السلام عليكم و رحمة الله
اتعرفون يا ساده جهاز "الكمبيوتر" ؟ .... هو جهاز ليس له روح و لا عاطفه .... هو ينفذ فقط الاوامر المنطقيه المتفقه مع علم "اللوجيك" او المنطق و علم الرياضيات فقط
من المفارقات ان مخترع هذا الجهاز الدقيق هو الانسان ! ... الانسان الذي هو اكبر كتلة عاطفية علي وجه الارض ... و الانسان هو صاحب اكبر مقدره عقليه علي وجه الارض ايضا ... لكنها تتعطل بكل سهولة امام قدرته العاطفيه التي لا تتعطل ابدا !
سأتقمص دور جهاز "الكمبيوتر" مع اعترافي مسبقا بأني سأفشل في المهمة .... لكنه شرف المحاولة في هذه الظروف الشائكه القاسيه لوطني مصر ... لعل و عسي ان تعود بعض مراكز العقل للعمل ...
نبدأ من اول الحكاية ...
الجماعات التي تمارس السياسة تحت غطاء ديني ... هدف قيادتها هو السلطه .... و هدف مناصريها هو اعلاء زائف لقيم الدين الذي خدعوا عنها انها في خطر !
هناك من سيتفق ....
و هناك من سيختلف ...
و هناك من سيمتطي جواد الفلسفه ...
في النهاية ... هذه حقيقه مجرده ... و هذا ما يقوله "جهاز الكمبيوتر" ...
نواصل الحكايه ...
فكرة العلمانية الكافرة ... و المشروع الاسلامي المناهض للكفر و الفجر .... اكذوبه كبري .... تعتبر من افضل الادوات للحشد العاطفي لهذا التيار ...
فجهاز الكمبيوتر يقول ... ان الاسلام كدين ... منفتح تماما و مستوعب لأقصي درجه ممكنه لكل اساليب الحياة في اطار تعليماته الواضحه و الغير معقده ... و ليست في حاجه لمشاريع هدفها السلطه لمغازلة تلك الحشود التي تريد ان تستشهد في سبيل الله !
نواصل الحكايه ...
الشهادة في سبيل الله ليس مكانها ميدان "رابعه" و لا ميدان "التحرير" و لا في تفجير برج التجارة العالمي .... لان جهاز الكمبيوتر يقول للمسلمين الذين يريدون ان يستشهدوا في سبيل الله ... اذهبوا الي القدس و حرروها .... او دافعوا عن اوطنكم و موتوا شهداء في سبيل حمايتها .... و يقول للبكائين انتم لستم شهداءا للاسف ... و هذا ليس ذنبي - اي جهاز الكمبيوتر - و انما "السوفت وير" هو الذي يقول ذلك ...
نواصل ...
قضيه السلطه الدينيه ... قضيه قديمه مستهلكه ... لكنها "منسية" مع تجدد الاجيال ... و ما تفعله التيارات التي تضع كلمة "اسلامي" ضمن عناوينها ... اجراء مكرر فعلته كل السلطات الدينية عبر التاريخ ....
لو انت معترض ... اذهب الي التاريخ .... اقرأ في تاريخ الكنيسه قديما ... و طالبان حديثا ....
نواصل ...
الكذب سلوك محرم في الاسلام .... و كل علوم الفقه لا تضع تبريرات للكذب ... و جهاز الكمبيوتر يخرج رسالة "ارورر" - أي خطأ - اذا ما حاول احد مستخدمي البرنامج استخدام الكذب لتبرير قيمة دينية او انسانية كبري .... هنا يحدث "تهنيج" لجهاز الحاسب علي الفور !
اذا كنت رافضا لهذا المبدأ و تقبل رؤوس من يكذبون من اجل المشروع الاسلامي المزعزم .... فاسمح لي ان اتبرأ بالاسلام من هذا المستوي من التفكير ... هذا بعد اذنك ..
نواصل ...
من يدعي ان الجماعات الاسلاميه في مصر او في أي منطقة في العالم جماعات غير مسلحة ... فهذا سيؤدي الي توقف جهاز الحاسب عن العمل مجددا ... لان المبرمج الاصلي "للسوفت وير" صمم هذه الجماعات لتكون مسلحه اصلا ... حتي تنتزع السلطه ... علي اسنة فوهات "الكلاشينكوف"
هذه نقطه يجب ان يتفهمها الجميع حتي لا يتسببون في انهيار "بروسيسور" جهاز الحاسب ... من فرط التخبط !
نواصل ...
من يدعي ان ان الجماعات الاسلاميه في اي مكان في العالم تعتمد علي معيارات اخلاقيه في جميع تصرفاتها ... فهذا ايضا سيؤدي الي ارتفاع درجه حرارة الحاسب الالي مما قد يؤدي الي فقدانه ... و هذا خبر مؤسف بالطبع للعقلانيين
نواصل ...
من لا يعلم ان الهدف الاعلي لأي جماعه تهدف الي انشاء حكم ديني شمولي هو تدمير الجيوش و هيئات الشرطه في البلاد التي تستهدفها .... لاستبدالها بمليشيات مسلحه ذات قيادات معممه دينيا .... في هذه الحاله جهاز الحاسب سوف يكتب علي الشاشه رساله "بفونت 72 " يقول فيها ... "انت طيب القلب ... مغيب الفؤاد ... ضائع في بحر الهوي .... يا حبيبي او حبيبتي ... حسب "جندر" المستخدم "
نواصل ....
من يدعي ان انظمة الحكم في الدول الكبري ... هي انظمه شفافه و اخلاقيه ... فغالبا سيقرأ نفس الرساله السابقه .... مع تغيير "الفونت" الي 96
نواصل ....
من لا يعرف ان هذه الجماعات لا تشعر باي انطباعات وطنيه تجاه العلم الوطني .. او النشيد الوطني .... او حدود الدوله ... فقد فاته الكثير من العلم ... و عليه مراجعه البرنامج ... لان الجهاز لا يعمل بدون هذه المدخلات الاساسيه ...
نواصل ...
من يدعي دائما بان الغرب يكره الاسلام فيقضي علي تلك الجماعات "الاسلاميه" بين قوسين .... فاليك المفاجأه التي خرجت من رحم جهاز الحاسب : تلك الجماعت كيانات مصنوعه غربيا في الاساس كأجراء مخابراتي .... و تدمير الاسلام الوسطي الحقيقي يتم بها و بيديها ... و عن طريقها ...
و اعلم ايضا ان تلك الكيانات خرجت عن السيطره لصانعيها و اصبحت مؤذيه (في بعض الاحيان) ... فكان لا بد من ايجاد مؤي "ديمقراطي" لها .. تنفس فيه طاقاتها الشمولية ... فكان الشرق الاوسط الجديد علي طريقه ... الصديقه العزيزه الفاتنه السمراء "كونداليزا رايس "
نواصل الحكايه ....
ما حدث في مصر .... انقلاب عسكري صريح علي رئيس منتخب .... لكن جهاز الكمبيوتر عندما حاول وضع ما حدث تحت هذا التصنيف ... فشل !
و بمراجعة البرنامج وجد ان تعريف الانقلاب في الكود الاصلي الذي كتبه المبرمج يقول : ان قائد الانقلاب و مؤسسته تقوم بالحكم و هذا "باراميتر" ناقص في الحالة المصرية ... لذا اخرج جهاز الحاسب رسالة تقول : الرجاء ادخال تعريف جديد يتناسب مع الحالة الفريده التي لا يوجد لها شبيه في اكواد "السيستم"
علي اثر ذلك قام المبرمج بكتابة كود تعريف جديد يقول : انها ثوره شعبيه ... لكن جهاز الكمبيوتر رفض هذا التعريف ايضا .... و قال ان تعريف الثوره الشعبيه غير متطابق مع الحاله التي حدثت
فأعاد المبرمج كتابة التعريف قائلا : انها ثورة شعبية ادت الي انقلاب عسكري سلم بموجبه السلطه الي سلطه مدنية ! ( حاله فريده لم تحدث في العالم من قبل ) ... حينها قبل جهاز الكمبيوتر هذا التعريف ... و اختصره تحت عنوان : ثوره شعبيه مدعومه من الجيش
نواصل الحكايه ...
سؤال لجهاز الحاسب : هل من حق المعترضين ان يعتصموا
الاجابه : نعم
سؤال : هل من حقهم ان يعتصموا تحت حماية السلاح
الاجابة : لا
سؤال : هل يحق للدوله فض اعتصام مسلح ؟
الاجابه : نعم !
اذا من الطبيعي فض اي اعتصام مسلح ... و من يدعي ان الاعتصام لم يكن مسلحا فعليه باللجوء الي طبيب عيون حالا ... بالا
نواصل الحكايه
من يدعي ان الشرطه لم تطلق الرصاص علي مسلحي رابعه ..فهو يخالف الحقيقه المجرده ... لان جهاز الكمبيوتر يقول ان الشرطه دافعت عن نفسها ضد رصاص المسلحين المندسين داخل التجمعات البشريه في الاعتصامات مما ادي الي سقوط ضحايا من غير المسلحين ...
و لا توجد عمليه امنيه بدون ضحايا ... و لا توجد دوله في العالم ليس لها ضحايا لاجهزتها الامنيه ... و لا يوجد مبرر لاعتصام مدني مع مسلحين يعلن صراحة انه مستعد للموت من اجل قضيته المضاده للوطن ... اذا هو مشروع انتحار جماعي بلا شك
نواصل الحكاية
من يعتقد ان المباراه بين طرفين فقط ... فهو واهم .... فهناك طرف ثالث و رابع و تاسع و عاشر ... مهمتهم سكب المزيد من الوقود علي النار .... فاغتيال بن المرشد العام للاخوان المسلمين بطلق ناري في الظهر .... و اطلاق النار علي متظاهر يقف امام دبابه ... يقسم كل طاقمها انهم لم يطلقوا النار!! ... و اطلاق النار علي مواطن عمدا في شرفة منزله ... و اطلاق النار علي الشرطه و الجيش لقوموا بالرد فيسقط ضحايا ... كل هذا وقود لاذكاء نيران مخطط لها ان تحرق الاخضر و اليابس
نواص الحكايه
القاعده تقول ان الدوله هي الدوله ... و الجيش هو الجيش .... و الشرطه هي الشرطه .... و القضاء هو القضاء .... فهذه هيئات مقدسه في اي دولة في العالم و تحرص الشعوب علي حمايتها و اصلاحها و تقويمها في حال الخطأ .... لا علي هدمها و تدميرها و تخوينها و اهانتها و اهدار مداء افرادها .... فهذا ليس فكر اي شخص طبيعي يفقه معني كلمة "دوله" ... هذا فكر لمن يريدون محو الدوله و انشاء دولتهم هم
نواصل الحكاية :
لا يوجد اعلام محايد ... لا هنا و لا هناك .... كل الاعلم يعتمد هذه النظريه
و للحكاية بقية .... لو ظلت درجة حرارة "البروسيسور" حتي الان في حدود الامان ...
حمي الله الوطن
حمي الله مصر