من اهم اكتشافاتي اللغوية ، مقالة نشرت من عشرة اعوام .
علي سنجه عشرة .
تعبير شعبي قديم ، ضاع معناه مع مرور السنين .
ملحوظة : كلمة سنجه تنطق بالهاء و ليس بالتاء المربوطة ، وصحتها اللغوية .. صنجة .. وهي الأثقال التي تستخدم مع الموازين لوزن المشتريات .
الصورة للفنان الجميل محمد عبد المطلب ..وهو عاوج طربوشه على سنجه عشره وبجواره صورة نقيب بالقوات المسلحة عاوج البيريه على سنجه عشره . ..
لا زال حتى الآن يوصف الرجل الأنيق بأنه لابس على سنجه عشرة ، وإن كان التعبير اساسا يصف ميل الطربوش الى اليمين ميلا خفيفا ، لدواعي الأناقة.
والمفروض أن غطاء الرأس للأنسان المنضبط الملتزم .!. يكون عموديا على الرأس ، ومقدمته في منتصف الجبهة تماما ، وذلك يسري أيضا علي غطاء الرأس العسكري ( كاب او بيريه أو طاقية ) ، إلا أن إمالته إلى اليمين قليلا ، هي رسالة أو جزء من لغة الجسد تعني الاعتداد و الثقة بالنفس .!.
وقد ورد هذا التعبير في اغنية بائعة الورد في رواية ( إش ) للفنان نجيب الريحاني ،
تأليف بديع خيري ولحن سيد درويش ، وفي الفقرة التي ( تتحرش .!. ) فيها بائعة الورد بالأفندي المعجباني .
يا ورد على فل وياسمين الله عليك يا تمر حنة .
ياللي عاوج لي طربوشك فوق الجبين على سنجة عشره .
ماتحط لك حبة ياسمين في عروة الجاكتة رخره .
قرب هنا تعالى عندنا.
خد ورد يا بيه خد فُلة يا بيه .
والسنجه عشرة المقصودة هي ( الصنجة ) عشرة مللي جرام ( أى : عشر الجرام ) ، وهي اصغر صنجهمن ضمن الصنج المستخدمة في موازين الذهب ( وايضا في موازين الصيادلة و التي كانت تستخدم لوزن الكيماويات في الأدوية التي تعمل في الصيدلية ) . وميزان الذهب أو ميزان الصيدلي ، ميزان نحاسي دقيق ذو كفتين ، موضوع داخل صندوق زجاجي ، حتي لا يتأثر بالهواء ، والصنج الخاصة به لها تجاويف محددة لمكان كل صنجة . و ( الصنجة عشرة ) عبارة عن رقاقة صغيرة من المعدن مدموغة بالرقم عشرة ، ومساحتها مثل نصف قشرة اللب.!. ولها ملقط أو جفت خاص لإمساكها . ولو وضعت في أحدى كفتي الميزان ..لمالت الكفة ميلا رقيقا مثل ميل الطربوش للأفندي الأنيق جدا .!. .
والمعنى المقصود من التعبير ..هو أن الأناقة توزن بميزان الذهب .
ولم لا ، ففي عصرنا الحالي فإن عشر الجرام من الذهب يساوي اكثر من الف جنيه .!.
سامح فرج . مؤلف معجم فرج للعامية المصرية.