العزيز يحيى ...
قبلًا كنت لي خيالًا يملأ مناماتي وصحوي ...
و أما بعد تجسد الخيال ليكون يحيى ..
أنت بكل أزمنتي يحيى...
نَفْس هائمة كقارب بلا شراع، كطير دون عُش ..
لك بين الناس وجوه وبين يدي
وجه صغيري يحيى،
إرهاقك يمشي على قلبي بقدمين نازفتين تختلط بمنبت نبضي يا أنا ...
ضع رأسك المثقل على رحمي واصرخ
"أنا الغريب يا ورد "
فتقرأ وَرْدُك الرُّقية وياسين ويُوسف والبقرة لتردك قليلًا لرشدك ...
ترفع عينيك وتتساءل
"هل بمحرابك سحر يا ورد؟"
فأجيبك "إنها عزلتنا تشفينا يا يحيى"
نفترش الغربة
لا صوت لدقات الساعة المنتظمة، ولا عصافير تسب بعضها بعضًا، ولا باب صريره يُرعبنا ..
لا شيء يمكن أن يشفينا سوى الله وجلستنا على أرض صلبة لتعيد عظامنا المنهكة أقوى ...
اغمض عينيك على كفي، وتنفس من رئتي، تطهر من بؤس العالم، والعدل الموؤد بظلم بائن ..
ضع كآبتك كلها على ضلعي، انزع عنك معطف وطن لن يحيا يا يحيى ..
خذني وطنك الصغير وعزك الذي لن يخذلك، دعنا نعود ألف عام ونعيش هناك كما يناسبنا ...
نسمع لحنًا قديمًا ونداعب الهررة..
وعندما يأتي غدًا نبحر بأوحال العالم من جديد لكن مطمئنين أننا في الليل نبني خفية لنا وطنًا لا يُنزع ولا يُحتل ولا يَفهم الخيانة والبنك المركزي والواسطة ...
بأبعد قلعة ... بقلبي
عزيزتك ..ورد