هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  • درسي ترامب
  • ردود الأفعال!
  • اليوم العالمي للذين لمسهم السرطان
  • تدي حب
  • تغريد الكروان: الرحيل
  • رساله مفتوحه للشعب الفلسطيني
  • معرض الكتاب جميل هذا العام
  • أبو الأجيال
  • عيد ميلادي
  • البراقع
  • مُصوَّراتي الجِن 
  • تعال
  • بالحق أقول كارثة المياه المفلترة 
  • السرقة عيني عينك
  • جدارا مائلا للداخل
  • قاعدة سم النحل الأمريكية!
  • الإنسان المنَّان
  • مَن يقرأ لعمرو عبد الحميد؟!
  • كاتبة موهوبة أو موهومة!
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة انجي مطاوع
  5. مرآة الرغبات 

مراد الأشكم، نجم شهير، كل شيء في حياته مُعدًا بدقة؛ الجوائز، الشهرة، النساء، داخله يكمن شيطان صغير يُغذي شهواته، هكذا يصرح للمقربين منه. يبحث عن الجديد والغريب، عن اللحظات المفقودة وسط انشغاله كما يبرر، لحظات تكون خارج حساباته، خارج سيطرته، أخبره أحد زملائه القدامى: 

"مراد، مسرح النجوم... يقولون إن هناك مرآة، تكشف ما في أعماق الإنسان ألا تريد رؤية شيطانك؟" 

ضحك مراد قائلاً:

 "مرآة تكشف؟! لا أحتاج مرآة لأرى نفسي، لكن لا مانع من خوض المغامرة." 

 

تخلى عن كل هيلمانه وحراسة وذهب منفرداً، سار في أحد الأزقة القديمة ساخراً من هيلمان الناس وتهيؤاتهم، توجه نحو مبنى متهالك مُهدم، وقف يملي نظرة من أثر كان يوماً مسرح عظيم، على خشباته صال وجال أعظم الممثلين والنجوم، مات نجومه وتهدمت جدرانه مغلقة ستائره على أسرار شكلت عبئاً على العارفين بها فضجت جنباتهم بها لتسري الإشاعات حول مرأة المسرح السحرية، اعتقد مراد أنها محاولة لولبية من المسرح ليبقى على قيد الحياة بتردد اسمه بين الحين والأخر في المدينة.

وصل المسرح في وقت متأخر من الليل، اشعل كشاف جوالة، صوت صرير البوابة الحديدية المتآكلة قشعر بدنه وهو يفتحها، خراب يكسو المكان، نافذة مكسورة وأرضية مغطاة بالغبار، ستائر ممزقة، اقترب من المسرح المكسو بسواد الليل يصارع خوفه وتوتر ضربات قلبه المتسارعة.

لمعت مرآة ضخمة في منتصف المسرح على ضوء كشافة، محاطة بإطار ذهبي قديم مليء بالنقوش البالية، تذكر ما سمعه:

"المرآة لا تعكس فقط من أمامها، بل ما يختبئ في أعماقه".

تقدم ببطء نحو المرآة، ومع كل خطوة يشعر بأن الخيوط التي تحكمه في عالمه وتحميه تتراخى، شعر ببرودة تسري في عروقه. كلما اقترب، همس صوت في أذنه، كأنه همسات قادمة من المدى بعيد، وشوشة وهمسات خافته لم يميزها.

سخر من نفسه مشجعاً: 

"جبان هيئتك لنفسك أسطورة مرعبة يا أشكم مجرد مرآة زجاجية" 

نظر إلى نفسه في المرآة، صرخ متراجعاً، سقط على الأرض لكن لم يستطع إبعاد نظره عن ما في المرأة، أمامه يقف أخر بنفس ملامحة، عيونه فارغة وكأن السديم سكنها. 

صرخ نظيره فيه: "قف".

جذبته قوة ما فوقف دون إرادته، تعاني رجلاه لحمله، دخان كثيف غطى المسرح وداخل المرأة رأى ناريمان، مرأة عرفها لفترة ثم تركها تبكي في شقةٍ مظلمة، همست باكية:

 "أنت لا تعرف شيئًا عن الحب!".

تبدل المشهد ليرى نفسه يصرخ بأخرى:

"أنا أبحث عن متعة، ليس عن حب لم صنفكم شديد الغباء هكذا؟"

تقلبت ذكرياته وتجسدت ذكرياته بأدق تفاصيلها أمامه، حاول الحركة ليهرب لم يستطع الفكاك من براثن انعكاسه، ظهر ببطء، تجسد كائنًا حيًا، يتنفس ويتحرك، يشبهه تمامًا، مليئًا بالغطرسة، ضحك بصوت منخفض، قبل أن يخبره بنبرة باردة:

"أنا من أغريتك لتأتي.. حان الوقت لأخرج من شرنقتك." 

تسارعت نبضات مراد انعكاسه يتحرك تجاهه ضاحكاً بصوت يرجه رجاً، جسده يختفي شيئًا فشيئًا ليحل محله نظيره المنعكس، روحه تثقل، انتابه شعور بالغثيان وهبوط ما قبل الإغماء، عينيه، تمتلئ بالضباب، في لمح البصر خرج انعكاسه إلى خشبة المسرح وحُبس هو داخل المرأة. 

تحول مراد إلى شبح في عالم آخر، بعدا مختلف، محاصرًا داخل مرآته؛ بينما في الخارج، حياته تُكتب من جديد بأيدي انعكاسه الوحشي، يراقبه وهو يحطم كل من يقف أمامه غير مبالٍ بالثمن، فعندما يحين الوقت سيُخرج لهم مراد، الصارخ داخل مرأته ليل نهار دون مهرب إلا غطرسة أخر يأتي ليحل محله.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

528 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع