الغربة قدري ، والوحدة ردائي الذي يجب أن يلازمني طول الوقت ،
احتضنت نفسي تحت الغطاء ، وكأنني أحتضن غربتي ووحدتي ، واستسلمت للنوم محاولة أن أطردك من حاضري ، من فكري ، لكت النوم جفا عيني ، واستوطنتهما صورتك ،
حاوت أن أقاومها ، أغلقت عيني لأبعدك ،
ووجدتني أنزلق إلى بئر النوم ،
للمرة الأولى أستطيع النوم في حضور صورتك ، لم أكن أدري أنني سأقدر على مواجهتك مثل هذه المواجهة ، ولم أكن أدري أنني أمتلك مثل هذه الطاقة على الصلابة والمقاومة .
ولكن ما كاد النوم يأخذني ، حتى ظهرت صورتك مرة أخرى تحت ستار عيني.
كان نوما قلقا ، انتاب أحشائي خلاله وجع قاس أم انتاب روحي ، لست أدري ..
أثناء ذلك النوم ، حلمت أنك تبخرت ، أصبحت هواء ، منعت نفسي من التنفس حتى كدت أختنق ، تنفست بقوة ، وبنفس القوة هاجمت أنفي ، تسللت عبر خياشيمي لتستقر داخلي ،
أحسست بك تجول وتصول في صدري ،
أدهشتني القوة التي تنفستك بها ،
أول سؤال تبادر إلى ذهني ، كيف أخرجك مني بعد أن تنفستك ؟
بسرعة كبيرة أخذت أجري وأتنفس كما تعلمت في حصص الرياضة البدنية منذ صغري ، لكنني لما توقفت سمعت قهقهتك العالية داخلي ، فسعلت ، سعلت بشدة.
ضربت بيدي على صدري بقوة ، ، طاش صوابي .
حاولت مرة أخرى ألا أتنفس ، لكن قوتك دفعت النفس إلى فمي وأنفي رغما عني ، فإذا الأنفاس التي يجب أن تخرج من فمي ، تمتزج بتلك التي تريد الخروج من أنفي أنا أكاد أختنق .
واستيقظت ،
ومنذ استيقظت أصبحت لا أتنفسك إلا أنت .
لكن اليوم ، اذهب ولا تعد .
وإن كنت أخطأت بهذا القرار ، فذلك لا يهم ، ما دمت قد تواطأت مع الخطأ منذ زمنمضى .
وإذا كنت حقا أخطأت ، فهو الخطأ الإ رغا مي المروع، لا الخطأ العمدي ، إنه خطأ المقموع لا خطأ الزاهد .
وإن كنت قد أخطأت بهذا القرار ، فهو قرار الثائر ، وهذه الأنفاس التي أصبحت تخرج مني متألمة تتبخر في الجو حزنا وتعاسة ، ليست خواء بل إنها مستعدة للانفجار بي في كل وقت وأي وقت وحين .
مغفورة خطايا المقموعين ، مغفورة آثامهم وثوراتهم ،
فاذهب ولا تعد .