لم أفكر يوماً بمعنى التقدم في العمر .. لم أحسب عدد سنيني قط .. لاأدري حتى متى قطعت عتبة الثلاثين . .
أذكر أنني دائماً كنت أنثى ذات طموح أحاول رسم خارطة طريق .وأن فشلت أمزقها و أرسم أخرى دون أن أعد حتى أيامي ..
ويوم أطفأت شمعه عمري الثانية والثلاثون أحسست بشعور غريب ..
هل تشعر كل النسوة بهذا الأمر .؟؟ .
بالأمس هاتفتني صديقتي لتقول لي ماشعور اللواتي قطعن عتبة الثلاثين في نهاية العام سأصبح في الثلاثين .. تكلمي لي أخبريني ...؟؟لم أعرف بماذا أجيبها .. فأنا صدقاً أشعر بأني أملك عقل امرأة ثمانينيه منذ ولدت .. يغلفني هدوء يشبه هدوء الأجداد.
وحين جلست أقرأ رواية العاشق الياباني ( لإيزابيل الليندي) وضعت الرواية أمام ذهني السؤال ذاته .. التقدم بالعمر .. ف ألما العجوز تروي ذكرياتها لأيرينا التي تعمل في مأوى العجزة .. أحزنني أنني وللآن لاأملك ذكرى مميزة سعيدة أتناولها وقلبي يرقص .. أو أقصها وعيني تلمع .. كل ذكرياتي عبارة عن استنزاف ...ركض.. كفاح .. مداواة الناس المجروحة .. والطبطبه على القلوب المتعبه .. والكثير من الخذلان الكثير من العابرين الذين كسروا فؤادي والكثير من المشاريع التي لم تر الضوء ...
فحقيقة لا أخشى التقدم في العمر فأنا لم أكن يوماً بعقل طفله .. أنا حقاً ولدت بعقل عجوز ... ماأخشاه ألا يكون لي ذكرى حب سعيد ..
أو بلدان قد زرتها ..
يؤلمني حقاً أن أموت هنا .... بقائي هنا ..
هو مايعذب فؤادي ...
#الفيروز????