هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • القاهرة .. جبارة المحبة جابرة التائهين.
  • من طرف واحد
  • العتاب محبة
  • هزمني الصمت
  • على لسان نائب
  • ديننا و دينهم
  • الرجل .. للحب جائع
  • التعلم و النجاح المالي
  • من أعجب الناس إيماناً عند الله يوم القيامه ؟
  • كرموا فتحي عبد السميع
  • قواعد الأستخدام الآمن لمضادات الإكتئاب
  • أخطاء الكبار و الصغار
  • الخوف من بعضهن
  • قبل ما ناكل حلاوة المولد
  • معنى الحب
  • هل خدعكم سبتمبر قبلا؟
  • عاشق عابد صادق أواب
  • أختبئ داخلي
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 14
  • أنت ميّت على قيد الحياة
  1. الرئيسية
  2. مدونة كنوز صلاح
  3. ثمنٌ بخس

أعتادت أن ترى الدنيا من نافذة أحلامها مُبهجة مليئة بالألوان والسعادة رُغم عيشها فى شقة مُتهالكة لاتحوى المرافق الأساسية كالهرباء والماء ولاتتجاوز البضع مِترات...ولكن أحلامها كانت تُجمل كُل شئ كانت الأكبر بين إخوتِها والوحيدة التى تستطيع القراءة والكتابة ودرست حتى المرحلة الثانوية وقدمت على الإمتحانات من المنزل،وكُل هذا ووالدها لايعرف فهو لايعترف بفائدة المرأة أصلاً،أما والدتها كانت أُمية أيضاً ولكنها كانت تُساعدها كانت ترى بأنها ستستطيع تحقيق مالم تقدر هى تحقيقَهُ حتى وإن لم يَكُن لديها أحلام أو بالأصح لم تُعطى فُرصة لِتَحلُم فمنذُ أن بلغت التسع سنوات تزوجت،لذلك كانت تُساعد ابنتها دُونَ عِلم والِدِها....لأنهُ إن عَلِمَ حتماً لن يَمُرَ الأمر بِسلامٍ قَط...كانت تَتَلَهف كُل يوم وتنتظر على جَمرٍ مُحتَرِق وبِأعينٍ مُتَرَقِبة نَتيجَتِها،لِتَرى ثَمرةَ تَعَبِها وَكَدِها طوال تِلكَ السنين الفائتة ولتُسعد أُمها....وعندما جاء هذا اليوم وَعَلِمَت أنها نَجحت وَبِتفوقٍ وبتقديرِ إمتياز كانت تَشعُر بأنها أمتلكت كُلَ العالم بين يديها....كانت تَطوى الأرض رَكضاً للمنزل،أجنِحَتها لا تَسعها من السعادة...تُريدُ أن تصل للمنزل مُسرعة لتُخبر أُمها بالأخبار السارة وقبل أن يعود أبيها مِنَ الحقل....كانت ترى وهى تسير أحلامها الكبيرة أمامها كغيماتِ السِحاب تَتَطَلَعُ إليها،كانت تَغمُرُها السعادة فالآن لايحولُ شيئاً بينها وبين أحلامِها...سترى العالم بِشكلٍ أكبر ومن منظورٍ مُختلف..ستتوقف عن كَونِها "زَهرة" إبنَةُ القرية،لِتُصبح فتاةَ المدينة الطالبة الجامعية "زهرة".... قطع حبل أفكارها وتَخيُلاتِها دُنوَها من المنزل....وعندما وصلت لباب المنزل وقفت قليلاً تلتقط أنفاسَها...ثم دَلَفَت للمنزل...وعندما دَخَلَت كان هُناك رَجُلاً غريباً فى عُمرِ والدِها يجلس مَعَهُ وَيُحَدثُه....وعندما هَمَت بدِلوفِ المطبخ لِتُخبر أُمَها بالأخبار السارة...باغَتَها أباها بِندائهُ لها "زهرة" فلتأتى وَتُسَلِمى إنَهُ "مُحمد" قامت بإلقاء التحية وهَمَت مُسرِعة فلم تَكُن تَشعُر بالراحة وهذه المرة الأولى فى حياتِها التى يطلُب مِنها والِدَها أن تُسَلِمَ على أحد أصدقائه وهى ذاهبة ناحية المطبخ سَمِعَت والدِها وهو يقول لِصَديقَهُ أنها خَجِلَة...لم تَفهم ماذا يقصد ولكنها تخطت ماقاله لتذهب لأُمها وتُخبِرها بالأخبار السارة ولكن على غير العادة أبتسمت أمها إبتسامةٍ قابضة ولم تَقُل شئ....ذهبت بعدها لِغُرفَتِها وهى تُفكِر بأن والِدَها من المُؤكد قام بِسَب والِدَتِها لذلك هى حزينة مُجدداً،أكمَلَت جَلسة الأحلام المستقبلية الخاص بِها فى غُرفَتِها ولم تُدرِك بأنه قد مَرَت ثلاث ساعات...ولم تَفِق سوى على نداء أبيها لها ،لتذهب لَهُ لِيُخبرَها بأنها لم تَعُد صغيرة وأصبح عُمرَها ثمانيةَ عَشر عاماً وقد حانَ وقتُ زواجِها فمن أصغرُ منها فى القرية تَزَوجن ومعَهُن أولاد...وبِأن زواجُها تَحَدَد الأسبوع القادم وبأن العريس مُتعجل وكبير على الخطبة وَكُل تِلكَ الأمور وأنهُ من الأحسن التعجيل فى هذه الأمور وبأن العريس هو ذلك الرجُل من عُمر أبيها الذى ألقت عليه التحية!!!....كانت تستمع إلى والدِها وعيناها شاردة...تَسمَعُ الكلام وَلَكِنها لا تَعيه...اختارَ عَقلَها أن يتوقف عن العمل فى تِلكَ اللحظة.....لم تُحَرِك عيناها إلا بَعدَ إنتهاء الحديث لِتَنظُر إلى أُمِها لَعلَها تَنجِدُها وتَقوم بإفاقتِها من هذا الكابوس ولكن كالعادة لم ترى من أُمِها سوى نظرات الحُزن الدائمة وتِلك الأعيِن الكَسيرة وذَلِك اللسان المشلول عن النُطق مُنذُ أن جاءت على الدُنيا ولم يتغير شئ....أُمها وهى طفلة عُمر سنة هى نفسها وهى الآن لم يتغير بها شئ.....ولا رُدودِ أفعال...كانت دائماً تَشعُرُ بالحُزن والشفقة على حالِ أُمها وماقاستهُ عندما تزوجت وهى صغيرة وماقاسته عندما تزوجت من والدِها خاصةً...أعتاد ضَربَها وَسَبَها حتى أَلِفَهُ...أما أُمها فقد أعتادت على ذلك وَترَبت على أن تَظل صامتة حتى لايُهدم المنزل فوق رُؤوسِ أصحابِه....ولَكِنَها الآن تَكرَه ضعف أُمَها وَذَلِكَ الصمتُ اللعين الذى دَمَر جميع حياتَهُم....لذلك قَرَرت هى ألا تَصمُت كوالِدَتِها وتَعتَرض على ذَلِكَ القدر....لا أريد أن أتزوج أُريدُ أن أُكمِلَ تَعليِمى ياأبى....لم تُدرك شئ سوى ذلِك الألم الناتج عن صفع خَدِها...ظلت حَبيسةً لِغُرفَتِها لاتخرُجُ مِنها حتى جاء ذَلِكَ اليوم المَشؤوم...اليوم الذى من المُقرر فيه أن تتزوج....وقبل أن يأتى ذَلِك المَدعو العريس والمأذون لإتمامِ تِلكَ الصفقة، قد عَلِمَت بأن هذا الرَجُل دَفع لأبيها مبلغ من المال قدرُه "عُشرون أَلفَ جُنيهٍ" لِتسديد ديُونَهُم....قام والدها بِطَرقِ الباب ولم تَقُم بِفَتحِه....وكان والِدُها يَصرُخُ خارجاً"أفتحى هذا الباب وإلا كَسرتُه على رأسِك"...كانت تَرتَعِبُ من الخَوف ولَكِنها كانت مُصرة على الصمود رُغم ذلك ورُغم العواقب فهى على يقين بأن هذا كُلَهُ سينتهى قريباً لِتَعُود وَتُرَحِب بأحلامِها مَرةً أُخرى..لم تُدرك سوى كَسر أبيها للباب المُوصد بالمفتاح وَهَمُه بِضربِها حتى تقوم بتغيير ملابِسِها لملابِسٍ أُخرى تتماشى مع هذه المُناسبة السعيدة!!.أما أُمها كانت تقف وَتُشاهد،وهى تَنظُرُ إليها لتستنجد بِها من أبيها وكانت تُدرك بداخِلِها بأن لاشئ سيتغير..ولا شئ سيَحدُث فأُمها لن تأخُذ موقف كالعادة....ولكنها تَدَخَلت حاولت دَفعَهُ بعيداً عن إبنَتِها ليقوم بضربِها هى الأُخرى مُبعداً إياها...أما أُختها الصغيرة وأخيها كانوا يركضون للغرفة ويُغلقون على أنفُسِهم الباب خوفاً من هذا الوحش المُسمى والِدَهُم حتى لايَطالَهم غَضَبُه...قامت والِدَتِها بالسير ناحية المطبخ لتبحث عن شئ تُقاوم بِهِ زوجَها ذلك الوحش الكسير حتى تُبعِدُهُ عن ابنَتِها حتى لايَقتُلُها بين يَديه...فوجدت تِلكَ المَطرَقة التى تَدُقُ بِها اللحوم...ثم جاءت من خلفُه وقامت بضربِها على رَأسِه....لم تستوعب ماحدث حتى رَأَت تِلكَ الدماء التى تُغطى الأرضية وزوجها المُمَدد على الأرض...قامت بمحاولات كثيرة لإيقاظُه ولكِنها فَشَلت حاولت هزَه وتَحريكَهُ هى وزَهرة ولكِنَهُ لايتحرك ولايتنفس!!....لم يستوعبا ماحدث إلا بعد كَلِمات إبنتها وإبنها الصغير "قد ماتَ أبى!!"....قامت زهرة بلَملَمةِ شَتاتِ نفسِها واتصلت بالإسعاف وعندما جاءوا كانوا قد أكدوا على مَوتُه وتلك المطرقة ونظرات الخوف وتلك الدماء كانت خير دليل لهم على أنها جريمَةُ قتل فاتصلوا بالشُرطة.....وقبل أن يأتى رجال الشُرطة كانت زهرة تعلم جيداً بأن هذا اليوم نهايةُ كُلِ شئ وبمجئ الشُرطة لن تَسلَم والِدَتِها من الأمر....وعندما جاءت الشُرطة لم تنتظر ليسألوهم أى شئ وبادرت بِقولِها " لقد قُمتُ بِقَتلِه لقد كان يُريدُ أن يُزوجنى بالإكراه لقد قام بِبيعى مُقابل ثَمنٍ بَخس".........كانت تَنظُرُ إلى ذلِكَ الشُعاع الذى يُنيرُ تلك الغُرفة المُظلمة فى السجن ليُخبرها بأن الصباح قد حَل...وهى تُخبِرُ نَفسَها:"لقد مَرَ عامان"...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1446 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع