اخت.... ام ماذا..
لا يعلم حقا ما سبب تعلقه بها.... ولكن حقا هو لا يعرف إلا شيء واحد فقط.... هو انه لا يردها ان تبتعد عنه بأي سبب من الاسباب.:: اه كملي...
رحمة:: هو كان كويس يعني شكلا وتعاملا وكده.... فاهم؟؟؟
عاصم ببسمه: اه فاهم... كملي.
رحمة:: هو حاسب لينا مصاريف المستشفي... واتكفل بكل حاجه كل حاجه من لحظه ما دخلت لحد ما خرجت منها... بس... بس اتحبس بسببي واتبهدل يومها اعلي بهدله.
عاصم بعدم فهم:: اتحبس لي؟؟؟
رحمة: كان في ضابط رخم كده خده بيته الليلة كلها في الحبس لحد ما خرج الصبح راح النيابة يكمل الاجراءات وكده.... بس انا.... مش... مش عارفه...
عاصم:: مش عارفه اي؟؟...
رحمة::: انا حبيته او كان اعجاب مش عارفه.... كول الفترة واللي فاتت كنت مضايقه اوي ان مش عارفه اوصله..... كنت بصبر نفسي اووووي لحد ما انزل الجامعة...
واقول ان لم ارجع هسال عنه واقابله...
عاصم:: وقابلتيه اليوم؟؟
رحمة بتنهيدة طويله::: روحت سالت عليه لحد ما دوخت.... وفي الاخر عرفت انه..... ثم تساقطت بعض الدموع من عينيها.... بس... مش لقيته.... لقيته سافر بعثه لإنجلترا من عشر ايام.
عاصم بأسف: وهيتاخر هناك؟؟؟
رحمة:: هيقعد سنه....
عاصم محاولا تهدئتها: اهدي وامسحي دموعك يا قلب اخوكي...ان شاء الله خير...حبيتيه يا رحمه؟؟؟
رحمة نظر لعاصم ثم تحدثت بحزن:: اه....اه حبيته يا عاصم...حبيته رغم اني مشفتوش الا مرتين...حبيته رغم اني معرفوش ولا اعرف حاجه عن حياته ولا شخصيته....معرفش اي شدني فيه اوي كده...مش عارفه يا عاصم.
حاول عاصم اخفاء تلك الغصة التي اصابت قلبه من حديثها....ولكن اي كان حديثها هو لا يتحمل ابدا ان يراها بهذا الشكل....لا يتحمل ابدا رؤيه دموعها...هو الذي عاش حياته بطولها او عرضها يحاول ان لا يجعل بسمتها تفرق وجهها....الا انها الان تبكي بسبب لعنه الحب وهو غير قادر علي فعل اي شيء....
تحرك من مكانه بخفه حتي وقف امامها..... وتحدث::»
وانا بقي مبقدرش اشوف الدموع دي....مبقدرش باي سبب من الاسباب.....لو ربنا رايده ليكي والله ما حد هياخده غيرك....فا عشان خاطري بلاش دموعك دي...والله مش بتحملها انا..
قليلي عايزة اي وانا اعمله ليكي ..بس اشوف ضحكتك علي وشك..
رحمة:: مش عايزة حاجه....مش عايزة اي حاجه....امسك بيده وضغط عليها بقوه...مش عايزة اي حاجه غير انك تفضل جنبي...متزعلش مني ولا تسبني مهما حصل...
عاصم مبتسما:: في حد برده يقدر يستغني عن روحه؟؟؟....انت روحي يا رحمه....ومقدرش استغني عنك.....ويلا بقي عشان امك هتعلقنا بسبب التأخير...
رحمة مبتسمه:: تعلقنا....دي كلمه قليله..
عاصم بحركة دراميه حملها من علي السيارة...ووضعها بداخلها.....واتجها الي المنزل..
✨✨✨✨✨✨
عاد مسعد الي منزله..
فريدة....فريدة.....لكن لا احد يجيب عليه....
بدء يتفقد المنزل غرفه غرفه....وكل مكان به لكنه لم يجدها....
راحت فين دي كمان.....مش من العادة انها تخرج من غير ما تقولي...مش من العادة انها تخرج اصلا....
هتكون راحت فين يعني.....هبط مسعد الي شقه امه ليسألها عما ان كانت رأت فريده او لا.....ولكنها لم تفييده في شيء حيث انها لم تراها من الاساس....صعد مره اخرى لشقته ولكنها لم تأتي حتى الآن...حتى هاتفها مغلق....بدء القلق يتسلل لقلبه....باب الشقة ُيفتح وتدخل منه فريدة....نهض من مجلسه يكاد الغضب ينضح من وجهه...
كنت فين يا مداااام؟؟
نظرت فريدة برعب للصوت الجاعوري الذي يناديها...التفتت فـ وجودت مسعد يقف ناحيه احدى الكراسي وتكاد عيناه تقدح الشرر....مسسســــــــــ....مسعد...حبيبي..انت جيت!؟
مسعد بنفس النبرة الغاضبة..:: انت كنت فين؟؟؟؟
فريدة بتوتر::.......