ريفيو كتبته من سنة عن رواية """ الفراشة التي قتلتني """
للكاتبة مها مصطفى
عندما قلبت أول صفحات الرواية توقفت عند صفحة الشكر الواجب كما اسمتها الكاتبة ووجدتها تحتوي على قامات في الكتابة و الإرشاد الروحي و التطوير الذاتي فعلمت مسبقا أني مقبلة على عالم موازي بالمفهوم الجميل. عالم يتداخل فيه الحلم والخيال مع الحقيقة والواقع. عالم ذاب فيه الزمن بحواجزه الخانقة فأنت حر تماما ان تتنقل بين الماضي والحاضر دون عناء أو خوف من أن تضل الطريق تماما كما يفعل البطل. حيث لا فرق بين كون ما تقرأه هو حوار حقيقي أم حديث نفس. هل الحدث الذي أنت بصدد قراءته هو ذكرى طفولة فائتة أم حوار مع الطفل الداخلي القابع في أعماقك الآن. بل إن الحوار قد تخطى حدود الرواية بأوراقها وغلافها لينشيء حوارا مع القارئ نفسه الذي يكتشف فجأة أن حدود غرفته قد تلاشت و ليس حوله إلا أبطال الرواية يتحركون هنا وهناك غير آبهين بالذي يجلس في الركن البعيد في طرف الغرفة وقد علم كل الشخصيات بحركاتهم وسكناتهم وتفاصيل ملامحهم بل وما يدور في الداخل العميق لكل منهم لا يخفى عليه شيء من أمرهم.
تعجبون من طريقتي في الكتابة ؟!!!
صدقا هو سحر ملون بألوان الفراشات انبعث من أسطر الرواية ذاتها بل و ما بين السطور ، فصبغ ما أكتب بنفس الصبغة دون إرادة مني.
لكل من لا يعرف الخط الفاصل بين العطاء و اهلاك النفس ، لمن آثر الشح المقيت و انغلاق نفسه على نفسه بدلا عن التحليق والتعبير عما بداخله بكل حرية و انطلاق. لكل من استسلم للضعف وترك عقد الماضي تفسد عليه حاضره ... كلمة في أذنك .. كل ما يختلج في نفسك وعجزت أن تخرجه على طاولة الحياة الفارغة إلا من آلام منسية لكنها مؤلمة و آمال في علم الغيب تجده هنا في خبيئة في مكان ما بين صفحات وأسطر " الفراشة التي قتلتني..
للكاتبة مها مصطفى..
غادة سيد..