جُلنار...عزيزتى...نبضُ رُوحى وقلبى
أَكتُبُ إليكِ من الحُدودِ مع العَدُو،لا أعلمُ متى ستَصِلُكِ هذه الرسالة وفى أى وقتٍ عِندك...وهل سأظل على قيد الحياةِ حينما تَصِلُكِ أم لا؟!...ولَكِنَ جُلَ ماأَعرِفُه أننى تَوحَشتُكِ كثيراً...أَرسُمُ كُلَ يومٍ ملامحكِ وأطويها فى بيادتى...أُرتِلُ كُلَ يومٍ الدُعاء الذى لَقنتينى أياه كالأم التى تُلقِنُ طِفلَها أولَ كَلِماتِه...أحمِلُ مَعى دائماً ذَلِك الحِجابُ الذى جلبتيه من أجلى من شَيخِ البَندر،أُعلِقَهُ حولَ عُنقى حتى لا أفقِدَهُ أبداً...أحتفِظُ بتلك الوردة الحمراء التى كُنتِ تَضعينها بين خُصلاتِ شَعرَكِ الغجرى بين صفحاتِ جريدةٍ قديمةٍ عَفىٰ عليها الزمن...أَشتَمُ فيها رائحتِك حين يَشتَدُ عَلىَّ الشوق...وها أنا ذا أكتُبُ إليكِ مَرةً أُخرى وقد أشتدَ علىَّ الشوقُ يا جُلنار...وأشتدت الحرب..فقدتُ مُنذُ يومين صديقى فى الغُرفة..كان عَريساً مُنذُ أسبوعٍ فقط...لم يقضِ حتى شَهرَ عَسلِه...تُمزِقُنى الوحدةُ هُنا ويعترينى الغضبُ القاتل وأنتِ تعلمين جيداً كيفَ يَكونُ غضبى...وتعلمين أيضاً أننى لن أَترُكَ دَمَهُ يَذهَبُ سُدىً هكذا...لا تقلقى على حَبيبُكِ نَصرٌ يا جُلنار...لن أعودَ إليكِ حتى أُحقِقَ لَكِ ما وَعدتُكِ بِه...لن أُقيمَ عُرسَنا سوى على هذه الأرض...سَأُحررِها..سَنُحرِرها ياجُلنار وحينها فقط سآتيكِ رَكضاً فوق حُصانى تَزُفُنى أصواتُ الزغاريدِ وطَلَقاتِ البنادِق..راكِعاً تحتَ قدميكِ ومَعى المَهر.....طَوَت الرِسالة وَطوت مَعَها غُصةَ قَلبَها المَكلومُ عليه...وتمتَمت لقد تَحقَقَ كُلَ ما قُلتَهُ يانصر..لقد جِئتَ فوقَ حُصانَك وزَفتكَ الزغاريدُ وطلقاتُ البنادِق وَجلَبتَ لى المَهرَ يانَصر لقد جَلبتَ لى النَصر... وسَقَطَت آخرِ دَمعةٍ على قَبرِه وهى تقول.... وَلَكِنَ العُرسَ ناقص.. العُرسَ يَنقِصُهُ العَريسُ يانَصر...يَنقُصُهُ العَريسُ...