سُبحانَ مَن وهبني التفكُّر فيما خلقَ وصنَع!
رغم أنَّني أخشى البحور، وينتابني الشعور بالخوفِ حالَ ذِكرها أو مُجرّد تخيُّلها، إلَّا أنَّني أُحِبُّ النظرَ إليها مع الإستطالة، فمُجرّد النظر يُفرِحُ قلبي.
كذلكَ من السعادةِ أنْ أتمتعَ بالنظرِ إلى النيل والخُضرة التي تُزيّنُ جانبيه، أذكُرُ حينَ أخذني أخي _تاجُ قلبي_ ليُنّزهني في مِثلِ هذهِ الأيَّام شديدة الحرارة، كانَ ينظر إلى النيلِ ويُشيُرُ لي على بعض المراكب العائمة على سطحه، فتارةً أُشاركهُ النظر وتارةً أُشيرُ لهُ على اِنعكاسِ أشَّعة الشَّمس على الماء، الذي اِنعكسَ بدورهِ علينا حتّى أنَّني أغمضتُ عيني من شدّةِ الضوء المُنعكس.
حينَ أخرُجُ مع أخي أشعُرُ وكأنَّ الدُّنيا قد حِيزتْ لي بحذافيرها؛ فأتعلّقُ بذراعهِ فَرِحةً فخورة، وأهمسُ لهُ إنْ كانَ هُناكَ داعي، ويُضاحكني هو حتّى تدمعَ عيناي.
أعودُ بالحديثِ عن خوفي من البحور، والذي لا أعلمُ له سببًا حتّى الآن، رغم هذا الخوف إلَّا أنَّني أُحِبُّ الدلافين كثيرًا جدًّا، بل وأعشقُ أصواتهم وحركاتهم، فسُبحانَ مَن سَوّاهم!
الدولفين ذلكَ المخلوق الذي يَقطن القلب دونَ اِستئذان، مخلوقٌ رائع، حنون، يتمتع بلُطفٍ كفيل أنْ يجعلهُ محبوبًا من الدرجةِ الأُولى.
أتساءلُ: كيفَ سيكون الحال لو خَلَتْ البحور من الدلافين؟
ستكون البحور حينها موحشة، مُخيفة، لا رغبةَ فيها اللهمَّ إلَّا مَن يعشقونها عشقًا.
رغم أنَّ عالَم البحار مليءٌ بالرُعبِ والمُفاجأت، إلَّا أنَّ بهِ بعضًا من الجمال والأُلفة، كَالدلافين، والشعاب المُرجانية، وأسماك الزينة، وغيرها من المخلوقات اللطيفة الموجودة هناك.