ماذا لو قلت لك أنني مدمنة؟
هل ستصاب بالدهشة؟! أم ستزوم متبرما وتشيح بوجهك عني.
كان الأمر قدريا أن أصاب بهذا الإدمان.
لم أتناول جرعة على سبيل التجربة، كما يفعل غيري ولكني كنت أعب روحك عبا.
أرتشفها كأرض ظمأى، ناطحتها غيمة حبلي
فالقت ما في بطنها، حتى كدت أموت بجرعة زائدة وقبل الموت بمسافة لا تتعدى خمسة أنفاس احتجزها صدري المتشبث بحريته
، أفقت.
ظل عقلي، يتأرجح ما بين اليقظة والحلم .
يمارس غوايته بأن أستلقي؛ ليقوم بدوره المعتاد من البحث داخلي بعد أن أربكه ما أصابني من تغيير
تغير وجه الحياة أمامي، وصالحت أيامي الكئيبة
رأيت ملامحي الجديدة في مرآتي .
أحقا هذا أنا. رغم أنني أكاد أجزم أنني لم أعد أنا.
أبتسم دون سبب وأبكي دون سبب .
أرقص وأغني أو أحتضن وسادتي، أعتصرها وأنا أنظر إلى هاتفي المفتوح أمامي، بروح هائمة ووجه متفتح كوردة الصباح
تمر بخاطري الذي لا يغفل أبدا عن ذكرك، رسم تفاصيلك
استحضار روحك، لتشاطر روحي الحياة التي خلقت؛ لنقتسمها
فأشرق أحيانا وأذوي كعود قد تزاورت عنه الشمس .
ماذا الآن؟! هأنذا أقف في منتصف الطرق أبحث عني
فأجدك ماثلا أمامي وفي قلبي تدق آيات الشغف.
نعم.. سقطت في جب عينيك الآن
أنت يا أنت إدماني .
أتريد أن تعرف كيف عرفت أنني مدمنة عليك؟
حين صرت أسمع صوتك خريرا لؤلؤيا يصب في أذني فيروي روحي .
حين صرت أراك فيهف النسيم؛ ليحملني.
أنظر إلى الأرض فلا أرى قدمي متشبثة بها كما كنت سابقا .
كنت أخاف الطرق، أخشى أن أتوه، فتبتلعني.
الآن أطير وأراها عابسة فقد إعتادت دفئي، إفتقدت غرسة لم تكن تفارقها.
أتعرف ؟ صرت خفيفة رغم وزني الزائد، لا تكاد قدماي تلمسان الأرض وأنا أسير.
حتى أصدقائي تعجبوا من تلك الإبتسامة التي تخايل وجهي بعد عبوس، كاد يصير أحد ملامحي .
نسيت أن أحكي لك عن ملامحي، صارت أجمل بعد أن خالطتها ألوان الحب الوردية.
مرت عليها كنسيم الصباح فتفتحت كزهرة الندى.
ماهذا؟ أشعر بخفقة حارقة، وأنفاسي تختنق .
لقد نسيت الآن هو موعد جرعتي الصباحية .
الآن صار لزاما على أن أتعاطى صوتك كجرعة أكسجين تضخ الحياة في صدري.