الضابط الرادرجي .. يتعلم اخيرا .. مفهوم .. الطوب اللبن .. من العريف سائق .. عبد النبى المصيلحي الغباشي .!.

في بداية خدمتي العسكرية .. كضابط رادار .. في كتيبة صواريخ دفاع جوي .. تلقيت نصيحه من رئيس العمليات .. الرائد عزت شبانه .. بانه من المستحسن .. الدردشه مع  السائق ..في الموريات الطويلة .. حتى لاينعس .. او يغفوا   السائق .. او الضابط ..!.

وفي احد هذه الماموريات الطويلة .. كنت انا و العريف سائق .. عبد النبي المصيلحي الغباشي .. وكانت المأمورية في الوجه البحري .. قبل انتقالنا الى الجبهة .

مررنا على ارض زراعية .. وكان هناك احد الفلاحين يصنع بعض الطوب .. لبناء منزله .. وكان قد بنى .. مربعا من الارض .. وحوله سياج ارتفاعه نصف شبر .. وارضيته مفروشة بالقش .. وبجواره .. ارض 2 متر مربع .. فيها كمية من الطمي المتخمر .!.

.....

عودة الى المرحلة الإعدادية .!. 

وانا في المرحلة الإعدادية .. في اوائل الخمسينات .. من القرن الماضي ..

قال لنا أستاذ العلوم الاجتماعية  .. ان الفلاح المصري .. يبني مسكنه .. بالطوب اللبن ..!.

فقال احد التلاميذ .. يعني الفلاح .. بيني بيته بالزبادي يا استاذ  ..!.

فانهال عليه الأستاذ بالخيزرانه .. اسكت يا جحش .!.

عوده الى  الماموريه ..

قلت للعريف السائق  عبد النبي ,,..انا .. شامم ريحة زبادي .!.

قال .. لا مؤاحذة يا فندم ..لما يضربو الطمي .. مع القش .. تبقى ريحته زبادي .!!..

......

 

ومرت الاعوام .. وقرأت أخيرا .. ان خلط الطمي .. مع القش .. ينتج عنه حامض ..اللاكتيك او اللبنيك .. وله رائحة تشبه الزبادي .!.

لقد توارث اهالينا من ابناء الريف .. هذه الخبرات .. ربما منذ أجدادنا الفراعنه .!.

والتي احتاجت .. الى العشرات من .. الدكاتير .!. 

لكي يشرحوا لنا.. ما يعرفه ,, اجدادنا منذ الاف السنين .. 

وكل  التحية .. لاها لينا من   الفلاحين المصريين و للفلاح المصري  راعي ارض مصر .

سامح فرج . مؤلف معجم فرج للعامية الصرية .