بشوق الدراويش أكتبُ لكِ.. وحب الحياة قرب النهايات المأساوية.. ببراءة طفل لم يعرف ربه بعد.. وبحكمة كاهن عاش ألف عامٍ أكتب لكِ..
أكتبُ لكِ في آخر الليل وقرب الصباحات البعيدة.. أكتبُ لكِ ولا أملك سوى قلم وورقة أخيرة زهدت كل كتاباتي وتعبدت فيكِ.. أما قلمي فقد عصاني تماماً ولم يعد يعرف من الحروف سوى حروف اسمك..
عندما ينتهي العالم ويصبح قطعة أرض ليس لها ملامح أو تفاصيل ويصبح كل شئ حطام سأكون أنا وستكونين بانتظاري.. انتِ وحدك من كان يسمع أناتي التي أخفيها بالضجيج والصخب واللهو وفرط الحركة.. انت وحدك من كان يعلم كيف يكون الحب وكيف تكون الحياة.. وكيف يكون الطريق إليّْ..
كثيراً ما أسأل نفسي من منا وُلد قبل الآخر.. ومن منا أُماً للآخر.. أعتقد أنني وُلدت من رحمك.. وخرجت من أعضائك.. بعض منك.. بقايا اكتملت بين يديك.. لأصبح انا.. درويش زاهد يهيم ويطوف بين مداراتك في اليوم ملايين المرات.. ليعود جنيناً في آخر المساء.. ينذوي في رحمك.. ويولد من جديد في صباح يوم جديد وهكذا كل يوم.. أموت وأحيا عشقاً..
أنا درويش حضرتك.. وأنا الروح التي تتنفس خارجاً عن جسدك.. وانت...
اااااااااااااهٍ وألف اااااااه.. انت كل شئ.. انت الحبل السري الذي يربطني بالحياة والحب والجمال والموسيقى والحنان ومي.. نعم أنا لا أعرفني وانتِ بعيدة عني.. فقط بعينك أعرف كل شئ.. أسيرة بين دهاليزك أسر الحُر للحُر..
الخل والنديم انتِ.. وانتِ الصباحات الجميلة التي تحمل رياحين قلبي لتعود به الى الحياة..