فعلوا ما فعلوا ليُجبرونا على التعايُشِ معهم كجيرانٍ لكنَّهم لم يُفلِحوا؛ لأنَّ للجيرةِ حقٌّ هُم بعيدونَ عنهُ كُلّ البُعد.. أولًا: لأنَّهم يُقيمونَ فوقَ أرضٍ ليستْ لهم، هُم سرقوها مِنّا.
ثانيًا وثالثًا ومائة: لأنَّهم سرقوا أرضنا إذًا هُم لصوص وليسوا جيران.
أنفقوا الكثير والكثير ليكسبوا وُدّنا لكنَّهم فشلوا؛ لأنَّنا لا نُداهن.. هُم لصوص وسيظلّوا لصوص حتّى يقضيَ اللَّهُ أمرًا كانَ مفعولًا فندفنهم فيها بإذن المولى عزَّ وجلّ.
ابتدعوا ما يُسمّى بالتطبيعِ ليسرقوا ذِمَم مَن استطاعوا من ولاة أمور العرب، فخيّلوا لهم أنَّ ذاكَ هو الضامن الوحيد للبقاءِ على مِقعد السُلطة، وقاسموهم أنَّهم لن يتخلّونَ عنهم مهما حدث، لكنَّهم تناسوا أنَّ قضاء اللَّهِ آتٍ لا محالة وسيفعلُ اللَّهُ ما يُريد.
ابتدعوا الأكاذيب بحقّ أشقائنا في فلسطين حتّى أنَّهم أوهمونا أو قُلْ استطاعوا فِعل ذلك لفقد مُعظم تاريخنا الحديث مِصداقيته، أوهمونا أنَّهم ابتاعوا أرضنا والدليل وجود جالياتٍ فلسطينية في بعض الدول، لكنَّ الحقيقةَ أنَّهم قت.لوا ما استطاعوا قت.لهُ من أشقائنا، أمَّا مَن لم يستطيعوا قت.لهُ هجّروهُ قسرًا.
طوال تواجدهم النَجِس مُذ خمسة وسبعونَ عامًا لم يصدقوا في حرفٍ واحد كما يفعلونَ الآن؛ فيكذبونَ الكذبة ويُصدقونها ثُمَّ يُنفقونَ عليها لتصديقها، يقولونَ أنَّ أشقائنا في غزّةَ هُم المعتدون، وأنَّهم هُم مَن يق.تلونَ النساء والرُّضعِ والأطفال والعجائز بدَ.مٍ بارد، ويكأنَّ الجِنائية الدولية ستقوم بالقبضِ عليهم، عُهَّا.ر وجدوا قيمتهم في عالَمٍ يُقدّر العُه.ر ويوأد الشرف، يدعم الرذيلة ويُحار.ب الفضيلة، يَقِف مع الباطل ويُجافي الحقّ، عالَمٌ أشبه ما يكون ببيتٍ تُديرهُ عاه.ر.
من المؤكدِ أنَّ مَن عاداكَ لدينكَ ووطنكَ وجبتْ مُحاربتُ.ه؛ حِفظًا للعِرضِ والأرض وقبلهم الدين، لكنْ أنْ نُداهنَ معهُ وتُعاملهُ بالحُسنى فهذهِ هي النذالة والخيانة، خيانة الدين والأرض والعِرض، فمَن سرقَ بعض أرضكَ فسكتَ عن حقّكَ تمادى حتّى لا يُرضيهِ إلَّا أنْ يسرقَ دينك؛ يسرقَ دينكَ حينما تراهُ ينتهك حدود اللَّهِ، ويُجاهر بالكبائر بل ويُقنّنها، يسرق دينكَ حينَ تَرى الحرام بمعناهُ العام يُحيطُ بكَ من كُلّ جانب، يسرق دينكَ حينما لا تقوى على قولِ كلمة الحقّ، يسرق دينكَ حينما لا تجرؤ على حماية عِرضكَ من دَنسِ العُهّا.ر، يسرق دينكَ حينَ ترى المُسكرات تُغرّق شوارع أرضك المسروقة من قبل.. أليستْ جُلّها قد فعلها خنازير الأرض بحقّ أشقائنا الفلسطينيين؟
نعيشُ كُلٌّ في بيتهِ تاركينَ عِرضنا وأرضنا لخنازير الأرض، ونخدع أنفسنا بأنَّنا لا نملكُ شيئًا، ونَحنُ نملكُ كُلّ شيء، لكنَّنا ما صدقنا اللَّهَ سُبحانَهُ وتعالى، فلو صدقنا اللَّه لصدقنا.
في جميعِ دول العالَم المُتقدّمة يُعرّف الحاكم على أنَّهُ موّظفٌ لدى الرعيّة، فيقوم بعملهِ على أكملِ وجهٍ خشية الحساب، حساب مَن هُم أعلى منهُ في السُلطة، يفعلونَ ذلكَ وما كانوا مسلمين، أمَّا في بعضِ دول الإسلام يُعرّف الحاكم على أنَّهُ المعبود من دونِ اللَّه، فيأمر بالمُنكر وينهى عن المعروف، ويسرق القوت ويستعبد رعيّتهُ، ويسفك الدِما.ء، ولا يُراعي الحُرمات بل يُحاربُ اللَّهَ في عبيده، عن مُدّعي الربوبية الحاكم بأمرِ اللَّهِ الفاطمي أتحدّث.
ذلكَ الفاج.ر الخبيث الضال والمُضِل لعنهُ اللَّه.
يُقال أنَّهُ تمَّ إغتيالهِ بُناءً على طلبِ أُختهِ الكُبرى (ست الملك)، ولم يُعثر على جثّته؛ فقد وجدوا ملابسهُ مُلوثة بالدِماء في ناحيةٍ من جبلِ المُقطم.
أعودُ بالحديثِ عن خنازير الأرض لعنهم اللَّه، يُحاربونَ أشقائنا في فلسطين على مدى خمسة وسبعونَ عامًا فقط لأنَّهم أرباب حقٍّ، لا يُدّنسونَ طهارتهم، ولا يقبلونَ الذُلّ، ولا ينكسرونَ إلَّا للَّهِ رّبّ العالمين.
حقير ياهو يسفك الدِما.ء بشراهةٍ لكشفِ سوأتهُ التي حاولَ أنْ يُواريها بشتّى الطُرقِ لكنَّهُ فشل، ففكّرَ ودّبّرَ كيف يُلهي ال.عُهّار المُناصرونَ لهُ عن فضيحتهِ فكانتْ الحر.ب على غزّة.
حربٌ على الشرفِ والنخوةِ والمبادئ وقبلهم الدين.
حقير ياهو ظنَّ أنَّ شعوب العالَم تقبل بجرائمهِ التي لو كانَ للصخرِ قلبٌ لأنفطرَ من فظاعتها وبشاعتها، لكنَّهُ أخطأ الظنّ فخروج المظاهرات العالمية للتنديدِ بما حدثَ ويحدُثُ في غزّةَ دليل على فشلهِ الذريع، لكنَّهُ يُعاندُ ويُكابِرُ.. أراهُ يحفرُ قبرهُ بيدهِ النَجِسة.
ما يستغربهُ بعض شعوب العالَم هو الصمت المُريع لولاةِ أمور العرب، ولاة أمور العرب الذينَ يظنّونَ أنَّ فلسطين بَيتٌ للإعارة، فيطمئنوا ويستكينوا، لكنَّها ما كانت إلَّا أرضنا العربية الطاهرة المُقدّسة وستظلّ إلى أنْ يَرِثَ اللَّهُ الأرضَ ومَن عليها.
أمَّا عن الشعوب العربية فحالها أقرب ما يكون من الهدوء الذي يسبق العاصفة.. فقط استعدّوا أيا خنازير الأرض فنَحنُ العرب عطشى لدمائك.م.
اللهمَّ غزّةَ وأهلها،اللهمَّ فلسطينَ وأرضها، بحرها وبرّها وجوّها.. إنَّ رّبّي لسميعُ الدعاء.