هناك من أعلى سقف البناية الشامخة ، أرمي بنفسي إلى الفراغ !.
لكنني لا أحس بأي ألم، تتساقط دموعي غزيرة على وجنتي، فأنا ما زلت على قيد الحياة، ولم يحصل معي شيء، كل أعضائي في مكانها، لم أكسر رجلي ولا ذراعي، لم أصب ولو بخدش واحد !.
لم يعن تجمهر الناس حولي شيئا، لم يفهموا شيئا، وأنا أقوم من سقطتي وأنفض الغبار عني وأهرب منهم وهم يحاولون إيقافي في انتظار مجيء الإسعاف .
أخذت أركض بكل ما أوتيت من قوة، إلى أن اختلط عرق جبيني بدموعي .
ولما ابتعدت عنهم ، توقفت وصرخت بأعلى صوتي كما مجنونة فقدت صوابها للتو .
كان الجميع ينظرون إلي، لا أحد يفهم شيئا، أظن أنهم لم يسمعوا صوت صرختي المدوي، لكن كيف يمكنهم أن يفهموا الصمت!.
إنني أحتفظ بكل تلك الحكاية داخلي، في خيالي، لأنه من الصعب والقاسي جدا أن أقوم بتنفيذها.