كنت دوما أرى أمي باكية ولم تكن تفصح أبدا عن سبب البكاء أما أبي فلم أرى له دمعة يوما
حتى عندما ماتت أمي لم أره يبكي.
مضت السنوات وأنا غارقة في تساؤلاتي ودموع أمي. حتى أجابتني يوما عن سؤالي الحائر .
لماذا تبكي النساء؟ ولا أرى رجلا باكيا إلا نادرا.
قالت لي: إن الرجال يغرقون في ساقية الحزن، يملؤنها بدموع لا نراها أما النساء فيديرون تلك الساقية ويرون بدموعهم الأرض تحت أبنائهم ليضمنوا لهم أن يستظلوا تحت شجر الحياة الوارف.
ومنذ ذلك الحين وأنا أتابع الوجوه والعيون
عرفت مع الوقت لماذا يشيب الرجال باكرا عن النساء لأن الحزن يحرقهم دون أن تطفئ قلوبهم دمعة.
ماتت أمي دامعة ومازال أبي يخفي حزنه في تجاعيده البائسة .