كانت الرحله فى السوبرجيت المكيف من المنصوره إلى القاهره جميله (وكنت مبسوط جدا جدا من شبكة الكبارى الجديده) .
سائق الاتوبيس الشاب يلعن سياره تسير بدون اي ضوء أمامه ، قلت له : معلهش طول بالك ‼️
لم ينغص الرحله الا شخص يجلس خلفى .. تكلم فى تليفونه بصوت عال طوال الرحله (عرفت قصة حياته كلها حتى قصة الجذمه اللى اشتراها امبارح من السكه الجديده ، وكيف تعرف على "موزته" الحاليه) ..
ونزلت من تكييف الاتوبيس فى محطة القللى بالقاهره .. الدنيا حر والهواء الساخن يخترق رئتي .. وزحمة سيارات رهيبه ووقفت على الرصيف وحقيبتى الصغيره فى يدي ..
وراء أكشاك السجائر والفاكهة ذهبت إلى "مبولة" ضيقه .. يجلس أمامها رجل فى العقد الخامس من العمر ، دخلت.. يا ربي .. رائحة "نشادر" قويه ..
ثلاثة مباول صفراء اللون لم تمسها يد النظافه منذ عقود .. الارضيه مبلولة بماء لا اعرف مصدره رفعت رجل بنطلوني ، وقضيت حاجتي كاتما انفاسي من الرائحه ، وخرجت ومددت يدى للرجل وأعطيته ، لم ينظر لي ‼️
استنشقت كميه من عادم السيارات .. حسيت بخفة فى دماغى .. تذكرت عبور القناه .. ومهاجمة خط بارليف ..
فى القللي سمعت اصوات الكلاكسات فى سيمفونيه بغيضه لا تنتهي .. تمتمت بالشهاده .. و نداء الله اكبر يعلوا بداخلى ..
وهنا .. تقدمت وبزجزاج تكتيكى لتفادى ميكروباص قادم فى اتجاهى يقصدنى والسائق يلعننى .. وعبرت الحارة الأولي .. إلى رصيف غير عريض فى منتصف الشارع .. تنفست الصعداء وتحفزت للحارة الأخري ..
الله اكبر .. وبدأت .. تاكسى مسرع ناحيتى بلا رحمه .. الله اكبر .. وتوكتوك كاد ان يدوس قدمى .. الله اكبر .. الحر .. العادم .. العرق .. الكلاكسات .. الله اكبر .. لابد ان انتصر .. لا اعرف الهزيمه ..
الله اكبر .. وعبرت احد شوارع القاهره !!!
ورغم هذا لا املك فى قلبى إلا عشق وطني ????????