هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة حاتم سلامه
  3. أقيموا تمثالا لجولييت

---------------------------

أعرف أن القراء سيقولون هل جن جنون هذا الكاتب، وهو يكتب عن المعشوقة الشهيرة جولييت، التي أحبها وهام فيها بها العاشق الكبير روميو.! وتناولت الألسنة قصة حبهما والرومانسية الحالمة التي تفجرت ينابيعها في قلبيهما.!

خاصة وأنني أدرجت لها هذه الصورة التي تعكس جمالا أخاذا، وحسنا فريدا.

أعرف أن واجبي نحو القراء أن أعذرهم في هذا الظن، فما وجدوني يوما أكتب حول هذا اللون.

لكن تريث قليلا أيها القارئ، فليس هذا ما أكتب وما أريده، فهناك قصة أخرى يجب أن تتعرف عليها، أو جولييت أخرى غير المعشوقة الشهيرة.

كلنا يعرف بدقة ما الذي فعله الزعيم الوطني مصطفى كامل، حينما قلب الدنيا على رأس انجلترا، وكشف عن وحشيتها في مصر، وسلوكها القمعي مع المصريين، بعد حادثة دنشواي المؤلمة الشهيرة.

ظنت انجلترا والجاموس الأكبر الذي ينوب عنها في مصر، أن مصر شعب جاهل ضعيف، وأهله فلاحون بسطاء سذج يمكن أن يكونوا فريسة سهلة، ولقمة سائغة، بين أنيابهم الغادرة.

لكن المفاجأة كانت مذهلة، فقد وجدوا في مصر رجلا، استطاع أن يزلزل الأرض تحت أقدامهم، ويرج المجتمع الدولي لتتساقط أحجار السخط والغضب على أدمغتهم الطاغية.  

لقد صار مصطفى بعدها بطلا قوميا كبيرا، بل كانت له المكانة الأكبر حتى من الزعيم سعد زغلول، حينما شاهد الشعب قدرته الهائلة في إزعاج انجلترا، والتشويش عليها، بهذه القدرة الرهيبة والتفوق الإعلامي المذهل.

بل تسبب ما فلعه مصطفى في إقالة الطاغية العنيد والاستعماري الحقير اللورد كرومر نفسه.

ولا أخفيكم أنني أتعجب كثيرا حينما أرى تمثالا منصوبا لمصطفى كامل أو صورة له مرفوعة على الجدر، وأقول في نفسي: إن أي صورة لمصطفى كامل، لا يجوز أن ترفع وحدها، وإنما يجب أن ترافقها صورة امرأة، كانت السبب في شهرته ومساعدته في فضح الإنجليز.

مدام (جولييت آدم) التي تعرف عليها مصطفى كامل في فرنسا أثناء محاولاته الجهادية، لعرض قضية مصر على السياسيين والصحف والأحرار الغربيين، وكانت أعظم من ناصره بالخارج في قضية بلاده، وكان لها صالونها الشهير في المجتمع الفرنسي، الذي فتح أبوابه لمطفى كامل وظل سندا أصيلا له، وعضدا قويا لنجاح دعايته، بل كما قيل: صارت الأم الروحية التي أخذت بيديه ونصرته.

ويقول المؤرخون: إنه لولا مدام جولييت لما عرف مصطفى أن يتصل بكبار الكتاب الفرنسيين ويحملهم على خدمة مصر، والكتابة على صفحات الجرائد والمجلات الفرنسية، وإلقاء الخطب والمحاضرات والتقارير والرسائل التي كان يكتبها مصطفى وأنصاره.

قد لا نبالغ إن قلنا: إن هذه المرأة لها الفضل في صنع الزعامة الوطنية لمصطفى كامل باشا.

كانت المرأة معجبة بحماس هذا الشاب الصغير، وأبهرتها بلاغته وهمته في معاناته وتفاعله مع محنة بلاده.

هل يعرف المصريون شيئا عن هذه المرأة التي وقفت معهم يوما ونصرت قضيتهم، وكان لها الفضل الأكبر في قدرة مصطفى كامل على حمل الرأي العام على انجلترا؟

أقيموا لها تمثالا أيها المصريون، وتعرفن يا نساء مصر على هذا النموذج الوطني الحر الذي ينصر الحقيقة أينما كانت وفي أي وقت تكون.

إن المصريين يعرفون أقدار من ساعدوهم وناصروهم، ومن العيب الكبير تجاهل ذلك.

لقد آمنت وصدقت بأن فعلا وراء كل عظيم امرأة.. فياسعد من وجد امرأة تدفعه للعظمة والمجد.

-----------------------

شكرا لمعالي المستشار بهاء المري الذي أمدنا بهذه المعلومات الفريدة في كتابة عن حادثة (دنشواي.. أصل الحكاية والجلاد).

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

724 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع