هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مركز التدوين و التوثيق
  3. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  4. الهيافه

السلام عليكم و رحمة الله

هو مصطلح محلي دارج في اللهجة المصرية المشتقه عن العربية .... و لا ادري في الحقيقه هل له مرادفات اخري في اللهجات الشقيقه و الصديقه ... ؟

لكن الذي اعرفه الآن أن "الهيافه" كنز لا يفني !! .... و ان من اكرمه الله بقدر واسع من الهيافه ... هو في نعيم لا مثيل له ... !

لا تستغربوا !! ....فالهيافه يا ساده في زمننا الحالي .... تعطي صاحبها "الهائف او الهايف " رونقا جذابا ... و تفلطحا فكريا رائعا ... يمكنه من احتلال مكان الصداره و في الصفوف الاولي من جموع الجماهير ... !!!

ربما بعد هذه المقدمه العريضه .... يجد البعض صعوبة في وضع تعريف يقصده الكاتب (الذي هو أنا ) لصفة الهيافة .... لذا سأساعدك اخي القارئ في الوصول الي مفهوم حول "الهيافه"

هذه الصفه تشريحيا ليس لها علاقه بتعرجات سطح المخ ... فمن المعروف طبيا - و ربما تغيرت هذه الحقيقية العلمية - انه كلما كثرت تلافيف المخ ... يزيد الذكاء عند الفرد .... و لكني اؤؤكد لكم ان "الهيافه" ليست لها علاقه بمستوي الذكاء ..... بقدر ما هي غباء لا شعوري !!!

اذا يمكن وصف هذا المصطلح بأنه شعور خفي يسيطر علي الفرد .... و يدفعه دفعا نحو سلوك هو ابعد ما يكون عن الحكمة .... مع استمرار الفرد في تطوير هذا السلوك و اقتناعه التام به

ربما يكون التفسير السابق صالحا لكي ينشر في كتاب عن المنطق يدرس لطلبة الآداب .... و لكنه قد يبدو مبهما دون امثلة حيه ....

هنا تكمن مشكلة اخري .... و هي مشكلة ضرب امثلة عن "الهائفون في الارض" ... لأن الهيافه قضيه نسبيه كبيره .... فاذا قرأ مثلا شخص اكرمه الله بهذه الصفه مقالي هذا .... ربما يفشل في وضع يده علي التعريف الامثل للظاهره ... و ربما يفند المقال بمقياسه هو .... و هنا لا نتوقع خيرا يذكر من شخص مصاب بداء الهيافه ... قرأ هذه المقاله

و لكني سأحاول ضرب امثلة عامه .... لحالات من "الهيافه" قد نصادفها في حياتنا .... فمثلا :

سيده تشاهد جارتها و قد نشرت "غسيلها" الذي اسقط قطرات علي شرفة تقع اسفل منها .... فاذا بالسيده تهرع الي هاتفها محدثة صاحبة الشرفه "الحقي جارتك افسدت شرفتك بغسيلها" .... 

بعيدا عن كون تصرف السيده يتقاطع مع كل الاعراف الدينية و الاخلاقية و مواثيق جنيف لحقوق الانسان و البط و الوز .... الا انه يعتبر مثالا صارخا للهيافه ...

مثال آخر : شخص يتم دعوته في اجتماع يضم افرادا يناقشون قضية محدده و جاده .... و في خضم المناقشات يقاطع الشخص الاجتماع .... فينصت الجميع لما سيقوله .... فاذا بهم يسمعونه يصيح : كيف تناقشون هذا الموضوع الهام دون ان نشرب "بيبسي" ... :D

ربما يكون المثال الثاني اقل وطأه من المثال الاول ..... و ربما ايضا يكون بعيدا عن اية خروقات لاعراف دينية او اخلاقية او "بتنجانيه" ... لكن تصرفه يدل علي عقلية لا يزيد سمكها عن 3 مم .... ملساء كالحرير ...

و في الحقيقه ... ضربي للمثال الثاني .... يجعلني انتقل في النقاش الي نقطه هامه .... او بتعبير أدق .... سؤال هام :

هل داء الهيافه مكتسب ..... ام هو جين يولد به الانسان من بطن امه ؟

رأيي الشخص ... و هو رأي بطبيعة الحال لا يستند الي مرجعية علمية بعينها ... و انما هو مجرد تصور يظل في اطاره الشخصي ....

اعود الي رأيي .... و أقول ان داء الهيافه هو استعداد شخصي في الاساس يتفاوت من شخص الي آخر .... لكنه يتطور و ينموا .... او يخبوا و يختفي .... تبعا لبيئة الشخص و مستوي صداقاته .... و الطبقه الفكرية التي تعوَّد هذا الشخص ان يتناقش من خلالها مع اقرانه في شتي مصارف الحياة ...

لأنه ببساطه .... اذا وُجد الشخص في بيئه مفلطحه فكريا ... مسطحه ثقافيا ... فانه يتحول تلقائيا الي "هايف" من الطبقة الاولي .... و اذا تصادف وجوده مؤقتا مع طبقه اعلي ... فانه "مكشوف " لا محاله

ما سبق يا ساده يمكن تلخيصه ... بأنها صفه مكتسبه .... و ليست أصيله في الانسان

لكن مهلا ..... لو عُدنا للأمثله التي ضُربت لداء الهيافه ..... (السيده و الرجل) ..... يمكننا ان نقسم الهيافة الي قسمين رئيسين :

القسم الاول : هيافه ثقافية
القسم الثاني : هيافه اخلاقية

الهيافه الثقافية .... لا تعيب المصاب بها بقدر ما لا تبرر عدم مقاوته لها .... و البحث عن طرق لترقية نفسه بنسخ احدث و افضل من نظم تشغيل الدماغ (وندوز فيستا مثلا :))

اما الهيافه الاخلاقيه ... فهي تعيب بشده ... و تصِم المصاب بها بالعار الاخلاقي ... لأن هذا النوع من الهيافه لا يتعارض مع كون المصاب ذو طبقة فكرية و اجتماعية عاليه .... لكنه فاقد للقيم فاصبح في حد ذاته بيئه صالحه لنمو الهيافه في خلايا جسده .... و هذا ما يمكن التدليل عليه بمثال السيده .....

طيب هل للهيافه علاج ؟

لن اتقمص دور "طبيب نفسي" لأكتب روشته دواء ... للمصابين بهذا الداء .... و لكن الادويه في متناول الجميع .... مع الوضع في الاعتبار ان القسم من الثاني من الهيافة ربما يكون صعبا في علاجه ... و بعض حالاته ميئوس منها .... للأسف

اختم بمثال حدث لي شخصيا عندما كنت في الصف الثاني الثانوي ..... فقد كنت منقولا من مدرسة الي مدرسة اخري .... و رغم اني كنت حاصلا علي مجموع كبير في الصف الاول الثانوي يؤهلني للجلوس و بفارق مريح في فصل المتفوقين في الصف الثاني الثانوي .... الا ان ادارة المدرسة رفضت الاعتراف بمجموعي في الصف الاول الثانوي و حشرتني في فصل (تانيه سادس) ...

اذكر هذا الفصل جيدا .... و اذكر اني كنت اشعر بمدي الفارق الكبير بيني و بين طلبة هذا الفصل .... ليس لكون تقديراتهم العلمية في الصف الاول الثانوي تقل عني بفارق كبير ..... و لكن لأن الفصل كان يضم مجموعه منتقاه من المصابين بداء "الهيافة الثقافيه " المريع .... و الذي كان ينسحب علي جميع تصرفاتهم و حركاتهم و سكناتهم و هواياتهم ثم درجاتهم العلمية المنحطه ... ثم علمت لاحقا انه كان اسوأ فصل في المدرسة

كنت اتلصص علي فصل المتفوقين و اختلس النظر اليهم .... و اكاد المس بعيني الفارق الرهيب بين طالب من الفصل المتفوقين هذا ... و بين فصلي الرهيب .... و يكفي ان تعلموا ان قائد فصل المتفوقين في مدرستي كان الدكتور ايهاب .... نائب رئيس تاميكوم

طبعا ... و كما تعرفون او لا تعرفون .... فمشكلتي اني لا استسلم طالما لديَّ حق .... كافحت مع ادارة المدرسة لتعترف بدرجاتي العلمية ... و بعد كفاح مرير و تدخل احد اقربائي المدرسين في المدرسه ... وافقت الادارة علي ان تعقد امتحانا علميا في مادة الرياضيات لسبعة طلبة فقط يتأهل منهم طالب واحد فقط لدخول فصل المتفوقين .... او فصل الاحلام في مخيلتي

كنت انا بفضل الله هذا الطالب .... و تنفست الصعداء اني لم امكث طويلا في فصلي السابق العظيم (تانيه سادس) .... و اغتصبت مقعدا بجوار د ايهاب الذي كان "رائدا للفصل " باقتدار ... و كان متفوقا و حكيما ... و من يومها انطلقت شرارة صداقتنا التي اتشرف بها كثيرا و التي كتبت عنها سابقا 

 

ما اريد ان اقوله ... ان اشكال المقاومة لداء الهيافه متوفره ... اذا قررت انت ذلك .... فلولا فصل المتفوقين و بيئة طلابه الراقيه ... و من قبلهم عائلتي المتمثله في والدي الحبيب و والدتي الحبيبه .... اصحاب المقامات الفكرية و الثقافية و الاخلاقية العالية ... ما كنت اليوم متشرفا بموقعي كرئيس لموقع يضم كوكبة لامعه من الكبار .... بل ربما أصبحت "واحد نفسه يبقي تيموري"

تحياتي
:)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1192 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع