هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة م سامح فرج
  3. الرادرجي .. يتذكر: فصل من ملحمة .. إنشاء حائط الصواريخ
حائط الصواريخ
 
الضابط .. الرادرجي .. يتذكر ..
فصل من ملحمة .. إنشاء حائط الصواريخ .. على جبهة القناة ..عام 1972 .
خطة إدخال أربعة كتائب صواريخ إلى بورسعيد و بورفؤاد ..
في ليلة .. غاب فيها القمر ..!.
الزمان .. ربيع عام 1972 ..، والمكان .. بورسعيد و بورفؤاد .
تم إنشاء حائط صواريخ الدفاع الجوي على جبهة القناة .. في عام 1970 .. بعد أن وافق الرئيس جمال عبد الناصر على مبادرة ( وليام روجرز ) ، وزير خارجية أمريكا في ذلك الوقت ، بوقف حرب الاستنزاف بين مصر و أسرائيل.. ، ولم تكن إسرائيل تفطن إلى الغرض من قبول عبد الناصر لمبادرة روجرز . فقد كان الرئيس عبد الناصر يهدف من ذلك إلى تأسيس حائط من صواريخ الدفاع الجوي على جبهة قناة السويس .
ولم يكن حائط الصواريخ .. قد اكتمل تماما ..، فقد بقي قطاع بورسعيد و بورفؤاد .. خارج منظومة الدفاع الجوي ..
وحائط الصواريخ .. يشبه عنقود العنب .!. ومجال عمل كل كتيبة صواريخ هو دائرة نصف قطرها .. عشرين كيلو متر .. وتبدو على الخريطة .. مثل دوائر متقاربة .. ومتداخلة .. يؤازر بعضها بعضا مثل البنيان المرصوص .. ، وإذا نظرت إلى الخريطة .. سوف تجد بورسعيد و بورفؤاد مثل الجزيرة المنعزلة .. وإذا اتجهت من بورسعيد جنوبا .. مرورا بخط القناة .. التينه ثم الكاب .. فسوف يكون على اليمين بحيرة المنزلة .. ولا يمكن وضع أي تشكيلات للصواريخ فيها .. ، وأول تشكيلات لصواريخ الدفاع الجوي .. تبدأ تقريبا من خط مدينة القنطرة ..، ولذلك فإن تشكيلات الصواريخ في بورسعيد تقاتل بمفردها ولا يتداخل نطاق عملها .. مع نطاق باقي حائط الصواريخ ..
ولذلك وضعت قيادة الدفاع الجوي خطة محكمة ..لإقامة نطاق من الصواريخ .. يغطي قطاع بورسعيد ـ بورفؤاد . وهذا التشكيل سوف يكون بمفرده .. و الكتائب تتبادل حماية بعضها البعض وتقوم بالدفاع الجوي عن بور سعيد .
كانت الخطة .. عبقرية في التخطيط .. وتفاني في التنفيذ .. ، فقررت القيادة تشكيل اللواء 98 دفاع جوي ، بقيادة اللواء كمال منير الجبالي ( وقد خلفه العميد فيليب نصيف زخاري ) ، وتم اختيار أربعة من كتائب الصواريخ المتميزة .. اثنان دفنا ( سام 2 ) واثنان بتشورا ( سام 3 ) . وكنت أنا ضابط الرادار بالكتيبة 652 بتشورا وموقعها في بورفؤاد .
كانت الخطة تقتضي بإدخال الأربعة كتائب في هدوء .. وتخبئتها في ورش ترسانة بورسعيد و مخازن البوندد .. لعدة أيام .. حتى يوم التنفيذ .. ، وفي ذلك الوقت .. كان الطيران الإسرائيلي يقوم بطلعات يومية فوق بورسعيد .. على ارتفاع أعلى من مدى المدفعية المضادة للطيران .
قمنا بفك معدات الكتيبة .. وانطلقنا من محل تمركزنا القديم .. في وسط الدلتا .. والكتيبة .. قول متحرك من أربعين سيارة نقل ثقيل .. تشمل الكبائن و ومنصات الصواريخ والهوائيات والرادار .. ومستلزمات الوقود و الإعاشة .. وكانت الرحلة مرهقة .. وغاية في التوتر .. بلغنا دمياط .. ثم بورسعيد .. وفق جدول زمني محدد بالدقيقة .. ودخلنا ورش هيئة قنال السويس .. وما إن دخلنا ..حتى ارتمينا على الأرض من فرط الإجهاد ونحن نحس بالأمان لوجود جنود البحرية حولنا .
وفي صباح اليوم التالي ذهبت لمعاينة موقع الكتيبة في بورفؤاد .. ركبت المعدية لأول مرة .. ومن موقعي شاهدت بالمنظار .. النقطة الإسرائيلية عند الكيلو 18 ، طريق بورفؤاد ـ العريش وكانت تسمى .. نقطة القطع .
منحتنا القيادة راحة لمدة يومين .. بينما كان السائقين يدرسون طريق تحركهم شبرا .. شبرا .. لأن إدخال المعدات سوف يتم في الظلام الدامس في ليلة محاق .. غاب فيها القمر ..!.
رحت أنا وزملائي الضباط نتجول في مدينة بورسعيد الجميلة ونستكشفها .. وكان الأهالي يحيون بود .. هؤلاء القادمين الجدد .. وأدهشني أن المدينة .. بها إذاعة داخلية تذيع عن طريق مكبرات صوت معلقة على أعمدة النور .!. وكانت تذيع وقتها ابتهالات للشيخ النقشبندي .. مما بعث في نفوسنا شعورا بالأمن و الثقة و الارتياح.. إنها مشاعر يصعب وصفها .!.
وفي لحظة الصفر .. مساء يوم التنفيذ .. انطلقت كتائب الصواريخ من مكامنها .. بهدوء .. في طريقها لاحتلال مواقعها .. اثنتان في بورفؤاد ..في الملاحات و لسان بورفؤاد و اثنتان في بورسعيد في القابوطي و الجميل .
أخذت وحدات كتيبتي تتحرك نحو المعدية .. وفق جدول زمني محكم محدد بالدقيقة .. واستقللت المعدية أنا و جنودي ومحطتي و مهماتي ووقودي .. وعبرنا بسلام .. الى بورفؤاد ..
ما زلت متعجبا حتى اليوم الذي أكتب فيه هذه المقالة .. كيف قاد السائقين هذه السيارات في هذا الظلام الحالك ..؟. دخلنا الموقع .. وبدأ إفراد الكتيبة في تركيبها في الظلام الحالك .. كان كل فرد من الكتيبة .. يدرك دوره تماما ، وكان الجنود قد ربطوا العدة الخاصة بهم بدوبارة قي القايش .. حتى لا تسقط منهم في الرمال ..، أتممت أنا و جنودي إدخال المحطة في الدشمة .. وتركيب الهوائيات .. وتوصيل المولدات وخطوط الإتصالات .. وكوابل الربط مع كابينة القيادة وضبط إحداثيات المحطة وفرد الخرائط .. ومراجعة دقة توليف المحطة ، وكان باقي أفراد الكتيبة يعملون على الانتهاء من تركيبها .. ، وتم كل ذلك بنجاح ..
لقد أثمرت شهور التدريبات الشاقة .. عن هذا النجاح ..
ولبثنا ننتظر الأمر بالتشغيل وكان مقدرا له قبل الفجر بنصف ساعة .. ، وجاء أمر التشغيل ..
وفوجئت وحدات التصنت الالكتروني الإسرائيلية في سيناء ..بانبعاثات الكترونية .. كثيفة .. صادرة من بورسعيد و بور فؤاد .. لقد بدأت رادارات الإنذار و الالتقاط في العمل ..
وفوجئ الأهالي و القوات في بورسعيد .. بأن الأرض قد انبتت .. ليلا .. أربعة كتائب للصواريخ .. وكانت الصواريخ على قواذفها .. تدور و ترتفع و تنخفض .. مستجيبة لأوامر التوجيه من كابينة القيادة .. مشهد يبعث الثقة في النفس .
وحدث ما كان متوقعا .. كان من عادة الطيران الإسرائيلي أن يأتي من جهة الشرق في الصباح الباكر .. حيث تكون الشمس في أعين جنود المدفعية المضادة للطائرات ..، و شاهدت على شاشة الرادار عندي .. لأول مرة .. الطائرات الإسرائيلية وهي تقلع من مطارات العريش و المليز .. متجهة نحونا .. ولكنها لم تجرؤ على الاقتراب من بورسعيد .. وظلت تحوم على مسافة أكثر من ثلاثين كيلومتر ..
لقد انتهى زمن عربدة الطيران الإسرائيلي.. فوق سماء بورسعيد ..
لقد جئنا إلى هنا .. لكي ندافع عن سماء هذه المدينة ..
وسوف نظل في مواقعنا .. صامدون .
مهندس سامح فرج ، مؤلف معجم فرج للعامية المصرية .
( فقرة من كتاب نوتة الرادرجي ).
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2548 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع