هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ترامب و الحل النهائي
  • بلطجه القوة،، كبسولة 
  • هل يبيعوها….كما باعها أجدادهم 
  • لسنا ناقصات
  • فذلكة الملحدين
  • الزوجة .. إختاري من تكونين
  • طش يا بابا
  • ايهاب نافع لم يكن طيار الرئيس !
  • مع الأيام نتعلم
  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  • درسي ترامب
  • ردود الأفعال!
  • اليوم العالمي للذين لمسهم السرطان
  • تدي حب
  • تغريد الكروان: الرحيل
  • رساله مفتوحه للشعب الفلسطيني
  • معرض الكتاب جميل هذا العام
  • أبو الأجيال
  • عيد ميلادي
  • البراقع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة م سامح فرج
  5. ذكريات يوم خالد في تاريخ مصر  العاشر من رمضان السادس من اكتوبر

العاشر من رمضان .. عام 1973 . الموافق 6 اكتوبر 1973 .

من كان يعلم .. ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر .. ؟.

الزمان .. صباح يوم 6 أكتوبر ـ 10 رمضان 1973 . و المكان .. الكتيبة 652 صواريخ بورفؤاد ..

هذا اليوم كان آخر يوم في المشروع التدريبي الشامل للقوات المسلحة .. لهذا العام .

وفي العام السابق في نفس التوقيت تقريبا .. كان هناك مشروع تدريبي مماثل .. وانتهى .. بدون أي عمليات قتالية ، وفي كل مرة ..كانت إسرائيل ترفع حالة الاستعداد إلى درجة التأهب القصوى .. ثم تنتهي المسألة إلى .. لا شيء .. واقتنعت إسرائيل أن مصر لن تحارب ..

في أواخر سبتمبر عام 73 .. قبل المشروع التدريبي .. كان على ضباط الرادار ..التوجه الى قيادة التشكيل ..لاستلام أوامر العمليات .. وهي مجموعة من المظاريف الصغيرة في حجم الكف .. مكتوب فيها أوامر عمليات القتال .. وكل مظروف عليه كلمة أو أسم مثل ( باريس ـ مدريد ـ تونس ) . وتخيط هذه المظاريف بالخيط وتختم بالشمع الأحمر بخاتم ضابط الاتصالات.. وعندما تريد القيادة إصدار أمر معين إلى ضابط الرادار .. في حالة عمليات القتال.. فإنها تصدر إليه أمرا من كلمة واحدة هي ( مدريد ) مثلا .. فيفتح الضابط المظروف المكتوب عليه ( مدريد ) فيجد أمر العمليات .. ويقوم بتنفيذه .. ثم يعطي التمام بالتنفيذ .. 

وفي العام 72 .. تسلمت مجموعة مظاريف أوامر العمليات .. ثم أعدتها إلى القيادة ..بعد انتهاء المشروع .. دون أن تفتح .. حسب التعليمات .

وفي يوم 4 يونيو 1973 .. زار موقعنا الرئيس أنور السادات .. ومعه المشير احمد إسماعيل .. وشاهد استعدادات الكتيبة .. وجلس معنا نحن الضباط في دشمة القيادة .. لكي يرفع من روحنا المعنوية .. وتحدث معنا .. حديث الأب إلى أبناؤه .. وليس حديث القائد إلى ضباطه ..، وسأله ساعتها زميلنا النقيب محمد الزنوكي .. قائد سرية النيران ( تعمير الصواريخ ) .. حنحارب امتى بقى .. يا ريس .. ، فرد بهدوئه المعتاد .. الحرب يا ولادي .. جايه قريب .. اقرب مما تتخيلوا ..10 رمضان

في مساء يوم 5 أكتوبر .. كانت مناوبتي ألليلية للمرور على الخدمة ( الحراسة الليلية ) .. فقمت بالمرور على الموقع .. ثم اتجهت الى موقع المدفعية (14,5 مم ) المجاور لنا لإلقاء التحية على الضابط نبيل .. قائد هذا الموقع .. ، شاهدت عنده مجموعة جديدة من الضباط والجنود الأشداء من قوات الصاعقة وكانوا يتأهبون للنوم .. في أي مكان على الأرض .. فقدمني لهم .. ظابط الرادار في كتيبة الصواريخ اللي جنبنا ..

قلت للضابط نبيل .. أيه البخل بتاعك ده .. يا أخي .. مش تطلع علبة السجاير .. وتعزم على الضيوف .. ولا تطلب لهم دور شاي من الكانتين .. 

فأصطحبني بعيدا عن الموقع .. وقال لي هامسا .. دول مش عايزين حاجه ..غير أنهم يناموا و يرتاحوا .. دول حضروا في المشروع .. السنه اللي فاتت .. لكن السنه دي .. جايين ومعاهم .. بيارق ( اعلام و رايات كبيرة ) .. قلت له معقول يا نبيل حنحارب بكره .. وحا يرفعوا البيارق دي ..على خط بارلييف .. قال كل شيء جايز .. 

هؤلاء الأبطال .. هم الذين استولوا في اليوم الثاني ( 6أكتوبر ) ..على النقاط الحصينة في خط بارليف ( لاهتزانيت ـ اوركال ـ بودابست ) ( الكيلو 19 ـ الكيلو 10 أو رأس العش ـ نقطة طريق بورفؤاد العريش ) . 

عودة الى صباح يوم .. 6 أكتوبر .. مضى الصباح عاديا .. وفي الساعة الثانية عشرة .. جاءنا أمر ..بانتهاء المشروع التدريبي .. وانتهاء حالة خدمة العمليات .. اصبحت الرادرات خارج العمل و توقفت الديازل ( مولدات الكهرباء) .. وساد الموقع .. سكون كئيب .!.

ولم أكن اعلم وقتها .. انه سكون ما قبل العاصفة .!. 

إن صوت الديازل وهي تهدر .. يعطيك إحساسا بالثقة و الأمان .. وان الموقف تحت السيطرة وان الكتيبة جاهزة للاشتباك في أي لحظة .. ولم يحث منذ دخولنا إلى الجبهة .. أن توقفنا عن العمل في ذلك التوقيت .. فما الذي حدث .؟. 

قلت لنفسي .. أهكذا ينتهي كل شيء .؟. 

علمت بعد ذلك بفترة ، ان هذا التصرف كان لفرض الصمت الراداري و اللاسلكي على الجبهة ، ولم يكن في الجبهة أي مظهر من مظاهر الحياة .. إلا بعض الجنود في نطاق الجيش الثاني و الثالث كانوا يلعبون الكرة وبعضهم يسبحون في مياه قناة السويس .!. وكان هذا التصرف معمول حسابه في خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعها الجنرال النحيف المخيف .. البطل المشير محمد عبد الغني الجمسي .!.

انشغلت ببعض الأمور الإدارية .. وبعدها طلبت من قائد الكتيبة الإذن بالذهاب إلى قيادة التشكيل .. لإعادة مظاريف العمليات .. فقال لي " مستعجل على أيه .. اصبر شويه ..!. " .

كانت المسألة بالنسبة لي .. نزهة .. سوف استقل السيارة وأعبر بالمعدية إلى بورسعيد .. وهناك سوف أقابل زملائي في القيادة .. و أعرف آخر الأخبار .. وأتفسح في شوارع بورسعيد .. 

وفي الساعة الثانية ظهرا كنت إنا ومجموعة من زملائي الضباط واقفين في الموقع مع بعض الجنود نتحدث عن وضع الأجازات .. وانفجرت السماء بصوت .. كالرعد .. و ظهر إمامنا و فوق رؤوسنا .. على ارتفاع منخفض جدا .. سرب من حوالي عشرة طائرات ميج و سوخوي .. متجهة من الغرب الى سيناء .. أخذنا نصيح ونلوح بأيدينا لهم .. لفت نظري أن في منصف السرب .. طائرة .. ميج 17 .. أول طائرة نفاثة في سلاح الطيران المصري .. قلت لنفسي .. وحتى الميج 17 .. طالعه تاخد بتارها ..هيه كمان .. وقد قام قائد هذه الطائرة .. بإمالة جناحي الطائرة إلى الأعلى ثم إلى الأسفل .. وهي حركة للتحية في عرف الطيران .. ويا ريت من يعرف هذا الطيار ..أن يرد إليه تحيتي العسكرية أنا و كتيبتي .!.

أسرعت إلى محطة الرادار .. وقمت بتشغيلها .. بدون انتظار لأي أوامر .. كانت أول مرة أشاهد على شاشة الرادار طائراتنا فوق سيناء .. وأول مرة أسجل في دفتر المحطة .. طائراتنا فوق سيناء .. ، والطائرات المعادية .. تظهر على شاشة الرادار مثل نقطة .. نعطيها رقما .. و نتتبع احداثياتها .. ويطلق عليها .. خط اسود .. ( اختصار : خط سير هدف معادي ) .. أما طائراتنا .. فتظهر .. نقطة وخلفها قوس صغير .. نعطيها رقما ونطلق عليها .. خط ابيض .. ، وكانت هذه اول خطوط بيضاء في سيناء تسجل في دفتر المحطة .. منذ وصولنا الى بورفؤاد وقد احتفظت بهذا الدفتر .. ولا زال عندي حتى اليوم ..!!.. 

كنت أعرف من مواقع الطائرات على شاشة الرادار .. أنها تقصف مطارات العريش و المليز .. وهذه تقصف مراكز التنصت في أم مرجم , أم خشيب .. وكنت اهتف " ادوهم على دماغهم ولاد الذينه .." ..وكأنهم سوف يسمعوني .!. وحينما استدارت الطائرات عائدة .. خرجت من الدشمة جريا .. لكي اراهم بالعين المجردة .. وصحت في الرجال .. كلهم رجعوا يا رجالة .. فردوا .. " كلهم يا فندم " . 

لقد كانت خطة حرب أكتوبر .. خطة عبقرية .. بمعنى الكلمة .. وبعض أبعادها .. لم اعرفه إلا بعد انتهاء خدمتي العسكرية ..!. حين قرأت مذكرات القادة العظام الذين خططوا لهذه الحرب.. 

وقد استفادة قيادات التخطيط .. من الفكر التآمري السوفيتي ..!. 

في أواخر الستينات .. ظهرت حركة إصلاحية في تشيكوسلوفاكيا .. سميت ( ربيع براج ) قادها الكسندر دوبتشيك .. وأعلن تحفظه على سياسات الإتحاد السوفييتي .. ولم يكن هذا مسموحا به بأي حال .. من الاتحاد السوفييتي .. فقررت وأد هذه الحركة الإصلاحية .. وفي عام 1968 قامت بعمل مناورة كبيرة لحلف وارسو في دول أوروبا الشرقية .. وفي لحظة الصفر .. وحين كانت كل القوات في مراكزها المناسبة .. قامت بانقلاب .. واعتقلت الاصطلاحيون كلهم .!. 

كانت هذه هي الخطة الرئيسية لحرب أكتوبر .. مناورة أو مشروع تدريبي .. ينقلب في اللحظة الملائمة .. إلى الحرب الشاملة .. وكل ضابط أو جندي في الجيش المصري .. كان له واجبه الذي تدرب عليه .. وعليه القيام به حتى آخر نفس .. وليس مطلوبا منه أن يشغل باله بالقيادات الأعلى .. بل عليه أن يوليهم كل الثقة .

سلام سلاح .

 نوبة رجوع .

نقيب دفاع جوي سامح فرج . ضابط الرادار، كتيبة 652 لواء 98 صواريخ بتشورا .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع