اعتذر عن طول هذه المقالة .. ولكن سوف أكون مقصرا إن لم انشرها .
ما سوف أقوله في هذه المقالة .. سوف يغضب منه الكثيرون .!. ولكن لم يعد في العمر .. متسع للمجاملات .. ومواجهة الحقيقة .. خير من التهرب منها .. مهما كانت النتائج .!.
حينما يصدر عمل أدبي .. أو ثقافي .. او فني .. مختلف عن السائد .. فإن .. أنصاف البشر .!. يتنحون جانبا .. ويصمتون .!. ولسان حالهم يقول : لما نشوف الباقيين .. حا يكتبوا أو يقولوا ايه .. ونبقي نقول و نكتب زيهم .!.
ولكن في الحقيقة .. هم أعلنوا عن نفسهم بشكل غير مباشر .!. انهم غير قادرين على التمييز .!.
الألوان يا سادة .. هي احد مقومات .. حاسة النظر ..!. ، وهي إحدى الحواس الخمسة ..
وإن عشقنا الألوان .. فعذرنا .. أن في عيننا نظر .!. لكن البعض .. لأ .!.
وأسلوب .. اتكال البعض .. على البعض .. وانتظار ( همه قالولك عنه ايه .!. او همه كتبوا عليه ايه .؟!؟ ) ، للأسف .. احد سلبيات الشخصية المصرية .!.
وأسلوب اتكال البعض .. على البعض .. ظاهرة مصرية .. صادفتني في أحرج مهمة كلفت بها أثناء فترة خدمتي العسكرية .. وهي قرطسة الأمم المتحدة ..!!..
ولكني كنت شابا وقتها ، فقد كلفت منذ 45 عاما ، وانا ضابط في القوات المسلحة ، بمهمة شبه مستحيلة .. ، وهي ((قرطسة )) .!. الأمم المتحدة .!. ، ولم أتلقي التعليمات اللازمة للمهمة ، واعتمد كبار الضباط على بعضهم .. على اني اعلم بالموقف .. وهذا لم يحدث .!.، ولكني تمكنت بتوفيق من الله .. من استيعاب الموقف و تنفيذ المهمة .. وقرطسة الأمم المتحدة .!.
ولكن ( ال انا ماليه ) .!. المصرية ، واللامبالاة و الطناش المصري ..
لا تقدر عليها .. حتى .. الأمم المتحدة .!.
و قد بلغت من العمر أرذله .. ولم تعد عندي أي طاقة في الاستمرار في الطريق الوعر الذي اخترته لنفسي .. وهو طريق البحث العلمي عن المعرفة .. ونشرها .
ومن حق أي إنسان .. أن يبدي راية في أي عمل ثقافي أو أدبي او فني ..
بمعنى : ممتاز .. جيد .. متوسط .. رديء .. هابط ، أو أن يقول : هذا خارج عن مجالي .. وفي كل الأحوال .. سوف نقول له شكرا .. على أي حال .
وبعض الآراء التي وصلتني عن الكتاب .. بطريق غير مباشر .. حسب الحكمة القائلة .. ما شتمك .. إلا من بلغك .!.
الاول : ده كان ظابط في الجيش .. ماله و مال الألوان .؟.
والثاني : ده مهندس كهربا .. ماله و مال الألوان .؟.
حسنا يا سادة .. هؤلاء الضباط و جنودهم .. هم من ضحوا و عبروا في 6 اكتوبر .. وقهروا خط بارلييف و استعادوا سيناء .. و تاريخ العسكرية المصرية .. يحتشد بالكثير من الفنانين و الشعراء و الأدباء .. من محمود سامي البارودي .. مرورا .. بالضابط احمد حافظ مظهر .. والضابط يوسف السباعي .. ثم طابور طويل لا ينتهي .. سوف تجد فيه الضابط إبراهيم عامر و القناص إبراهيم نوار .. وغيرهم وغيرهم كثيرين .
و المهندسين و الأطباء واغلب المهن .. سوف تجد منهم .. الأدباء و الشعراء و العلماء .. حتى طائفة المكوجية .!. سوف تجد من بينهم من الزجالين من يتفوقون على كل شعراء الحداثة .. والبانجو .!. المتنطعين في مقاهي وسط البلد .!.
مثل الاسطى .. سيد مرسي ، الذي كتب :ع الحلوة و المرة .. مش كنا متعاهدين .. ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين .!.
إن الذي دفعني إلى عمل كتاب معجم الألوان .. هو إني أثناء ما كنت اجمع الكلمات العامية .. وجدت لدي الكثير من أسماء الألوان باللغات الأجنبية ، فسألت من اعرفهم من الفنانين التشكيليين و الفنيين التطبيقيين ، عن معاني هذه الأسماء .. فلم أجد إجابة إلا السخرية .. والجهل و الاستعلاء و التنطع .!. ، كأني اعتدي على مقدساتهم ، واكتشفت أنهم جهلة بمعاني الأسماء .. ولكنها العنجهية المصرية .!. ، ولو قام احدهم او مجموعة من دكاتيرهم بعمل كتاب .. يشرح أسماء 50 لونا فقط .. لقللنا لهم متشكرين ، ولكفوني مشقة البحث طوال سنين طويلة .. ولكني قدمت كتاب فيه أسماء 750 لون .. ومرة اخرى .. إنها العنجهية المصرية المقترنة بالجهل المركب .!.
إن شلة ارامل ماركس في الاتيليه .. وشلل متنطعي مقاهي وسط القاهرة .. تزعم و تدعي .. انها .. صاحبة التوكيل الحصري للأدب و الثقافة و الفنون .!.
وشلل الصحفيين .. تزعم و تدعي .. أنها صاحبة التوكيل الحصري .. للمعرفة .!.
وللأسف ((( اغلب ))) .. من تعرفت عليه من الصحفيين .. شخصيات مريضة .. بالغرور و الغطرسة و النرجسية .. بطريقة عجيبة .. ويعتقد الواحد منهم .. انه إذا كتب عن كتابك .. سطرا واحدا .. فسوف يوصلك .. إلى المجد نفسه .. وليس .. مجرد سلم المجد .!.
مع إن دي شغلتكم يا افندية .. ولكنكم تنسون .!. أنكم تعملون في مؤسسات خاسرة .. ورؤساؤكم .. بين لص هارب .. ولص مسجون .!. والنقيب بتاعكم .. عليه حكم بسنة سجن .. بتهمة إيواء و التستر على مجرمين بداخل النقابة .!.
والشعب يدفع الضرائب .. لكي تدفع الدولة لكم مرتباتكم .!. في مؤسساتكم الخاسرة .!.
وربما قريبا سوف تعطيكم الدولة .. جزء من مرتبكم .. أعداد من صحفكم البائرة التي تحتضر .. وتخيل جنابك .. وأنت سارح بالجرايد و المجلات .. في وسط البلد .. وأنت عمال تنادي .. اعبار .. اعرام .. عمبورية ..
او تخيل .. انك تيجي تفرش بضاعتك البايرة .. على الرصيف .. قدام محل .. ويلتف حولك .. الباعة الجائلين و صاحب المحل .. ايه ده .. مين ده .. صحافة .. اديله على حنطور عين امه .. الله اكبر .. طاااخ .!. وتبقى مش عارف .. تلم بضاعتك .. ولا تجري منهم .. ولا تجري من البلدية .!.
ولن يفيدني بعد رحيلي .. او يفيد المجتمع أن يقال عني .. كان باحث كويس .. وعمل كتاب ممتاز في شرح أسماء الألوان .....
اعتذر لطول هذه المقالة .!. وكنت اعتقد أنها الأخيرة .. ولكن ما زال عندي مقالة أخرى .. في شرح الموقف الثقافي البائس الذي تعيشه مصر .. و أرجو أن تكون الأخيرة ..
سامحوني .. وانتظروني .
مهندس سامح فرج . مؤلف معجم فرج للعامية .