أحببتُهُ كالموسيقى وأدمنتُه كالقهوة...لا أدرى متى تسلل إلى قلبى بهذه السرعة وكيف حدث ذلك؟!! الأمرُ أشبه بالسحر....فى تلك الليلة الشُتوية التى تساقطت بها الأمطار لم تكن بالغزيرة العنيفة ولا بالمتقطعة المضطربة ولكنها كانت تتساقط من السُحُب بخجلٍ وتُقبلُ الأرض بحب وصوت فيروز يأتى من إحدى الغرف البعيدة فى أكاديمية الموسيقى(وندهلى حبيبى جيت بلا سؤال من نومى سرقنى من راحة البال) لتقودنى قدماى كالمسحورة ناحية هذه الغرفة...كان يجلس أمام البيانو يداهُ تتحرك بإنسيابيةٍ بالغة ليعزف اللحن كمحترف يحفظ المفاتيح دون أن ينظر إليها...كانت قدماى تخطو عدة خُطوات لأقترب منه كالمغيبة ومع كل خطوةٍ كانت تخطوها قدماى تفوح رائحة القهوة المعبقة بعبق البندق وكأنه كان بنكهة القهوة....حينما صرتُ بجانبه كان مُغلقاً عينيه يعزف بحريةٍ فى سماء الفن دون قيود وكانت على ثغره إبتسامة نقية تُشبه براءة الأطفال لم أرَ مثلها قط....لا أعلم ماذا حدث بعدها ولكن المشهد قد تغير فجأة....لتُصبح يدى اليمنى تُعانق يده اليسرى ويدى اليسرى تربت على كتفه ويده اليمنى تحتضن خصرى بحرص ونتمايل على نغم الموسيقى فى دنيا الأحلام...لأفيق حينها على صوت إنتهاء العزف وعلى صوت فيروز يقول(أنا لحبيبى وحبيبى إلى)فعلمتُ حينها أنها رسالة من القدر تُنذر بوقوع كارثة تُسمى الحب....حب شخصٍ غريب!!! رُبما ولكن روحى صارت تحفظُه عن ظهر قلب كالنوته الموسيقية......